أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2019
![]()
التاريخ: 11-08-2015
![]()
التاريخ: 1-08-2015
![]()
التاريخ: 1-07-2015
![]() |
الموضوع
: العلّة المادّيّة و الصوريّة و الغائيّة.
المؤلف : محمد جعفر الاسترآبادي المعروف
بــ(شريعتمدار).
الكتاب :
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة.ص249-253/ج1.
________________________________________________
العلّة المادّيّة :
قال
: ( والمحلّ المتقوّم بالحالّ قابل له ومادّة للمركّب ).
أقول
: المحلّ إمّا أن يتقوّم بالحالّ أو يقوّم الحالّ ، وإلاّ لزم استغناء أحدهما عن
الآخر فلا حلول، فالمحلّ المتقوّم بالحالّ هو الهيولى المتقوّمة بالصورة ،
والمقوّم للحالّ هو الموضوع.
والهيولى
باعتبار الحالّ تسمّى قابلة ، ولهذا يحكم بأنّه لا يكون فاعلا له ؛ لاستحالة كون
الشيء فاعلا وقابلا. وباعتبار المركّب تسمّى مادّة.
قال
: ( وقبوله ذاتي ).
أقول
: كون المادّة قابلة أمر ذاتيّ لها لا غيريّ (1) يعرض بواسطة الغير ؛ لأنّه لو لا
ذلك لكان عروض ذلك القبول في وقت حصوله يستدعي قبولا آخر ، ويلزم التسلسل وهو محال
، فهو إذن ذاتيّ يعرض للمادّة لذاتها.
قال
: ( وقد يحصل القرب والبعد باستعدادات يكسبها باعتبار الحالّ فيه ).
أقول
: لمّا ذكر أنّ قبول المادّة لما يحلّ فيها ذاتيّ ، استشعر أن يعترض عليه بما يظنّ
أنّه مناقض له ، وهو أن يقال : إنّ المادّة قد تقبل شيئا ولا تقبل آخر ، ثمّ يعرض
لها قبول الآخر ويزول عنها القبول الأوّل ، كالنطفة ؛ فإنّها لا تقبل الصورة
الإنسانيّة ابتداء ، ثمّ إذا صارت جنينا قبلتها ، وهذا يعطي أنّ القبول من الأمور
العارضة الحاصلة بسبب الغير ، لا من الأمور الذاتيّة اللازمة لها لذاتها.
فأجاب
بأنّ القبول ثابت في كلا الحالين ، لكنّ القبول منه قريب ومنه بعيد ؛ فإنّ قبول
النطفة للصورة الإنسانيّة بعيد ، وقبول الجنين قريب ، فإذا حصل القرب بالنظر إلى
عرض من الأعراض نسب القبول إليه ونفي عن غيره. وفي الحقيقة إنّما حصل قرب القبول
بعد بعده ، وسبب القرب والبعد هو الأعراض والصور الحالّة في المادّة ؛ فإنّ
الحرارة إذا دخلت في المادّة واشتدّت ، أعدّت قرب قبول الصورة الناريّة وخلع
غيرها.
العلّة
الصوريّة:
قال
: ( وهذا الحالّ صورة للمركّب وجزء فاعل لمحلّه ).
أقول
: هذا الحالّ ـ يعني به الحالّ في المادّة ـ وهو صورة للمركّب لا للمادّة ؛ لأنّه
بالنظر إلى المادّة جزء فاعل ؛ لأنّ الفاعل في المادّة هو المبدأ الفيّاض بواسطة
الصورة المطلقة بناء على أنّ كلّ متلازمين لا بدّ أن يكون أحدهما علّة للآخر ،
وحيث ثبت عدم كون الهيولى علّة تعيّن كون الصورة علّة ، ولمّا استحال كونها علّة
مستقلّة ؛ لأنّ الصورة والشكل يوجدان معا ، والهيولى متقدّمة على الشكل ؛ لأنّه من
لوازم المادّة ، والمتقدّم على ما مع الشيء متقدّم على ذلك الشيء ، تعيّن كونها
جزء علّة لها ، وهذا معنى قوله : « وجزء فاعل لمحلّه ».
