أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1807
التاريخ: 12-06-2015
2071
التاريخ: 14-06-2015
1906
التاريخ: 12-06-2015
2699
|
قال تعالى : {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ
الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ
النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ
الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) لَيْسُوا
سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ
آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل
عمران : 112، 113]
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} في قرون عديدة «1» لما يذكر في آخر الآية من سوء اعمالهم {أَيْنَمَا ثُقِفُوا} [الأحزاب : 61] وأدركوا وظفر بهم فلا منعة لهم من الذلة {إِلَّا} أن يعتصموا {بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ} بأن ينقطعوا ويلتجؤا اليه بإخلاص فيغيثهم {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} بأن يدخلوا في عهدهم وذمتهم او رعايتهم وحمايتهم. وسمي ذلك بالحبل لمنعته لهم من السقوط في هاوية الذل {وَباؤُ} بمعنى رجعوا ونحوه {بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} لسوء اعمالهم {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} في القاموس من معاني المسكين الضعيف الذليل. وفي المصباح عن ابن الاعرابي الذليل المقهور وفي النهاية مما يدور على المسكين والمسكنة من المعاني الخضوع والذلة. أقول والظاهر هنا ان معنى المسكنة ما تدور حوله هذه المعاني وهو لازم لليهود لانكسار شوكتهم القومية والسياسية وانحلال جامعتهم في ذلك مهما بلغ بعض الأفراد منهم في الثروة والنخوة الجزئية الصورية الموقتة {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ} بتتابع ارتدادهم. وكفرهم بما أوتي المسيح منها {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ} القيد للتوضيح والتسجيل لقبيح أفعالهم فإن قتل الأنبياء كله بغير حق {ذلِكَ بِما عَصَوْا وكانُوا يَعْتَدُونَ} حدود اللّه. وكررت الاشارة تأكيدا لبيان الجهات التي يستحقون بها النكال العاجل والانتقام. هذا شأن النوع من أهل الكتاب في اجيالهم وما كلهم كذلك فإنهم {لَيْسُوا سَواءً} وعلى وتيرة واحدة في الضلال والغيّ بأجمعهم بل {مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ} وجماعة {قائِمَةٌ} للعبادة او كناية عن الاستقامة في الإيمان والطاعة والعناية بوظائف العبادة {يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ} آناء جمع قيل ان مفرده «أني» بفتح الهمزة او كسرها وسكون النون او «أنو» بالواو أي في ساعات الليل وأوقاته {وَهُمْ يَسْجُدُونَ} في التبيان ان الواو ليست للحال بل لعطف جملة «هم يسجدون» على جملة «يتلون» أقول أظن الداعي لهذا التفسير حمله للآية على من اسلم من اهل الكتاب وان الذي يتلونه هو آيات القرآن وليس في سجود المسلمين تلاوة. لكن فيه أولا عدم ظهور الفائدة والمنشأ في العدول الى الجملة الاسمية والإتيان بالضمير فإن الحصر لا محل له. وافادة الدوام تحصل من الفعل المضارع وثانيا لم يصح ان الآية نزلت في ابن سلام وأمثاله ممن اسلم من اهل الكتاب بل لم يعهد من هؤلاء اتصافهم بالصفات المذكورة في الآية والتي بعدها. بحيث يستحقون التنويه بها مع ان الآية السابقة وخصوص قوله تعالى {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ} تدل على ان السياق هو في احوال اهل الكتاب من الأوائل فالمناسب أن يراد المؤمنون منهم لبيان فضلهم وإخراجهم من تلك المذمة العامة. فالمتلو لهم هي آيات كتبهم الحقيقية ولم يعلم انه يمتنع في شريعتهم ان يتلوها في سجودهم. بل يمكن على الوجهين ان يتجه كون الواو حالية بأن يكون المراد يتلون فيما بين سجودهم المتتابع في القيام للعبادة كما يقال يتكلمون وهم يشربون ويحدثون بنعمة اللّه عليهم ويخاطبون بالموعظة والحث على العبادة وهم يصلون أي فيما بين صلواتهم المتتابعة.
_______________
(1) كما يذكر التاريخ من كتب العهد القديم وتاريخ يوسيفوس وغيره ما تمادوا عليه من
تتابع الارتداد والكفر من بعد سليمان وقتل الأنبياء وسوء الأعمال في الشرك وما جرى
عليهم من آثار الحروب من ملوك آشور ومصر وبابل وطيطوس. وبقيت الآثار على ذلك. والقوم
أبناء القوم فقد خلفوهم بالكفر بآيات اللّه للمسيح فقالوا الأقاويل وفعلوا
الأفاعيل حتى اتبعوا ذلك بالكفر بآيات اللّه لرسوله خاتم النبيين ومنها بشرى كتبهم
به وبقرآنه فجهدوا في الكفر والغيّ جهدهم حتى ذاقوا وبال أمرهم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|