المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الانفعالات النفسية عند المراهق / الانفعال  
  
3649   02:25 صباحاً   التاريخ: 17-10-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص83ـ86
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تمتد مرحلة المراهقة من سن الثالثة عشر إلى الحادية والعشرين، وقد تتأخر إلى الرابعة عشرة أيضاً، وتقسم إلى مرحلتين(1): الأولى حتى السابعة عشرة، والثانية إلى ما بعدها وصولاً إلى الحادية والعشرين، حيث تسمى الأولى المراهقة المبكرة، والثانية المراهقة المتأخرة، لوجود بعض الفروقات بينهما، لكن تحديد السن لا يكون حاداً في غالب الأحيان، فقد تتداخل زيادة السنة أو نقصانها بين المرحلتين، أي انتهاء المراهقة المبكرة عند الثامنة عشرة أو السادسة عشرة، لتبدأ بعدها المراهقة المتأخرة.

ويُصاحب مرحلة المراهقة نموٌ شامل، جسدي وعقلي ونفسي، تواكبه اضطرابات جسدية وعقلية ونفسية، بسبب هذه المرحلة الانتقالية الحساسة. ثم تستقر في نهايتها في اتجاهات واضحة ومحددة، حيث تكتملُ معالمُ الجسد شكلاً ووظيفة ومواصفات، وتتبلور قواعدُ العقل والتفكير في تحديد مسار الخيارات الشخصية والثقافية والمهنية والسياسية والمجتمعية، وتتجهُ النفس نحو إطارٍ يطبع حياة الشباب، التي تبرز مميزاتها في السلوك العملي، بحالة مستقرة أو قلقة، مؤمنة أو حائرة، متفائلة أو متشائمة، مطمئنة أو أمارة بالسوء... من دون نفي بعض التقلبات المحتملة مع تبدل الظروف والقناعات، ومن دون حدية لحالة دون اخرى، فقد يطغى اتجاه على آخر مع بقاء أثرٍ ما لنقيضه.

إذاً، نشهد في سن المراهقة انفعالات واضطرابات نفسية مصاحبة للنمو الجسدي والعقلي، وهي متفاوتة بين شاب وآخر، بين فتاة وأخرى، بين الشاب والفتاة، حيث تكون عادية وبسيطة أحياناً، وتكون حادة ومتوترة أحياناً أخرى، وما بينهما مراتب كثيرة. علينا أن نتعاطى مع الانفعالات النفسية بلحاظ خصوصيات المراهق، وأن نبحث عن الأساليب التي تزيد من مستوى اضطرابها وتوترها، فقد تكون جسدية، أو عقلية، أو تربوية، أو بسبب الظروف الاجتماعية المحيطة، أو مزيج من عدة أسباب، أو غير ذلك.

سنتناول في هذا البحث سبباً من هذه الأسباب لتوضيح الصورة، وتسهيل التعامل مع المراهق والمراهقة: ـ الانفعال

في المرحلة الانتقالية التي يعيشها المراهق على المستوى الجسدي والنفسي، تكون قابليته للانفعال سهلة وسريعة، حيث يتخذ الانفعال لديه أشكالاً متعددة بحسب مقوماته الشخصية وظروفه التي تحيط به.

ففي بعض الحالات يكتم المراهق انفعالاته خشية انتقاد الآخرين ولومهم، ويحسب حسابات كثيرة لمن حوله، ويتحسس من أي تصرف قد يكشفه أمام الآخرين ويعرِّضه للمساءلة، وتبرز عليه معالم الخجل من المواجهة أمام الأحداث، فيعيش حالة انطواء وعزلة. يجب أن يخرج المراهق من هذه الحالة، فهي طارئة واستثنائية، لها علاقة بالأجواء التربوية التي أحاطت به، والتقاليد والأعراف التي ضغطت عليه. على الأهل والمربين أن يساعدوه على كسر هذا الحاجز، بتشجيعه لإبداء رأيه، والاستماع لملاحظاته بصبر وتأمل، وعدم تسخيف وجهة نظره. وعلى المراهق أن لا يعيش وَهمَ الضغط الاجتماعي والأسري، وأن يجرب إبداء وجهة نظره في بعض المجالات، بين الأصدقاء، أو مع أحد معلميه، وأن يلجأ إلى التعبير الثنائي بينه وبين أحدهم، بينه وبين أبيه أو أمه أو معلمه... ولا يلجأ في بداية المطاف إلى التعبير بحضور مجموعة كبيرة، فيكون بتعبيره الثنائي قد كسر حاجز الخجل والخوف، وتخلّص من خطر الانطواء والانفعال الذاتي الذي يولد الاكتئاب وانعدام الثقة بالنفس.

