أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2021
2340
التاريخ: 2024-08-29
333
التاريخ: 12-7-2019
2157
التاريخ: 25-4-2022
2389
|
العقيدة الإسلامية هي التي تحدد للإنسان أفكاره ومفاهيمه وقيمه، وتربطه بما حوله من كون وأرض، وأفكار، ومخلوقات، و.... الخ. وتجعله يعيش حالة من العلاقات الروحية والتفكير المعمق في كل شيء يدور حوله، من ثم تقوم هذه الأفكار وتلك البصائر العقلية التي يثيرها ذهن الإنسان بتحديد معالم وطرق المعاملة مع الأشياء، هل يتعامل معها أو يحجم ويتراجع القهقري عنها؟
وبطبيعة الحال إن أي شخصية إنسانية مهما كانت وتكون تحمل نوعية معينة من الأفكار والمفاهيم، وتلك هي التي تحدد لها ومعها العملية في شكليها النجاح أو الفشل والخسران ومن تأقلم الشخصية بما تحمل من عقيدة وأفكار وأخلاق.
فتلاحظ على سبيل المثال أن الشخصية الشيوعية شخصية حقودة على الإسلام والمسلمين والمبادئ والقيم والأخلاق. .فالتعامل الشيوعي يبين حقده وغضبه في العمل على صاحب العمل ويعمل ليل نهار من أجل أن يصل الى اغتيال أخيه في العمل نفسه والتخلص منه بأية وسيلة كانت، ولو لاحظنا هذه السمة لرأيناها نابعة من العقيدة التي يحملها ويتبناها الفرد الشيوعي أو الماركسي على حد سواء.
وقد نقل بعض الكتاب في مصادرهم: أن العقيدة الماركسية تحارب الدين والعقائد الصحيحة بكل قواها، فقد قال ماركس عن الدين: إن الدين يجب أن يزول لأنه أفيون الشعوب...) وصحفهم تدعو في إلحاح الى التخلص من كل ما بقى من آثار إسلامية ودينية وعقيدية صحيحة في الأرض، وأقرب مثال على ذلك المساجد في ألبانيا مغلقة، ومن أظهر ميله الى الدين ينكل به بشدة، وقد تكون عقوبته الإعدام رمياً بالرصاص..
فالعقيدة إذن: معلم ورؤى وبصائر تحدد لحاملها معالم الطريق، وتوضح له سبل النجاة الدنيوية والأخروية، وبدونها لا يستطيع الإنسان أن يحصل على متطلبات السعادة الأبدية قط، ولاسيما أن الجيل الصاعد – المراهق ــ في أمس الحاجة اليها باعتبارها الحصن الواقي الذي يقيه من انحرافات الأخلاق، وتمرد شيطانه عليه، كما أن شخصيته لاتصل الى سلم الكمالات الحقيقية وتحصل على متطلبات السعادة الدائمة إلا بالتمسك بمنهجيته الواضحة ومعرفتها معرفة تامة، حيث تمنحهم نظرة الى كل موجود في الحياة وتعطيهم همة ونشاطاً في التعامل معها إيجاباً وسلباً أيضا، حيث تنعكس هذه المعاملة على سلوكه المنتمي اليها، فتجعلها شخصيات متكاملة من كل النواحي العلمية والعملية.
ومن هذه النواحي هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأبوين وهي أن يغرسا في نفوس أبنائهما روح الدين والعقيدة الإسلامية والمبادئ الحقة لأنها هي التي تحميهم في مستقبلهم من السقوط في حمأة الرذيلة، إن تسلح الشاب (المراهق) بالدين يرسم له طريقاً عملياً في الحياة، فهو الذي يحرره من الذل والعبودية، ويصونه من الجرائم الاجتماعية، كالاعتداء على الغير والتخريب، وغير ذلك من صنوف الموبقات.
إن الدين هو المنبع الأصيل للفضائل النفسية، والمقياس الصحيح للسلوك الإنساني الرفيع، وقد ذكر علماء الاجتماع أن أي قاعدة للسلوك الخلقي لا تقوى على البقاء بدون الدين، وأن المعايير الدينية تعني بالوضع الاجتماعي أكبر عناية بطريقة غير مباشرة، وأن قاعدة السلوك المنبثقة عن عقيدة دينية تعبر عن وجهة هذا السلوك، والموقف الذي يقفه الفرد إزاء أية حقيقة خارجة عن نطاق الحياة الإنسانية، وأغراضها، إنها تسعى لإقامة علاقات اجتماعية، وتربط فيها الأغراض بإرادة مفترض وجودها لقوى فوق البشرية.
