أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-15
1125
التاريخ: 8-9-2016
2271
التاريخ: 2-6-2020
4108
التاريخ: 10-7-2021
1913
|
خصائص المدينة العراقية
ما من شك في أن لكل مدينة إسلامية نمط خاص وتركيـب خـاص، في تركيبهـا الداخلي وشكلها الخارجي ووظائفها الحضرية. فالمدينة العراقية انعكاس للـدين الإسلامي بالعراق الشقيق، كغيره من الأقطار الإسلامية الأخرى. بل يعتبر هذا الدين الحنيف مـن أهـم العوامل المؤثرة، في تصميم الوحدة المعمارية في المدينة العربية الإسلامية، سواء داخل العراق أو خارجه. فالمدينة انعكاس للمعتقد والعرف والثقافة والتاريخ، فحينما ننظر للمدينة اليابانية نجدها بشخصية معمارية تختلف عن المدينة الأوروبية، أو المدينة الإسلامية. ولهذا فللإسلام الفضل في خصائص المدينة العراقية، من حيث الشكل والتركيب والتحصين والمظهر الحضري للمدينة.
لقد كان نتيجة للبساطة في أداء فرائض الإسلام، تخطيط مسبق لبناء المسجد الجامع، وما يحتاجه من مكان فعال وسط المدينة، تحيطه التراكيب التجارية والمدنية والإدارية والأمنية، وفي المسجد عادة يلتقي أهـل المدينة لتأدية الصلوات الخمس، وتبادل الأفكار التي تهم مصلحتهم، ولإيجاد كيان إسلامي متماسك.
أما فيما يتعلق بالبنية الإدارية، والمتمثلة في الدواوين ومؤسسات الحاشية وأماكن الحرس الخاص، فإنها تتركز حول قصـر الخليفة أو الحاكم في وسط المدينة الإسلامية. وهذا يعتمد على علاقة السلطة الحاكمـة بـالمجتمع، حيث اختيرت هذه المؤسسات الحكومية في وسط مدينة مثل بغداد العاصمة زمن العباسيين، وذلك لقمع أي تمرد داخلي خاصة في أوقات الأزمات السياسية. أما في أوقات السلم فتنقـل إلى الأطراف.
أما مـن حيـث البنية التجارية للمدينة العراقية، فتضـم الأسـواق التجارية والخانات والمخازن، التي تقع على مقربة مـن الـدوائر الحكومية وقصـور الخلافة والحكام قرب المسجد الجامع الكبير.
وكانت بغداد تضم أيضا في أزقتها، أسـواقاً متخصصة لمهن عـدة كسـوق النحاسين وسوق النساجين وسوق الحدادين.. الخ. كمـا كـان يـوجـد سـوق خاص للنساء لغزل الصـوف ودكاكين منفردة لبيع اللحوم والزيت، بجانب دور الكتـب والتصحيف المحاذية للجامع. وعادة ما كانت الطبقة الغنية في المدينة، تقيم بالقرب مـن الجامع الرئيسي وهي صاحبة النفوذ الديني بالمدينة.
أما من الناحية المدنية، فكانت المدينة العراقية تقيم المعسكرات المكونة من مجموعات من الخيام لإيواء الجند، كخيام البصرة والكوفة والموصل. وكانت في البداية تتألف القصب بدلاً من الخيام، ثم أصبحت تبنى من الآجر المكون من مادة الطين والذي صنعت منه مادة البناء للمدن العراقية القديمة مثل اور وبابل ونينوي والوركاء.
ولم يقتصر تصميم المدينة العراقية بعد الفتح الإسلامي على ما ذكر آنفاً، بل تعداه لخاصية دفاعية، لا تقل أهمية عما سبقها من تركيب داخلي. فقد شملت إحاطة المدينة بالأسوار القوية ومن خلفها خنادق، ثم أسوار ثانية مع إقامة الأبراج لمراقبة الأعداء، وحماية المدينة العراقية من المغيرين عليها على حين غرة. بالإضافة إلى تحصين الأبواب وتوفير مصدر المياه العذبة الضروري لحياة سكانها, والهدف من ذلك، هو أن يزيد من قدرتها الدفاعية والهجوميـة بوجـه الغـارات الخارجية، أو العصيان الداخلي والصراع على السلطة.
وقد تعددت الأسوار المحصنة حول المدينة العراقية، تتناسب في قوتهـا حسـب أهمية المدينة. ففي القديم تميزت مدينة بابل، بإحاطتها بسور وأبراج ضخمة وخنادق واسعة؛ لأن المدن العراقية في بداية إنشائها كان الهدف من ذلك أنهـا مـدن عسكرية. وهكذا أيضاً سارت المدن العراقية بعد الإسلام على نفس التخطيط، مع التعديل المناسب للعقيدة الإسلامية والمجتمع العربي الإسلامي الجديد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|