اهم النظريات الجيوبوليتيكية - نظريه القوه البريه- هالفورد ماكيندر 1861- 1947 |
2948
04:37 مساءً
التاريخ: 17-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-5-2022
1485
التاريخ: 24-1-2016
8085
التاريخ: 25-1-2022
1661
التاريخ: 15-1-2021
8551
|
يعد هالفورد ماكيندر من المفكرين الاستراتيجيين العظماء وقد تبوأ هذا المركز الغريد لنظريته المعروفة بنظريه (قلب العالم) ويرجع الفضل لرجاحة أفكاره لتكوينه الموسوعي الهادف. فقد درس ماكيندر علوم الحياة والتاريخ والقانون والطبوغرافية والاستراتيجية والجغرافيا فلا غرابه أن تؤهله خلفيته العلمية ليكون دبلوماسيا متميزا وعاملا بارعا وجغرافيا يشار له بالبنان.
وحظى ماكيندر باهتمام كبير من الجغرافيين والسياسيين بسواء لمحاضراته عن الارتكاز الجغرافي للتاريخ في الجمعية الجغرافية البريطانية عام 1904 فقد أثارت هذه المحاضرة نقاشا استمر نصف قرن من الزمن وقد أثرت على أفكار كيلن وهوسهوفر وأثرت في الاستراتيجية الألمانية عام 1940 وعاد ماكيندر وعدل نظريته عام 1919 في كتابه " المثل الديمقراطية والحقيقة " ويعود لها مرة ثانيه في عام 1943 في ضوء الأحداث المشهورة في الحرب العالمية الثانية وكان عمره وقتذاك 83 سنه.
وقد لاحظ ماكيندر ان ثلاثة أرباع مساحه الكرة الأرضية مغطاه بالمياه في حين أن مساحه اليابسة لا تتجاوز ربع إجمالي مساحة العالم ولاحظ اتصال البحار ببعضها البعض فاطلق عليها المحيط العالمي World Ocean كما أطلق على اليابس القديم اسم جزيرة العالم
World Island تشغل 16/1 من مساحه العالم واعتبر أن أمريكا الشمالية واللاتينية واستراليا بمثابه جزر تحيط باليابسة تغطي نحو 1/12 من مساحة الكره الأرضية، وتتكون الجزيرة العالمية من أفروأوراسيا يتوسطها البحر المتوسط وقد أشار إلى أن 14/16 من سكان العالم يقطنون هذه الجزيرة أما الجزر المحيطة فيسكنها 1/6 من السكان ويسكن الجزر الخارجية أمريكا الشمالية واللاتينية واستراليا نحو 1/16 من سكان الكره الأرضية.
وقد أطلق ماكيندر على المنطقة الوسطى من الجزيرة اسم منطقه الارتكاز Pivot Area عدل فيما بعد إلى منطقه القلب Heartland يمتد هذا القلب من
نهر القلغا غربا إلى شرق سيبيريا. ومن المحيط المتجمد الشمالي إلى هضاب إيران وافغانستان وبولوجستان في الجنوب.
ويغلب طابع السهول على المناطق الشمالية والوسطى والغربية ولا يتخللها سوى جبال الأورال وتنصرف مياه القلب داخليا صوب المحيط المتجمد الشمالي ويقع غالبيه منطقة القلب في روسيا وجزءأ من غرب الصين ومنغوليا وافغانستان وإيران عدا مناطقها الساحلية.
وقد أضاف ماكيندر بتعديله الثاني مناطق جديده إذ مد حدود منطقه القلب إلى شرق أوروبا حتى نهر الألب وتمتاز منطقة القلب بانها منطقه سهليه ذات تصريف داخلي وتعد قلعه دفاعيه وأفضل نموذج للدفاع بالعمق كما أنها محاطه من الشمال بمسطح مائي متجمد أغلب أيام السنه ويشكل منطقه حمايه طبيعية للقلب.
