المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الخطابات الشفاهية
29-8-2016
الحكم الإنشائي
11-9-2016
Zhang Heng
20-10-2015
تحرّك الشيعة في الكوفة
12-8-2017
Reflection: Formulaic expressions across varieties of English
9-5-2022
العوامل المؤثرة في النقل البحري- العوامل الطبيعية- الموقع
6-8-2022


المنهج التربوي والثقافة  
  
1921   02:11 صباحاً   التاريخ: 23-11-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص40 ـ 41
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

ان أحداث التطور الحضاري للمجتمع لا يأتي من دون ان يكون المنهج التربوي مسايراً للنمط الثقافي ومؤثراته، ومتطبعا بسماته بحيث (يكون هذا المنهج مرنا متكيفا لما يحدث من جديد، ولما يطرأ من تغير على الحياة الاجتماعية كما يجب ان يهتم المنهج بتنمية الاتجاهات السلمية والمرغوبة نحو التغيير، وعدم مقاومته، طالما يتفق مع تقاليد وعادات المجتمع.. فان تزويد الأطفال بالمهارات والاتجاهات السلمية امر ضروري لكي يصبحوا عناصر تجديد في الثقافة من اجل تقدم المجتمع)(1).. ويتحقق ذلك كما يذهب (فؤاد سلمان قلادة) عن طريق (ربط المنهج بمشكلات الحياة، وإعطاء التلاميذ فرصة انتقاء المفضل من الثقافة وترك غير المرغوب فيها، وذلك بالتوجيه والإرشاد خاصة في المرحلة التعليمية الدنيا وفي ضوء خصائص النمو النفسي بجميع جوانبه)(2) ليكون هناك تفاعل موضوعي بين المنهج التربوي وعناصر الثقافة لتفعيل الواقع العلمي والحضاري للمجتمع، ينطلق أساسا من امتثال التربية بأساليبها القديمة واساليبها الحديثة لروح التراث الثقافي واستجابة لعوامل النهوض والتجددات العصرية في انضاج الوعي والمحفزات الادراكية والابتكارية والتجديدية في النظرة والفكر والسلوك.. وتوسيع مدياتها في المجتمع، للوصول بأفراده الى تتبع الأسس العلمية، من مؤهلات وتخصصات واستنتاجات لتفعيل المخيلة والادراك والخيال وايصال مستوياتها الى الابتكار والابداع الذي يوضح حقيقة التربية وابعادها في التعليم وفي التلاقح العلمي مع عناصر الثقافة العلمية بكل مستوياتها وتشعباتها... لان النتائج المتوقعة في هذه العملية هي نتائج التفاعل المشترك بين التربية والثقافة، الذي تعينه إعانة واضحة على أداء دوره وتقوية مهارة القدرات وتهذيبها وتناميها المتواصل، مع تنامي الفاعلية الثقافية للمجتمع وحاجته العلمية الى التطور..

المهم في هذا الامر، هو ان لا نخفق في الوصول الى هذه الحقيقة، من خلال النظرة الأحادية الى كل من التربية والثقافة، ونعزل أيا منهما عن الأخرى كما هو الحال في الكثير من الحالات التي تعتمد التربية أساسا ومعيارا لبناء الشخصية بمعزل عن الثقافة والحاجة اليها في مكونات المنهج التربوي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ معتوق محمد عبد القادر المثناني ـ منهج رياض الأطفال ص 128.

2ـ فؤاد سليمان قلادة، اساسيات المناهج في التعليم النظامي وتعليم الكبار. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.