مضيق باب المندب ( بوابة الدموع):

يمثل مضيق باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، إذ يتحكم هذا المضيق في المدخل الطبيعي الوحيد للبحر الأحمر عند نهايته الجنوبية. ويـبلغ الطول الكلي للمـضيق من مينائي (المخا ) وعصب الارتيري الى الجنوب الشرقي المدخل الجنوبي حوالي ( 90 ) كم وعرضه 24كم وقد يضيق حتى يصل 19.5 كم في الجنوب الشرقي . وبوجود جزيرة بريم ينقسم المضيق الى قناتين أحداهما شرقية بعرض 3 كم والأخرى غربية بعرض 16كم , والقناة الغربية هي القناة الملاحة الدولية لاتساعها,

بريم هي جزيرة مثلثه الشكل تبلغ مساحتها 12.5 كم وطولها 4.8 كم وعرضها نحو 3.2 كم على الرغم من صغرها، فأنها تتمتع بأهمية ستراتيجية، إذ تم التحكم والسيطرة على حركة الممر  المائي وهناك جزر أخرى مثل (بوليلة)، وإلى الشمال وبالقرب من الساحل الإرتيري تقع جزر أخرى مثل جزيرة حالبو جزر الحنش وأرخبيل الحنش ولها أهمية سوقية لمن يتحكم بها بالنسبة لهذا الممر, ويعد مضيق باب المندب من الممرات المهمة ستراتيجيا لأنه الممر الوحيد لتجارة السودان وارتيريا إذا أغلقت قناة السويس، إذ تقدر أعداد السفن التي تجتاز المضيق يوميا بـ (65) سفينة حسب إحصائيات عام 2000م. عد المضيق منطقة تنافس بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة ولا سيما بعد تحول حكومة أثيوبيا عام 1974 الى حكومة موالية للاتحاد السوفيتي فقد أقام السوفيت قاعدة دهلك  Dahlak  السوفيتية في البحر الأحمر وأقام الأمريكان قواعد عسكرية في مقاديشو، وبربرة في الصومال .

ارتبطت الأهمية الجيوستراتيجية لهذا المضيق باستراتيجيات القوى الكبرى منذ أن وصلت طلائع قواتها الى هذه المنطقة (كما سيتضح في الفصل الثالث). فهذا المضيق كان يشكل على الدوام المفتاح البحري للقوة البرية المتجهة شمالاً داخل البحر الأحمر وشرقاً نحو الهند وغربا نحو القرن الأفريقي وشرق أفريقيا باتجاه أوربا. وبعد فتح قناة السويس (1869) ازدادت هذه الأهمية لان المضيق تحول الى بوابة بحرية مباشرة مؤدية باتجاه البحر المتوسط وجنوب أوربا؛ لذا فإن أطلال المنطقة وإشرافها على الجانب الشرقي لهذا المضيق جعل المنطقة  على تماس مباشر بأهم ممرٍ مائي فاصل بين آسيا وأفريقيا من جهة وبين البحار الجنوبية والشمالية من جهة ثانية، و لا سيما بعد فتح قناة السويس واهتمام الدول الكبرى لمصالحها الاستعمارية في وسط وجنوب أفريقيا وفي جنوب وجنوب شرق آسيا.