أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
2034
التاريخ: 12-06-2015
2657
التاريخ: 14-06-2015
1358
التاريخ: 14-06-2015
2044
|
قال تعالى : {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ
فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران : 127،
128] .
{لِيَقْطَعَ} تعليل
للنصر لا لقوله تعالى فيما سبق {نَصَرَكُمُ
اللَّهُ بِبَدْرٍ} [آل عمران : 123] كما ذكر في التبيان
ومجمع البيان قوله وذكره في الكشاف أول التفسيرين فإنه لا يلائم الترديد والتقسيم
في قوله تعالى (ليقطع او يكبت) بل الذي يناسبه هو النصر المطلق الذي يقطع به {طَرَفاً} أي بعضا {مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} ويهلكهم كما في يوم
بدر وخيبر ونحوهما {أَوْ يَكْبِتَهُمْ} كما
في يوم الأحزاب وأمثاله. في المصباح كبته اهانه وأذله وكبته لوجهه صرعه. وفي
النهاية أذله وصرفه وصرعه وخيبه. وفي القاموس صرعه وأخزاه وصرفه وكسره وردّ العدوّ
بغيظه وأذله.
وعن الخليل الكبت صرع الشيء على وجهه وحقيقة
الكبت شدّة الوهى الذي يقع في القلب وربما صرع الإنسان لوجهه للخور الذي يدخله.
وفي التبيان الكبت الخزي ونسب ما عن الخليل الى القيل. وفي الكشاف يخزيهم ويغيظهم
بالهزيمة أقول والمراد من الكبت في الآية معنى تحوم حوله هذه المعاني التي
يأخذونها مما تسنح لهم من مناسبة المقام او موارد الاستعمال ولعله نحو مجاز مما
ذكر عن الخليل {فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ} الخيبة
معروفة وفسرت بالانقطاع عما امل وهو انسب مما ذكر لها من التفسير، {لَيْسَ لَكَ} يا رسول اللّه {مِنَ الْأَمْرِ} في شؤون الخلق من حيث الإيصال
إلى الهدى والتوبة والتعذيب ونحو ذلك {شَيْءٌ} مما
يرجع إلى قدرة اللّه ولا داخل تحت قدرتك فإنك بشر مخلوق وانما الأمر في ذلك للّه {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} بنصب يتوب أي إذا
تابوا وأصلحوا {أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} بالنصب
أيضا إذا لم يتوبوا فيتوب عليهم {فَإِنَّهُمْ
ظالِمُونَ} اختار في الكشاف ان نصب يتوب ويعذبهم بالعطف على
«ليقطع» وجملة ليس لك من الأمر معترضة ونسب غيره إلى القيل. وذكره قبله في التبيان
أول الوجهين وفي مجمع البيان احد الوجهين. ويدفعه زيادة على وهن اعتراض الجملة ان
التوبة والعذاب لا مناسبة لكونهما غاية للنصر لكي يقال بعطفها على «ليقطع او يكبت»
ونقل في الكشاف قولا حاصله ان يتوب ويعذبهم منصوبان بان مضمرة بعد او. والمصدر في
محل الجر بالعطف بأو على الأمر أي ليس لك من الأمر والتوبة عليهم او عذابهم شيء.
او في محل الرفع بالعطف على شيء أي ليس لك من الأمر شيء او التوبة عليهم او
تعذيبهم. وفي التبيان ومجمع البيان ذكرا وجها آخر نسبه الكشاف الى القيل وهو ان او
بمعنى إلا. وذلك كقول زياد الأعجم
‹‹ وكنت إذا غمزت قناة قوم |
كسرت
كعوبها او تستقيما ›› |
|
بمعنى ليس لك من الأمر شيء إلا توبة اللّه عليهم او عذابهم فيكون أمرك تابعا لأمر اللّه لرضاك بتدبيره كما في التبيان ومجمع البيان وأقول ان الأمر في توبة اللّه عليهم او تعذيبه لهم إنما هو للّه وحده فلا يصح استثناؤه وإثباته للرسول بالاستثناء المتصل ولا يجدي في ذلك التفريع بقولهما فيكون أمرك تابعا لأمر اللّه مع انه لا دلالة على هذا التفريع. فالوجه ان تكون «او» الأولى بمعنى «الا» التي هي للاستدراك مثل «لكن» المخففة كما في الاستثناء المنقطع الرافعة لما يتوهم من الكلام السابق عليها فإن سياق قوله تعالى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} بعد ذكر الذين كفروا في الآية السابقة قد يتوهم منه انه لا يقع شيء مما يرجوه الرسول من صلاحهم وإسلامهم فجرى الاستدراك بما يؤدي إلا ان رجاء الرسول لا ينقطع بالنفي المتقدم بل يتوب اللّه على من يتوب وينيب الى الإسلام ويعذب الذين لا يتوبون لأنهم ظالمون بكفرهم وسوء اعمالهم.
وروي في الدر المنثور في نزول الآية روايات لا
تكاد أن تنطبق. منها عن احمد والبخاري والترمذي والنسائي وغيرهم عن ابن عمر ان
رسول اللّه قال يوم أحد اللهم العن أبا سفيان وذكر ثلاثة معه فنزلت الآية. ويدفعه
ان الدعاء باللعن ليس من الأمر المنفي عن رسول اللّه بل دعاء جعله اللّه لرسوله
ولسائر المؤمنين بقوله تعالى {ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر : 60]. وقد لعن اللّه الظالمين
والكافرين. وكذا الكلام فيما أخرجه البخاري ومسلم وجماعة عن أبي هريرة ان النبي
قنت بعد الركوع ودعا بنجاة اشخاص ولعن بعضا فنزلت الآية. مضافا الى ان الآية لا
تناسب الدعوة بالنجاة مع ان هاتين الروايتين وأمثالهما متنافية بالتعارض في سبب النزول.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|