وفيه
: نظر.
قال
: ( وهو واحد ).
أقول : ذكر الأوائل أنّ الصورة المقوّمة للمادّة
لا تكون فوق واحدة ؛ لأنّ الواحدة إن استقلّت بالتقويم استغنت المادّة عن الأخرى.
وإن لم تستقلّ كان المجموع هو الصورة ، وهو واحد فالصورة واحدة (2).
العلّة
الغائيّة:
قال
: ( والغاية علّة بماهيّتها لعلّيّة العلّة الفاعليّة ، معلولة في وجودها للمعلول
) (3).
أقول
: العلّة الغائيّة هي المحرّكة للفاعل على الفعل والداعية إليه المترتّبة عليه
غالبا ، وهي المسمّاة بالغرض. والفائدة ما يترتّب على الفعل وإن لم يكن محرّكا
للفاعل. وبينهما عموم وخصوص من وجه ، فعلى هذا الغاية لها اعتباران يحصل لها
باعتبارهما التقدّم والتأخّر بالنسبة إلى المعلول ؛ وذلك لأنّ الفاعل إذا تصوّر
الغاية فعل الفعل ، ثمّ حصلت الغاية بحصول الفعل ، فماهيّة الغاية علّة لعلّية
الفاعل ؛ إذ لو لا تلك الماهيّة وحصولها في علم الفاعل لما أثّر ولا فعل الفعل ؛
فإنّ الفاعل للبيت يتصوّر الإسكان أوّلا فيتحرّك إلى إيجاد البيت ، ثمّ يوجد
الإسكان بحصول البيت ، فماهيّة الإسكان علّة لعلّيّة الفاعل ، ووجوده معلول للبيت.
ولا امتناع في أن يكون الشيء الواحد متقدّما ومتأخّرا باعتبارين ، بمعنى أنّ الغاية
متقدّمة في التصوّر والوجود الذهني ؛ لكونها بهذا الوجود علّة فاعليّة لعلّيّة
الفاعل ، ومتأخّرة بحسب الوجود الخارجي ، فلا دور ، ولهذا يقال : أوّل الفكر آخر
العمل.
قال
: ( وهي ثابتة لكلّ قاصد ).
أقول
: كلّ فاعل بالقصد والإرادة فإنّه إنّما يفعل لغرض وغاية ما ، وإلاّ لكان عابثا ، على
أنّ العبث لا يخلو من غاية.
أمّا
الحركات الأسطقسيّة فقد أثبت الأوائل (4) لها غايات ؛ لأنّ الحبّة من البرّ إذا
رميت في الأرض الطيّبة وصادفها الماء وحرّ الشمس فإنّها تنبت سنبلة ، وهذه على
سبيل الدوام أو الكثرة، فيكون ذلك غاية طبيعيّة.
ومنع
جماعة (5) من ذلك ؛ لعدم الشعور في الطبيعة ، فلا تعقل لها غاية.
وأجابوا
بأنّ الشعور يفيد تعيين الغاية لا تحصيلها.
قال
: ( أمّا القوّة الحيوانيّة المحرّكة فغايتها الوصول إلى المنتهى ، وهو قد يكون
غاية (6) وقد لا يكون ، فإن لم يحصل فالحركة باطلة ، وإلاّ فهو إمّا خير أو عادة
أو قصد ضروريّ أو عبث وجزاف ).
أقول
: القوّة الحيوانيّة لها مبادئ ...
أحدها
: القوّة المحرّكة المنبثّة في العضلات.
وثانيها
: القوّة الشوقيّة.
وثالثها
: التخيّل والفكر.
