أقرأ أيضاً
التاريخ: 26/12/2022
1488
التاريخ: 3-10-2020
3915
التاريخ: 30-8-2021
2637
التاريخ: 1-2-2023
984
|
هذه القاعدة نستخلصها من الاحاديث الخمسة التالية:
1- عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال : (ان الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه ، ويعمل العمل فيسره ذلك، فيتراخى عن حاله تلك فلأن يكون على حاله تلك خير له مما دخل فيه)(1).
2- عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : (قلت لابي عبد الله (عليه السلام) : الرجل يعمل العمل ، وهو خائف مشفق، ثم يعمل شيئاً من البر فيدخله شبه العجب به، فقال : هو في حاله الاولى ، وهو خائف أحسن حالاً منه في حال عجبه)(2).
3- وعن الصادق (عليه السلام) : (يدخل رجلان المسجد احدهما عابد والآخر فاسق فيخرجان من المسجد والفاسق صديق والعابد فاسق، وذلك انه يدخل العابد المسجد وهو مدل بعبادته، ويكون فكره في ذلك، ويكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه فيستغفر الله من ذنوبه)(3)
4- وقال امير المؤمنين (عليه السلام) : (سيئة تسؤك خير عند الله من حسنة تعجبك)(4).
5- وعن امير المؤمنين (عليه السلام) : (ضاحك معترف بذنبه خير من باك مدل على ربه)(5)
والقاعدة التي تستخلص من هذه الاحاديث هي ان الإنسان ينبغي ان لا يفرح بحسناته ولا يستكثرها ، ويندم على سيئاته مهما صغرت ... وهذه القاعدة تحتاج إلى تأمل كثير، فنقول السيئة قبيحة على كل حال ، والحسنة حسنة .
وهذه قضية حتمية ، ولكن لماذا السيئة خير من الحسنة هنا؟
هذه القاعدة من أسرار هذا الدين ، وفهمها مفتاح لكثير من القضايا الاساسية في الإسلام، هناك ما عدى السيئة والحسنة إفرازان نفسيان لهما ، فالسيئة لها إفراز في حالة السلامة والصحو ... والحسنة لها إفراز في حالة المرض ... أما إفراز السيئة في حالة السلامة فهو الندم والوجل بحيث ان المسيء يستاء من نفسه وهذا دليل على الصحة النفسية ،ويعمل الحسنة فتعجبه وتسره ، ويشعر بالنشوة والانتفاخ ، وهذا دليل الانحراف النفسي، هذان الافرازان لهما قانون يعكس الحسنة والسيئة : إفراز السيئة وهو الندم والإحساس بالخجل بين يدي الله هذا الإفراز أفضل من أفراز الحسنة التي تسبب للإنسان انتفاخ واعجاب بنفسه وعمله وانما يكون إفراز السيئة حسناً، لأن الاحساس بالعمل السيئ وبالذنب والمعصية حتى يستقبح الإنسان من نفسه ويخجل منها، وهذا الاحساس يقع في دائرة التقصير، ويشعر بالعجز عن أداء حقوق الله ، أما الإحساس بالابتهاج والسرور في عمل الحسنات مع الوقوع في شبك الاعجاب، وتعظيم العمل، ويصبح مدلا(6).
به على الله، وأكثر من ذلك قد يمن به على الله - والعياذ بالله - فيخرجه عن دائرة الإحساس, بالتقصير التي تدخله في دائرة العبودية لله، وما يخرجه عن دائرة العبودية لله يخرجه عن التضرع ، والخشوع، والخوف، والاخبات.
فهذه مشاعر الإنسان وهو يعيش في دائرة العبودية فإن فقدها فقد خرج عن دائرة تخضعه وتعبده لله، وليس هناك أكبر من هذه الخسارة.
____________________
(1) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 72/311.
(2) المصدر نفسه : 312 .
(3) المصدر نفسه : 316.
(4) نهج البلاغة قصار الحكم : 46.
(5) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 77/423.
(6) المدل: المنبسط المسرور الذي لا خوف له من التقصير في العمل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|