إن تربية تقوم على هذا الأساس تتوافق مع نظام التكوين الحكيم وتتساير وفق قانون السماء وتعاليم الأنبياء والأوصياء والعلماء هي حقاً أفضل أنواع التربية، وأثرها ثابت ومستقر في صرح ومعالم الشخصية الإسلامية مع أعاصير الشهوات والانحرافات والخرافات والأفكار الهدامة والثقافة المستوردة في الحياة، ويمكنها أن تضع الشاب - المراهق ـ الكفؤ الذي استطاع أن يقضى على العقبات الكأداء في طريق النصر، وتحقيق الطموح والسعادة الأبدية، إن الشاب والشابة منا حينما يكون صغيراً تنتابه أحاسيس وعواطف وطموحات وتطلعات كثيرة يتمنى أن يمر ويصل اليها، ويعمل طويلا من أجل أن يحقق ما يصبو اليه - فاهتمام الآباء والأمهات بغرز بذور العقيدة وتعميت دراستها ومنهجها ومعالمها في شخصية (المراهق) لهي طريق الخلاص والنجاح والسعادة معاً.
يقول الدكتور ألكسيس كارليل: لا بد من الآن الاهتمام بقضية إحياء التعاليم العامة. فالمدارس الابتدائية والثانوية والجامعات لم تستطع تربية رجال ونساء يتحملون جيداً عبء القيادة الصحيحة للحياة. وسارت المدنية الغربية نحو الانحطاط، لأنه لم تنجح المدرسة ولا الأسرة في تربية أناس متمدنين حقيقة.
يعود فشل التربية والتعليم في الحال الحاضر الى قلة الآباء والأمهات الذين يتمتعون بالإدراك الكافي من جهة، والى الأولوية التي يعطيها المعلمون للقضايا الفكرية وعدم فهمهم المتكامل للقضايا الفسيولوجية وتجاهلهم للمبادئ الأخلاقية من جهة أخرى.
وتبرهن أحداث السنوات الأخيرة على نواقص جيل الشباب الذين خرجتهم المدارس والجامعات. فحينما يتشتت المجتمع فماذا ينفع العلم والآداب والفن والفلسفة.
لكي تواصل حضارتنا حياتها، لا بد أن يستعد الجميع للحياة، ولكن ليس وفقاً للأيديولوجيات بل حسب النظام الطبيعي للأشياء. بناء على ذلك لا بد أن يحل التعليم الشامل محل التعليم الفكري البحت. بعبارة أخرى، لابد من دفع جميع الإمكانيات الوراثية للعمل والنشاط، والمرء الذي يتربى على هذا المنوال يقف على الحقائق العلمية والاجتماعية.
إننا لا نملك اليوم معلمين للتعليم والتربية الشاملين، لذا وقبل كل شيء هناك ضرورة لإيجاد المدارس التربوية التي يعلم فيها المنهج الصحيح للحياة ومقرراتها وديناميكيتها.
إن واجب هذا المعلم هو إيجاد الإمكانيات الكاملة، ويعلم فيها كل فرد بالمقدار الذي تسمح به إمكانياته الموروثة الأدب وامتلاك النفس والصدق وحس الجمال والحس الديني وتقاليد البطولة والشجاعة، وفي نفس الوقت أن يكون على اتصال دائم بالأطباء وأساتذة التربية البدنية والتنمية الفكرية وعلماء الدين الحقيقين وأولياء أمور التلاميذ، وأخيراً فإن الاهتمام بأثر هذه العوامل المختلفة يمكن أن يجعل من كل طفل كائناً متزناً، إن معلماً كهذا هو المدير الحقيقي للمدرسة(1).
إن الشاب المراهق والفتاة المراهقة اللذان يترعرعان في كنف العقيدة الإسلامية ومبادئها الحقة وتعاليم الدين الحنيف، وتنمو أجسامهما وأرواحهما وحياتهما في ظل آداب وسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام وتعاليم الأصحاب والعلماء (رضوان الله عليهم) يصبحون في المستقبل أناساً يعتمد عليهم لشد أواصر الأخوة والتعاون والإصلاح الديني والاجتماعي والاقتصادي والتربوي.. .الخ. في المجتمع والأسرة والأمة، بالاضافة أنهما يعيشان عيشة هانئة ويتمتعان بكافة خصائص الحياة المرفهة والسعيدة. يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه)(٢).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله(3).
____________________________
(١) ألكسيس كارليل: الانسان ذلك المجهول .
(٢) البخاري ج٢ ص١٤.
(3) تفسير مجمع البيان مجلد2 ص ٣٨٥.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|