المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

محمد بن فَرَج الغساني
13-08-2015
تنزيه شعيب (عليه السلام)
17-11-2017
المستعصم بالله والجواري
12-2-2019
المقصود بعدم التركيز الإداري
15-6-2018
نظرية التراوح fluctuation theory
23-5-2019
معنى كلمة عقم
11/12/2022


قف الى جانب طفلك الخجول  
  
2948   02:15 صباحاً   التاريخ: 12-4-2021
المؤلف : د. برناردوجيه
الكتاب أو المصدر : كيف تخلص طفلك من الخجل
الجزء والصفحة : ص292-293
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-08 1123
التاريخ: 23-10-2019 10372
التاريخ: 2023-07-22 1228
التاريخ: 2-4-2022 1841

يدعي كل بالغ أن مرحلة المراهقة الخاصة به هي الأسوأ في التاريخ وأن مراهقي اليوم يحظون بكم أكبر من الحرية لكي يكونوا على طبيعتهم ويكوّنوا هويتهم ، ولكني أعتقد أنه مهما كان مقدار الصعوبة على الأجيال السابقة إلا أن الجيل الحالي من المراهقين يواجه قضايا أكثر صعوبة.

إن الضغط المطرد يزيد من سرعة عملية النمو لدى المراهق. فأطفال اليوم مجبرون منذ سن صغيرة على التأقلم مع عدد كبير من قضايا الكبار ، وببساطة هم ليسوا مستعدين للتعامل معها ، ولذلك يدفعون ثمناً باهظاً يتمثل في نشاط عاطفي ضار ومشكلات شكل الجسم والعدوان والقلق والاكتئاب. وإذا كان المراهق يقاوم بالفعل التغيير الى حد ما كما يفعل الكثير من الخجولين فإن الضغط المطرد سيدفعه للتقهقر.

وبالإضافة الى ذلك ، اعتقد أن مجتمعنا السريع الإيقاع قد فقد بعض التراكيب التي ساعدت على توجيه وإرشاد الأجيال السابقة ، فالمراهقون اليوم يتعرضون لعالم أكثر قسوة بسبب رغبتنا في التساهل مع العنف  والتهكم وانعدام السلوك المهذب. وما كان من المعتاد أن يعتبره الناس تمرداً صحياً للمراهقين يمكن مع سهولة استخدام السلاح أو الإنترنت أو المخدرات أن يتحول لشيء خطير سريعاً وباستمرار. وعندما تضيف لذلك كل الخيارات المتاحة للمراهق على المستوى المهني والشخصي فلا عجب في أن الكثير من المراهقين يشعرون مؤقتاً بالانسحاب والقلق والخجل ، فهم ببساطة في خضم زاخر بالخيارات المتاحة لهم ويجدون أنفسهم غير قادرين على اتخاذ قرارات إيجابية سليمة في ذلك العصر الذي بات القلق سمة من سماته الدائمة.

ولكن على الرغم من التأثير السلبي المتزايد لثقافتنا على مراهقي اليوم وخاصة الخجولين منهم لا يزال لديّ ما يدعو للأمل. فعلى الرغم من أن مجتمعنا قد غاب عنه الكثير من القوى التي كانت توفر البنية السليمة للأجيال الماضية إلا أن الآباء يستطيعون توفيرها لأطفالهم. ومهما كانت الطريقة التي يدعي طفلك المراهق أنه يريد أن يعامله بها الآخرون بصفته شخصاً كبيراً وناضجاً وأن يتم السماح له بعمل كل ما يخطر على باله فهو لا يزال بحاجة الى الإرشاد والتوجيه ورضاك واهتمامك وكذلك وضع بعض الحدود لتصرفاته. تأكد من أنك تقف بجانب طفلك المراهق وتسانده لكي توفر له الوعي بواقع الحياة ، فبعض المراهقين في أشد الحاجة الى معرفة الواقع والحب غير المشروط . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.