يواصل العديد من الاشخاص غير السعداء، بل ويصرون على، القيام بما اعتادوه من أمور، حتى ولو كانت ذلك هو سبب تعاستهم.

وتنبع معظم هذه الأفعال من كلمة واحدة بسيطة هي "الالتزام". فلدى كل منا قطعاً مسئوليات عليه تحملها، بل إن جانباً كبيراً من السعادة التي نحظى بها في حياتنا ينبع، في واقع الأمر، من التزاماتنا تجاه أسرتنا وعملنا ومجتمعنا. ولكن قد يضطر كل منا في بعض الأحيان إلى مواجهة سلسلة من الالتزامات العرضية أو غير الضرورية؛ تلك الأمور المقلقة والتي قد تبدو في ضوء الواجبات والالتزامات الأخرى لا تتمتع بهذا القدر من الأهمية.

تلك هي الأصوات التي نحملها بداخلنا منذ طفولتنا مثل "عليك أن تلمع حذاءك كل يوم" أو "عليك ألا تضع المقلاة في غسالة الأطباق". وغالباً لا تكون هذه الواجبات قواعد وصفناها نحن بأنفسنا، بل قواعد وضعها لنا شخص آخر؛ أمنا، معلمنا، ابن عمنا، أو حتى جار لنا في المنزل المجاور. وعلى الرغم من أن هذه الأمور قد تبدو مثل القواعد الملزمة، إلا أنها قد تمثل أيضاً استنزافاً غير ضروري لوقتنا وطاقتنا، وتمنعنا عن القيام بالأشياء التي ستدخل السعادة على قلوبنا.

على سبيل المثال، ربما يمنعك تنظيف أرضية المطبخ ثلاث مرات في الأسبوع من القيام بتمشية استرخائية في حين أن تنظيفه مرة واحدة سيفي بالغرض. إن القفز من أجل غسيل الأطباق بمجرد انتهاء الوجبة سوف يعني عدم استمتاعك بالمحادثة العائلية، في الوقت الذي تكون فيه تلك المحادثة ممتعة حقاً. إن الاستمرار في العمل في الفترة المخصصة للراحة وتناول الغداء سوف يمنعك من التواصل مع زملائك في العمل، وهو الأمر الذي يضفي على بيئة العمل مناخاً أكثر إمتاعاً.

قم بوضع قائمة بكافة "الالتزامات" في حياتك. ولتفكر في المرة الأولى التي بدأت فيها بالنظر إلى نشاط ما بوصفه "التزاما"، ومن الشخص الذي شجعك على ذلك. ثم اشطب "الالتزامات" التي لم تعد تناسبك بعد الآن: تلك الأمور التي انتهى تاريخ صلاحيتها. اعقد العزم على مقاومة هذه "الالتزامات كلما اعترضت طريقك. قم بالجلوس لوقت أطول على مائدة الطعام، واجذب نفسك من أمام شاشة الكمبيوتر. وبقيامك بذلك سوف تخلق أنماطاً جديدة أكثر تناسباً مع حياتك واهتماماتك.. هنا والآن.

دع العالم يرك كما انت، وليس كما تعتقد انك يجب ان تكون، لأنك اذا تظاهرت بما ليس فيك، فسوف تنسى هذا التظاهر عاجلا ام اجلا، وحينها، اين سيكون موقعك؟