وقد أشار ماكيندر إلى منطقة ارتكاز أخرى وسماها منطقة القلب الجنوبي وتضم إفريقيا جنوب الصحراء وتعد الصحراء حصنا طبيعيا للفصل بين الجنسين الأبيض والأسود وأنها ذات تصريف داخلي من الهضبة الداخلية إلى أنهار النيجر والكونغو والزمبيزي والأورانج واللمبوبو.
وتتصل المنطقتان عبر الدول العربية التي تمتد من النيل غربا إلى العراق شرقا وهذا خطا واضح وقع فيه ماكيندر لأن بلاد العرب تمتد إلى أبعد من هذه الحدود وقد أشار أحد الباحثين العرب إلى هذا الخطأ.
وقد أطلق ماكيندر على الأراضي الساحلية اسم الهلال الداخلي وتمتاز منطقة الهلال الداخلي بان أنهارها تتصرف نحو البحار الصالحة للملاحة وتتكون من المناطق الساحلية والأرض العربية والصحراوية في الشرق الأوسط والمناطق الموسمية في آسيا.
أما الحلقة الخارجية فاطلق عليها الهلال الخارجي وتتكون من أمريكا الشمالية وامريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء واستراليا وليست هناك دوله تستحق الإشارة في نطاق الهلال الخارجي سوى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان.
والملاحظ أن ماكيندر لم يعط الولايات المتحدة أهميه خاصه عام 1904 إلا أنه أعطاها مثل هذه الأهمية بتعديله عام 1943 ولعل من المفيد أن نشير إلى أن ماكيندر قد تخوف من نشوء دوله في القلب فتتمكن من تكوين امبراطوريه عالميه وبذلك تصبح جزيرة العالم قاعدة مهمه بريه وبحريه وجويه يدين لها العالم باسره بالولاء وكان يرى أنه من الممكن ذلك لو أن ألمانيا أتحدت مع روسيا اتفاقا أم غزوا.
واعتقد ماكيندر أن سلاح الجو لصالح القوه البريه أهميه أكثر من القوه البحرية وأكد أن استخدام الطرق البحرية لا يتم إلا من خلال إشراف القوه البريه وقد أكد أن عهد الدول البحرية قد أنتهى وأن تاريخ العالم ليس إلا صراعا بين القوى البريه والقوى البحرية وإن السيادة ستكون للدول البريه.
ولخص ماكيندر نظريته في :
(أ) من يتحكم في شرق أوروبا يتحكم في قلب الجزيرة العالمية.
(ب) من يتحكم في القلب يتحكم في الجزيرة ( جزيره العالم أفروا أوراسيا ).
(ت) من يتحكم بالجزيرة يتحكم بالعالم.
وفي تعديل عام 1943 أكد ماكيندر أن التهديد للقلب من الاتحاد السوفيتي (سابقا) وليس من ألمانيا وأكد أيضا أن الموقف السياسي للقوى العالمية لا يعتمد فقط على الموقع الجغرافي للقلب وإنما أيضا على البناء الصناعي كما استحدث مصطلح الحوض الأوسط شمال الأطلسي بين غرب أوروبا وشرق الولايات المتحدة الأمريكية وأكد ماكيندر بانه لو خرج السوفييت بالحرب العالمية الثانية سيصبحون أعظم قوه بريه في العالم على انه يحسن بنا الإشارة إلى ماكيندر عام 1943 تقل الأهمية الجيوبولتيكية للقلب من مجرد الاعتماد على الموقع والتلاحم الأرضي وسهوله الحركة للقوى القارية إلى الاعتماد على السكان والعمران والموارد والخطوط الخلفية للحركة والمهم أن ماكيندر قد وضع تصوره من وجهه نظر الباحث الإنجليزي الذي يحاول أن يلفت نظر السلطة في بريطانيا إلى إمكانيه ظهور قوه عالميه بريه لا تستطيع القوه البحرية الإنجليزية الوصول إليها.
