أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-26
1032
التاريخ: 2023-08-31
1311
التاريخ: 2024-01-07
869
التاريخ: 2023-03-14
1238
|
من الضروري أن نطل في هذا المقام على الدور الذي لا بد أن يضطلع به الشباب في عملية الإصلاح والتغيير والنهوض، ولعل من العلامات الفارقة التي يرصدها المؤرخ والباحث هي أن كل الحركات التغييرية الناجحة والتي غيرت تاريخ العالم قد اعتمدت ولا تزال تعتمد على العناصر الشابة في حمل راية النهضة والتغيير بغية الوصول إلى غاياتها المنشودة، فالشباب هم المحرك الأساسي للثورات. والسبب في ذلك واضح، فإن الشباب ـ يمتلك فطرة نقية غير ملوثة وهمة عالية وروحاً متوثبة، ويملك استعداداً عالياً للبذل دون مقابل ودون حدود.
ولو أننا تأملنا في انطلاقة الإسلام الأولى على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لوجدنا أن الشباب كانوا ركيزة الدعوة الإسلامية، وطليعة المنخرطين في حمل لوائها والتضحية في سبيلها، ولسنا نبالغ بالقول: إن الإسلام إنما قام على أكتاف الشباب وجهودهم، وتضحياتهم الجسام في الدفاع عن التجربة الإسلامية الأولى، والتي لم يَرُق للمشركين وغيرهم أن يروها تشق طريقها بسلام، وتستقطب الناس ولا سيما الشباب، وتجتذبهم إليها كاجتذاب النور للفراشات المختلفة. فوقفوا - أعني المشركين ـ في وجهها وحاربوها، وآذوا النبي (صلى الله عليه وآله) وأخرجوه من دياره، ثم هاجموه وأغاروا عليه في المدينة، فاضطر للدفاع عن نفسه وعن الكيان الوليد الذي يمثله، وهنا برز دور الشباب المسلم أيضاً، في الدفاع عن نبيهم (صلى الله عليه وآله) ودينهم وأنفسهم.
والنماذج الشبابية في تاريخنا الإسلامي والتي بذلت التضحيات الجسيمة في سبيل الدفاع عن الإسلام والذّود عنه وحمل رايته والتبشير به كثيرة جداً، ويمكن التعرف عليها بسهولة لدى أدنى مراجعة لكتب التاريخ وتراجم الصحابة، ويكفينا أن تستذكر الدور الريادي لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) في حماية الإسلام والدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لقد كان للإمام علي (عليه السلام) وهو في ريعان الشباب حضور بارز في كل المحطات المفصلية التي مرت بها الدعوة الإسلامية، وكان لشجاعته المعهودة الدور الحاسم في انتصارات الإسلام في شتى المعارك، ويكفيه فخراً وعزاً ورفعة أنه لما خرج لمنازلة عمرو بن ود العامري يوم الخندق قال النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك كلمته المشهورة: "برز الایمان كله إلى الشرك كله"(1).
وقد سبق وذكرنا صحابياً شاباً هو مصعب بن عمير الذي ترك حياة الترف واللهو وانخرط في المشروع الإسلامي تحت راية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهاجر إلى المدينة المنورة ليعلم أهلها القرآن الكريم ويفقههم في الدين، إلى غير ذلك الأسماء الشبابية البارزة التي لعبت دوراً ريادياً في انطلاقة الحركة الإسلامية الأولى بقيادة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). ولا يسعنا أن ننسى الدور الذي قام به الشباب في نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، وعلى رأسهم ولده علي الأكبر الذي قال لأبيه يوم الطف عندما سمعه يسترجع:
ألسنا على الحق؟ قال (عليه السلام): "بلى، والذي إليه مرجع العباد" فقال علي الأكبر: "فإننا إذا لا نبالي أن نموت محقين"(2).
أحبتي الشباب..
إن الأمة تتطلع إليكم لحمل راية التغيير والإصلاح، فلا تركنوا إلى الدعة ولا تستسلموا لنداء الغريزة ولا تنشغلوا بالصغائر، بل تطلعوا ليس فقط إلى إصلاح أنفسكم بل إلى تغيير الواقع برمته وإصلاح المجتمع، ولا تسمحوا للمجتمع الذي دبّ فيه الوهن واستشرى الفساد في مفاصله أن يؤثر فيكم أو يغرقكم في وحوله، بل اعملوا لتكونوا أنتم من يؤثر فيه، ويترك بصماته البيضاء في سجلات التاريخ وصفحاته.
_____________________________
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج19 ص61، وحياة الحيوان للدميري ج1 ص387، وكنز الفوائد للكراجكي 137.
(2) الإرشاد للمفيد ج 2 ص 82.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|