العوامل البشرية المؤثرة في قوة الدولة - الموارد والانشطة الاقتصادية- الصناعة |
1958
05:53 مساءً
التاريخ: 3-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2021
1972
التاريخ: 22-7-2019
4286
التاريخ: 21-5-2022
2586
التاريخ: 10-1-2022
2087
|
الصناعة:
تعد المقدرة الصناعية للدولة أحد العوامل المؤثرة في قوتها السياسية، فلا يمكن أن تكون هناك قوة عسكرية إذا لم تساندها قوة صناعية لإنتاج الآلات الحربية ومعدات الحرب، ولعل قوة بريطانيا وتمكنها من إنشاء إمبراطورية واسعة لا تغرب عنها الشمس تعود إلى الصناعة المعتمدة على الفحم والحديد، ونفس الشيء بالنسبة لألمانيا التي كانت صناعة الحديد والصلب والصناعات الكيماوية من عوامل قوتها قبل الحرب العالمية الأولى.
ولعل قوة الصين ومواجهتها لكثرة سكانها ترجع إلى اهتمامها بالتصنيع، ومثلها جنوب افريقيا التي استطاعت الصمود أمام الضغط العالمي عليها لفترة طويلة من جراء التمييز العنصري بها، كما أن قوة اليابان الاقتصادية تعتمد بالدرجة الأولى على الصناعة, فالصناعة تساعد الدولة على رفع مستوى معيشة سكانها، وذلك باستخدام فائض الإنتاج باستثماره في الدول الأجنبية، أو توزيعه على الشعب بزيادة المرتبات والأجور أو تقليل ساعات العمل والتوسع في الخدمات الاجتماعية لرفع مستوى الرفاهية، ثم في خلق جيش قوي حيث تستطيع تمويل الإنفاق العسكري وتصنيع أدوات الحرب.
وكلما تقدمت الدولة صناعيا كلما قل اعتمادها على الدول الأخرى. وتعد صناعة الحديد والصلب من اهم الصناعات النني تعطي الثقل السياسي للدولة، فهي من الصناعات الاستراتيجية المتمثلة في صهر وتكرير المعادن وتشكيلها وبناء السفن والصناعات الهندسية والكيماوية والإسمنت، ثم يأتي بعد ذلك صناعة الأدوات الكهربائية والمواد الغذائية والغزل والنسيج وغيرها من السلع الاستهلاكية. وكلما تنوعت الصناعات في الدولة بشكل متوازن كلما أعطى ذلك للدولة ثقلا سياسيا مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا، حيث تنتج هذه الدول ما يفيض عن حاجتها لتقوم بتصديره للخارج، وبالتالي يتحقق لها عائد ضخم، بالإضافة إلى تنمية علاقاتها بالدول المستوردة لمنتجاتها، كما أنها تعد في نفس الوقت سوقا لبعض المواد الخام التي تستوردها من الدول غير الصناعية، وكل ذلك من شأنه أن يرفع من قوة الدولة ويعلي شأنها بين دول العالم.
ونظرا لما للصناعة من أهمية كما ذكرنا فإن الدول النامية تسعى جاهدة الدخول ميدان الصناعة، لكن بعض الصعوبات الغني تعترض هذه الدول ومن أبرزها عدم توافر بعض مقومات الصناعة في بعضها، كأن تكون المادة الخام أحيانا أو رأس المال اللازم، أو العمالة ذات المهارة الفنية، أو مدى قدرتها على المنافسة مع الدول الصناعية التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، نغم وهو الأهم سيطرة الدول المتقدمة على السوق العالمي والنقد الدولي، ولذلك فإن مثل هذه الدول تحتاج إلى وقت طويل، وإلى جهد كبير، وإلى علاقات طيبة بين الدول حتى يمكنها التقدم في هذا المجال.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|