وفي حالات أخرى يتصف سلوك المراهق بالشدة والتوتر، فهو يرد بسرعة على أي موضوع، ويرفع صوته مستنكراً، ولا يراعي من هو أكبر منه. يتصرف بعدائية تجاه الآخرين متهماً إياهم بأنهم لا يفهمونه ولا يقدّرون حاجاته ورغباته، ويثور لأتفه الأسباب، حيث يبرز ذلك من تعابيره القاسية أو حركاته أو عصبيته المفرطة.

على الكبار أن لا يتصرفوا معه بردة فعل قاسية، وأن يراعوا سنَّه وقلة درايته وتجربته، وأن يستدرجوه للإفصاح عما يزعجه ويؤلمه، وأن يُبدوا له التفهم والتقدير والمساعدة في إطار احترام رأيه، آخذين بيده لتلطيف طريقته في التعبير. لا يصح وضعه في موقع الند مع الكبار، ولا الرد على انفعاله بانفعالات مقابلة، فهذا ما يعقد المشكلة، ويجُرُّه إلى تصرفات غير لائقة وأكثر عدوانية.

على المراهق أن يلتفت لنفسه، وأن يعلم بأن معرفته القليلة وتجربته المحدودة وخبرته المعدومة تقلل من حسن تقديره للموقف، ليس صحيحاً أنه على حق دائماً، وليس الآخرون أعداء له، ولا يتصدى أحدٌ له ليحطمه ويؤذيه. عليه أن يدرك بأنه في مرحلةِ تذبذبٍ وعدم استقرار، فليلجُم سلوكه، وأن الأمر بيده ليتخذ القرار المناسب، إذا تأمل وفكّر ولم يتسرع. على المراهق أن يتقبل التمايز بين وجهة نظره والآخرين، وأنه ليس وحيداً، وليس معذوراً في إطلاق العنان لتصرفاته الانفعالية السلبية، فسلوكه لم يحصل بطريقة لا إرادية، إنه قراره السلبي بسبب عدم التروي وقلة المعرفة والتشكيك بالآخرين، ليس صحيحاً أن يرد الأمر لمرحلته التكوينية التي يمر بها، وكأن سلوكه آليٌ لا يتحكم به، إنما الصحيح هو سرعة استجابته لمثل هذا السلوك الذي يستطيع ضبطه والتحكم به. ستبقى ميزة الشباب القليل الخبرة بارزة في سلوكه الذي يميزه عن الكبار، لكننا نتحدث عن انفعال يزيد عن حدِّه لأتفه الأسباب من دون مبرر ولا نفع، ثم لا يؤدي إلّا إلى مزيدٍ من التوتير والعناد والتحدي والمشاكل.

يمكننا توجيه الانفعال ليكون إيجابياً ومتوازناً، من دون إبطال ميزة الشباب وخصوصياتها، وأن يكون وسيطاً بين الخجل المفرط والانفعال الزائد، بين الانطواء على النفس وعدم لياقة التعامل مع الكبار، بين الشعور بالغبن واستعداء المحيط ، وذلك باعتماد القاعدة التي رسمها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: ((خيرُ شبابكم من تشبَّه بكهولكم))(2).

فالكهل بما يمتلك من معرفة وخبرة يتصرف باتزان ودراية، وهو بذلك قوة للشباب الذي يريد تقويم أدائه، نحو الأفضل، فالحديث لا يدعو إلى الخروج عن خصوصية مرحلة الشباب، بل يدعو إلى التشبه، أي الاستفادة من إيجابيات سلوك الكهل.

على المراهق أن لا يبالغ في تصوراته وأوهامه وأحلامه، وأن يكون واقعياً، يلتفت إلى إمكاناته ومحيطه الاجتماعيين، وأن يتجاوز حسّه المرهف تجاه تصرفات الآخرين، فلا يتسرع بالحكم عليها، ولا يتهمهم بالإساءة إليه أو استهدافه. وعليه أن لا يقاطع عالم الكبار، ولا يكتفي بنصائح وآراء أقرانه، فإنه بحاجة إلى من يرشده وينصحه كي لا يدفع الثمن من تجاربه وأخطائه.

________________________________

(1) قاسم، الشيخ نعيم، حقوق المعلم والمتعلم، ص:83.

(2) الشيخ الصدوق، معاني الأخبار، ص:401. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.