أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2017
1658
التاريخ: 13-2-2018
2159
التاريخ: 8-2-2017
1653
التاريخ: 1-08-2015
1787
|
قال : ( وهي حادثة ، وهو ظاهر على قولنا ، وعلى قول الخصم لو كانت أزليّة لزم اجتماع الضدّين ، أو بطلا ما ثبت ، أو ثبوت ما يمنع ).
أقول
: اختلف الناس في ذلك ، فالملّيّون على أنّها حادثة (1) ، وهو ظاهر على قولهم من
أنّ الواجب تعالى فاعل بالاختيار ، وأثر المختار لا يكون قديما ، مضافا إلى ما ثبت
من حدوث العالم وهي من جملة العالم ، ولأجل ذلك قال المصنّف ; : « وهو ظاهر على
قولنا ».
وأمّا
الحكماء فقد اختلفوا هنا ، فقال أرسطو ـ على ما حكي (2) ـ : إنّها حادثة.
وقال
أفلاطون ـ على ما حكي أيضا (3) ـ : إنّها قديمة.
والمصنّف
; ذكر هنا حجّة أرسطو على الحدوث أيضا.
وتقرير
هذه الحجّة : أنّ النفوس لو كانت أزليّة ، لكانت إمّا واحدة أو كثيرة ، والقسمان
باطلان ، فالقول بقدمها باطل.
أمّا
الملازمة فظاهرة.
وأمّا
بطلان وحدتها : فلأنّها لو كانت واحدة أزلا ، فإمّا أن تتكثّر فيما لا يزال وعند
التعلّق ، بالأبدان ، أو لا تتكثّر.
والثاني
باطل ، وإلاّ لزم أن يكون ما يعلمه زيد بعلمه كلّ واحد ، وكذا سائر الصفات
النفسانيّة ، والمشاهد خلاف ذلك ؛ فإنّه قد يعلم زيد شيئا وعمرو جاهل به.
وأيضا
لو اتّحدت نفساهما لزم اتّصاف كلّ واحدة بالضدّين ، أعني العلم والجهل ، ومثله
لزوم اتّصاف النفس بالجبن والتهوّر ، والبخل والإسراف.
وهذا
مفاد قوله : « لزم اجتماع الضدّين ».
والأوّل
باطل أيضا ؛ لأنّها لو تكثّرت : فإمّا أن تكون النفسان الموجودتان الآن حاصلتين
قبل الانقسام ، فقد كانت الكثرة حاصلة قبل فرض حصولها ، وهذا خلف.
وإمّا
أن يقال : حدثتا بعد الانقسام ، وهو محال وإلاّ لزم حدوث النفسين وبطلان النفس
التي كانت موجودة.
وهذا
مفاد قوله : « أو بطلان ما ثبت » مع أنّ ما ثبت قدمه امتنع عدمه.
وأمّا
بطلان كثرتها أزلا ؛ فلأنّ التكثّر إمّا بالذاتيّات ، أو باللوازم ، أو بالعوارض ،
والكلّ باطل.
أمّا
الأوّل ؛ فلما ثبت من وحدتها بالنوع.
وكذا
الثاني ؛ لأنّ كثرة اللوازم تستلزم كثرة الملزومات.
وأمّا
الثالث ؛ فلأنّ اختلاف العوارض للذوات المتساوية إنّما يكون عند تغاير الموادّ ؛
لأنّ نسبة العارض إلى المثلين واحدة ومادّة النفس البدن ؛ لاستحالة الانطباع عليها
، وقبل البدن لا مادّة وإلاّ لزم التناسخ الذي سنبيّن امتناعه ، وهو مفاد قوله : «
أو ثبوت ما يمنع » فتأمّل.
__________________
(1) « شرح المواقف » 7 : 250 ـ 251 ؛
« شرح المقاصد » 3 : 319 ـ 320.
(2) حكاه عنه الفخر الرازي في «
المحصّل » : 544 ؛ « المباحث المشرقيّة » 2 : 400 ، « المطالب العاليّة » 7 : 189
، وانظر : « شرح المواقف » 7 : 251 ؛ « شرح المقاصد » 3 : 321.
(3) حكاه عنه الفخر الرازي في «
المحصّل » : 544.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|