وقد وجهت عدة انتقادات لنظريه ماكيندر منها إغفاله للأوصاف التقنية المتطورة فمنعه المحيط المتجمد الشمالي لم تعد قائمه بعد اكتشاف كاسحات الجليد والغواصات التي تسير تحت الغطاء الجليدي كما أن اكتشاف الأسلحة المتطورة والصواريخ والأسلحة النووية بالذات ما يغير من منعه منطقه القلب.
وفي رأي بعض المفكرين ومنهم مينج Mining أن ماكيندر لم يوفق حين حدد قلب الأرض والهلالين طبقا لمعيار الموقع بالنسبة لليابس والماء وأنه كان من الأجدر تحديده على أساس المعيار الحضاري لأنه أكثر ثباتا وبالنسبة للرملاند الهلال الأوسط فقد قسمه مينج إلى قسمين (الهلال الأوسط القاري، والهلال الأوسط البحري ( واعتمد الجانب الوظيفي أساسا للتمييز بينهما وفي رأي مينج أن من يسيطر على قلب الأرض يمكن أن يسيطر على بعض دول الأطراف بينما يرى ماكيندر أن من يسيطر عليها كلها يمكنه السيطرة على العالم كله.
وهناك مسالة تضاف وهي أن المركزية الشديدة التي تتسم بها سويداء الارض ليست عاملا في صالحه؛ لأنها تصبح عرضه للهجوم جوا وهذا يعني أن سلاح الطيران يقلل كثيرا من أهميه موقعها الجغرافي.
ويرى فيرجريف أن اليابسة عباره عن جزيرتين عظيمتين هما جزيرة متوازية الأضلاع تمثل العالم القديم وجزيرة أخرى عبارة عن الأمريكتين وكلتاهما تقعان في محيط عظيم وينقسم متوازي الأضلاع إلى قسمين تفصلهما الصحراء أكثر مما يفصلهما البحر.
مما سبق نلاحظ أن ماكيندر كان دائم التغيير في حدود قلب العالم ونظرته للعالم ككل، إذ لقد كان على علم تام -كجغرافي - بأن استغلال الإنسان لمحيطه الطبيعي كان دائم التغيير، وأن المحيط الطبيعي كان أيضا يتغير، لذلك فنكاد نجزم أن ماكيندر كان سيرسم -لو عاش بيننا اليوم- لوحة جيوبوليتيكية جديدة لعالم اليوم، محددا منطقة إقليم جيواستراتيجية جديدة لهذا العالم، فكما يقول ماكيندر نفسه: "أن لكل قرن جيوبوليتيكا".
وعموما فإن مخططي الاستراتيجية في الغرب يقرون بأن ماكيندر كان على حق في أفكاره فألمانيا لم تتمكن من السيطرة على المنطقة الحاجزة بين الجرمان والسلاف، وأصبحت الأراضي الممتدة من البحر البلطي إلى بلاد البلقان في دائرة النفوذ السوفيتي سابقا الذي يسيطر على منطقة القلب وأثرت آراء ماكيندر في خطط السوق الأنجلو أمريكية فكل الأحلاف ابتداءا من حلف الأطلسي إلى حلف جنوب شرق آسيا ما هي إلا محاولات مخططه لتطويق منطقة القلب والسيطرة على الهلال الداخلي المحيط بها في حينه.
والحقيقة أن أحداثا جديده طرأت على دول العالم بعد سنين الحرب العالمية الثانية تثير الشكوك حول أداء وصحة تطبيقها في عصرنا الحالي ومن هذه الأحداث ما تشهده المنطقة العربية وما شهدته مناطق جنوب شرق آسيا وظهور الصين الشعبية قوة تحظى بمرتكزات طبيعية وبشريه تؤهلها أن تكون قوه عالميه في منطقه الهلال الداخلي وتربع الولايات المتحدة الأمريكية على عرش السيادة العالمية كإمبراطوريه وحيده بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحلفائه عام 1989 واصبح العالم أحادي القطب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|