أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2016
2256
التاريخ: 29-12-2022
1968
التاريخ: 16-3-2021
1947
التاريخ: 4-2-2021
2854
|
ان مما لاشك فيه ان الإنسان في طريقه إلى الله يتعرض لعقبات ومؤثرات تقف عثرة في تحقيق الوصول إلى الله تعالى ، في امتثال إرادته تعالى. واهم هذه المؤثرات هي:
1- الانصياع للأهواء: وهي العدو الداخلي للإنسان فعندما ينصاع إليها ويستسلم لها فإنها تتحول إلى معبود له من دون الله تعالى ، وهذا ما أكده القرآن الكريم في عدة آيات :
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا } [الفرقان: 43]
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ } [الجاثية: 23]
{وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } [الأنعام: 119]
فاتباع الهوى يصد عن الحق، ويبعد الإنسان عن جادة الصواب وبهذا يخرج الإنسان من كونه عبداً لله إلى عبد لأهوائه وشهواته.
وهذه هي أخطر العقبات التي تواجه الإنسان في حياته الرسالية ، وإذا لم يقاوم اهوائه فلا بد ان ترديه في مستنقع الضلالة.
2- الجهل بالله وأحكامه: حيث ان الجهل بالله تعالى واحكامه داء وبيل يوقع الإنسان في مستنقعات الضلال، ويخرجه من ولاية الله إلى ولاية الشيطان يهيم في كل وادي مهلك.
فمن لا يستضيء بنور العلم يتيه في ظلمات الغي ومن المعلوم أن الطاعة لا تتحقق بدون العلم.
وطاعة بلا علم ولا معرفة لا اعتبار لها في ميزان الإسلام؛ لأن (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، ولا يزيده سرعة السير من الطريق إلا بعداً)(1) و (لا يقبل الله عز وجل عملاً إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل، فمن عرف دلته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له إن الإيمان بعضها من بعض )(2).
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (من عمل على غير علم كان ما يفسده اكثر مما يصلح)(3).
وأورع صورة للعامل على غير علم ما رسمته ريشة أمير الحكمة والبيان علي بن ابي طالب (عليه السلام) حيث قال: المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل؛ لأن العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه وتأتي الجاهل فتنسفه نسفاً ، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة)(4).
3- حب الدنيا :
ورد في الحديث الشريف : (ان حب الدنيا رأس كل خطيئة)(5) ولا شك ان من احب شيئاً انقاد إليه، ومن انقاد لشيء بغير امر الله تعالى فقد عبده ؛ ولذلك عندما يصبح حب الدنيا هو قطب الرحى في حياة الإنسان فإنه سيتمحور على ذلك القطب، ويتقوقع فيه، ولا يستطيع الخروج عن دائرته ، ومالم يخرج الإنسان حب الدنيا من قلبه لا يمكن ان يدخل حب الله فيه فما جعل الله تعالى لرجل من قلبين في جوفه وعندما يصبح الإنسان عبداً للدنيا تصبح غايته الاولى والاخيرة حتى يعد لا يرى شيئاً غيرها وبذلك تملكه الدنيا ولا يملكها يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (وكذلك من عظمت الدنيا في عينه، وكبر موقعها من قلبه، أثرها على الله تعالى ، وانقطع إليها، وصار عبداً لها)(6).
وهكذا يستحوذ حب الدنيا على القلب إلى ان يصل (إلى مستوى بحيث ان الإنسان لا يرى شيئاً إلا ويرى الدنيا فيها، وقبلها، وبعدها ، ومعها، حتى الاعمال الصالحة تتحول عنده وبمنظاره إلى دنيا تتحول عنده إلى متعة، إلى مصلحة شخصية حتى الصلاة، حتى الصيام، حتى البحث، حتى الدرس، هذه الألوان كلها تتحول إلى دنيا لا يمكنه ان يرى شيئاً إلا من خلال الدنيا، إلا من خلال مقدار ما يمكن لهذا العمل ان يعطيه من حفنه مال او من كومة جاه لا يمكن ان يستمر معه إلا بضعة ايام معدودة)(7).
وإذا تأملنا في هذه العوامل الثلاثة نجدها هي الاساس في كل المفاسد الاجتماعية، والاخلاقية، والسياسية، وكل ما حدث من جرائم، وظلم ومفاسد في الجامعة البشرية على طول خط التاريخ فإنه من جراء هذه العوامل الثلاثة .... فعندما ينصاع المرء لأهوائه، ويستحوذ حب الدنيا على قلبه يصبح جاهلاً بسر وجوده وعلة ايجاده، وبذلك يخرج الإنسان من كونه عبداً لله تعالى إلى عبد للدنيا واهوائه فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 1/206.
(2) المصدر نفسه.
(3) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 1/208 .
(4) المصدر نفسه.
(5) ثقة الإسلام الكليني، الاصول من الكافي : 2/317.
(6) نهج البلاغة خطبة : 160.
(7ِ) الشهيد الصدر، المدرسة القرآنية : 245.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|