وغاية
القوّة المحرّكة إنّما هي الوصول إلى المنتهى ، وقد تكون هي بعينها غاية القوّة
الشوقيّة ، كمن طلب مفارقة مكانه والحصول في الآخر لإزالة ضجره. وقد تكون غيرها
كمن يطلب غريما في موضع معيّن ؛ فإنّ غاية الشوقيّة هنا لقاؤه غير الوصول إلى ذلك
المكان.
وفي
هذا القسم إن لم تحصل غاية القوّة الشوقيّة سمّيت الحركة باطلة بالنسبة إليها ،
وإن حصلت الغايتان وكان المبدأ التخيّل لا غير فهو الجزاف والعبث ، وإن كان مع
طبيعة كالتنفّس فهو القصد الضروري ، وإن كان مع خلق وملكة نفسانيّة كاللعب باللحية
فهو العادة ، وإن كان المبدأ الفكر فهو الخير المعلوم أو المظنون.
قال
: ( وأثبتوا للطبيعيّات غايات وكذا للاتّفاقيّات ).
أقول
: قد تطلق الغاية عند الحكماء (7) على ما ينتهي إليه الفعل ويتأدّى إليه وإن لم
يكن مقصودا ، إذا كان بحيث لو كان الفاعل مختارا لفعل ذلك الفعل لأجله ، والغاية
بهذا المعنى أعمّ من العلّة الغائيّة المحرّكة للفاعل على الفعل.
وبهذا
الاعتبار أثبتوا للقوى الطبيعيّة غايات مع أنّه لا شعور لها ولا قصد ، وكذا
للأسباب الاتّفاقيّة وهي الأفعال المؤدّية إلى ثمرة تأدية مساوية لعدمها أو أقلّ ،
فإنّ ما يؤدّي تأدية دائميّة أو أكثريّة يسمّى سببا ذاتيّا ، وتسمّى غايته غاية
ذاتيّة ، كما مرّ.
أمّا
إثبات الغايات للحركات الطبيعيّة فقد تقدّم البحث فيه.
وأمّا
العلل الاتّفاقيّة فقد نفاها قوم (8) ؛ لأنّ السبب إن استجمع جهات المؤثّريّة لزم
حصول مسبّبه قطعا ، وإلاّ لكان منفيّا ، فلا مدخل للاتّفاق.
والجواب
: أنّ المؤثّر قد يتوقّف تأثيره على أمور خارجة عن ذاته غير دائمة الحصول معه ،
فيقال لمثل ذلك السبب من دون الشرائط : إنّه اتّفاقي إذا كان انفكاكه مساويا أو
راجحا ، ولو أخذناه مع تلك الشرائط ، كان سببا ذاتيّا.
__________________
(1)
كذا في الأصل ، وفي « كشف المراد » : 128 هكذا « لا غريب ... ».
(2)
انظر : « المباحث المشرقيّة » 1 : 647.
(3)
هذا تعريف للعلّة قريب من كلام الشيخ الرئيس في « الإشارات والتنبيهات » حيث قال :
« والعلّة الغائيّة التي لأجلها الشيء علّة بماهيّتها ومعناها ... » إلى آخره ،
كما في « شرح الإشارات والتنبيهات » 3 : 15.
وفي
« الشفاء » الإلهيّات : 257 قال : « ونعني بالغاية : العلّة التي لأجلها يحصل وجود
شيء مباين لها ».
(4)
انظر : « المباحث المشرقيّة » 1 : 653.
(5)
منهم الفخر الرازي في « شرح الإشارات والتنبيهات » 3 : 17.
(6)
في « كشف المراد » : 130 هكذا : « غاية الشوقية ».
(7)
انظر : « الشفاء » الطبيعيات 1 : 67.
(8)
« الشفاء » الطبيعيات 1 : 60.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
عوائل الشهداء: العتبة العباسية المقدسة سبّاقة في استذكار شهداء العراق عبر فعالياتها وأنشطتها المختلفة
|
|
|