المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

لا يكون الله مريداً لما لا يشاء بالضرورة
3-12-2015
Single-Layered Cuboidal Epithelium-Renal Papilla
28-7-2016
Andrew Mattei Gleason
17-1-2018
طرق إجراء التعداد السكاني - طريقة العد الفعلي
2023-04-04
MELTING POINT
20-9-2017
الاستخدامات والاقتصاديات للامونيا
3-10-2016


أحمد بن أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم  
  
2672   05:12 مساءاً   التاريخ: 19-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص82-85
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

يعرف بابن الداية كان أبوه ولد داية ابن المهدي. وأظن أن المعروف بابن الداية هو يوسف الراوي أخبار أبي يونس والله أعلم. وكان أبوه يوسف بن إبراهيم يكنى أبا الحسن وكان من جلة الكتاب بمصر ولا أدري كيف كان انتقاله إليها عن بغداد. وكان له مروءة تامة وعصبية مشهورة. قال أبو القاسم العساكري الحافظ يوسف بن إبراهيم أبو الحسن الكاتب وأظنه بغداديا كان في خدمة إبراهيم بن المهدي قدم دمشق سنة خمس وعشرين ومائتين وحكى عن عيسى بن حكم الدمشقي الطبيب النسطوري و شكلة أم إبراهيم بن المهدي وإسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت وأبي إسحاق إبراهيم بن المهدي وأحمد بن رشيد الكاتب مولى سلام الأبرش و جبرائيل بن بختيشوع الطبيب و أيوب بن الحكم البصري المعروف بالكسروي و أحمد بن هارون الشرابي. روى عنه ابنه أبو جعفر أحمد ورضوان بن أحمد بن جالينوس وكان من ذوي المروءات وصنف كتابا فيه أخبار المطببين.

 قال الحافظ: و بلغني عن أبي جعفر أحمد بن يوسف قال حبس أحمد بن طولون يوسف بن إبراهيم والدي في بعض داره و كان اعتقال الرجل في داره يؤيس من خلاصه فكاد ستره أن ينتهك لخوف شمله عليه و كان له جماعة من أبناء الستر تتحمل مئونة مقيمه لا تنقطع إلى غيره فاجتمعوا و كانوا زهاء ثلاثين رجلا و ركبوا إلى دار أحمد بن طولون فوقفوا بباب له يعرف بباب الخيل و استأذنوا عليه فأذن لهم فدخلوا إليه و عنده محمد بن عبد الله بن عبد الحكم و جماعة من أعلام مستوري مصر فابتدأوا كلامه بأن قالوا قد اتفق لنا أيد الله الأمير من حضور هذه الجماعة و أشاروا إلى ابن عبد الحكم و الحاضرين مجلسه ما رجونا أن يكون ذريعة إلى ما نسأله و نحن نرغب إلى الأمير في أن يسألهم عنا ليقف على أمرنا و منازلنا. فسألهم عنهم فقالوا قد عرضت العدالة على أكثرهم فامتنع منها فأمرهم أحمد بن طولون بالجلوس وسألهم تعريفه ما قصدوا له فقالوا ليس لنا أن نسأل الأمير مخالفة ما يراه في يوسف بن إبراهيم لأنه أهدى إلى الصواب فيه ونحن نسأله أن يقدمنا إلى ما اعتزم عليه فيه إن آثر قتله أن يقتلنا وإن آثر غير ذلك أن يبلغه فهو في سعة وحل منه فقال لهم ولم ذلك فقالوا لنا ثلاثون سنة ما فكرنا في ابتياع شيء مما احتجنا إليه ولا وقفنا بباب غيره ونحن والله يا أمير نرفض البقاء بعده والسلامة إن شيء مكروه وقع به. وعجوا بالبكاء بين يديه فقال أحمد بن طولون بارك الله عليكم فقد كافأتم إحسانه وجازيتم إنعامه ثم قال أحضروا يوسف بن إبراهيم فأحضر فقال خذوا بيد صاحبكم وانصرفوا فخرجوا معه وانصرف إلى منزله.

 قال أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم وبعث أحمد بن طولون في الساعة التي توفي فيها والدي يوسف بن إبراهيم بخدم فهجموا الدار وطالبوا بكتبه مقدارين أن يجدوا فيها كتابا من أحد ممن ببغداد فحملوا صندوقين وقبضوا علي وعلى أخي. وصاروا بنا إلى داره وأدخلنا إليه وهو جالس وبين يديه رجل من أشراف الطالبيين فأمر بفتح أحد الصندوقين وأدخل خادم يده فوقع يده على دفتر جراياته على الأشراف وغيرهم فأخذ الدفتر بيده وتصفحه وكان جيد الاستخراج فوجد اسم الطالبي في الجراية فقال له وأنا أسمع كانت عليك جراية ليوسف بن إبراهيم فقال له نعم يا أيها الأمير دخلت هذه المدينة وأنا مملق فأجرى علي في كل سنة مائتي دينار أسوة بابن الأرقط والعقيقي وغيرهما. ثم امتلأت يداي بطول الأمير فاستعفيته منها فقال لي نشدتك الله أن لا قطعت سببا لي برسول الله صلى الله عليه وسلم وتدمع الطالبي فقال أحمد بن طولون رحم الله يوسف بن إبراهيم ثم قال انصرفوا إلى منزلكم فلا بأس عليكم فانصرفنا فلحقنا جنازة والدنا وحضر ذلك العلوي وقضى حقنا وقد أحسن مكافأة والدنا في خلفيه.

 قال أبو جعفر أحمد بن أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم يعرف بابن الداية من فضلاء أهل مصر ومعروفيهم وممن له علوم كثيرة في الأدب والطب والنجامة والحساب وغير ذلك. وكان أبوه أبو يعقوب كاتب إبراهيم بن المهدي ورضيعه ألّف كتابا في أخبار الطب. مات أحمد بن يوسف في سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة وأظنها سنة أربعين وثلاثمائة. وله من التصانيف سيرة أحمد بن طولون كتاب سيراته إلى أبي الجيش خمارويه كتاب سرة هارون بن أبي الجيش وأخبار غلمان بني طولون كتاب المكافأة كتاب حسن العقبى كتاب أخبار الأطباء كتاب مختصر المنطق ألفه للوزير علي بن عيسى كتاب ترجمته كتاب الثمرة كتاب أخبار المنجمين كتاب أخبار إبراهيم بن المهدي كتاب الطبيخ. وذكره ابن زولاق الحسن بن إبراهيم فقال كان أبو جعفر رحمه الله في غاية الافتنان أحد وجوه الكتاب الفصحاء والحسّاب والمنجمين. مجسطي حسن المجالسة حسن الشعر قد خرج من شعره أجزاء. دخل يوما على أبي الحسن علي بن المظفر الكرخي أوقليدسي عامل خراج مصر مسلما عليه فقال له كيف حالك يا أبا جعفر فقال على البديهة: [البسيط]

 (يكفيك من سوء حالي إن سألت به ... أني إلى ثوب طمر في الكوانين)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.