المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الترشيح الراكد Static Filtration
17-3-2020
Newton’s laws in vector notation
2024-02-11
العزة الخيالية أو الزائلة
2023-05-28
الحاجة الى الدين
4-1-2017
Survivorship Curve
22-12-2021
كتاب الانصاف في مسائل الخلاف (الخلاف حول اشتقاق كلمة اسم)
12-08-2015


الطرق العلمية للإصلاح / الحث على دراسة العقيدة الإسلامية  
  
1439   02:26 صباحاً   التاريخ: 4-6-2022
المؤلف : عبد العظيم نصر مشيخص
الكتاب أو المصدر : المراهقة مشكلات وحلول
الجزء والصفحة : ص75ــ80
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

العقيدة الإسلامية هي التي تحدد للإنسان أفكاره ومفاهيمه وقيمه، وتربطه بما حوله من كون وأرض، وأفكار، ومخلوقات، و.... الخ. وتجعله يعيش حالة من العلاقات الروحية والتفكير المعمق في كل شيء يدور حوله، من ثم تقوم هذه الأفكار وتلك البصائر العقلية التي يثيرها ذهن الإنسان بتحديد معالم وطرق المعاملة مع الأشياء، هل يتعامل معها أو يحجم ويتراجع القهقري عنها؟

وبطبيعة الحال إن أي شخصية إنسانية مهما كانت وتكون تحمل نوعية معينة من الأفكار والمفاهيم، وتلك هي التي تحدد لها ومعها العملية في شكليها النجاح أو الفشل والخسران ومن تأقلم الشخصية بما تحمل من عقيدة وأفكار وأخلاق.

فتلاحظ على سبيل المثال أن الشخصية الشيوعية شخصية حقودة على الإسلام والمسلمين والمبادئ والقيم والأخلاق. .فالتعامل الشيوعي يبين حقده وغضبه في العمل على صاحب العمل ويعمل ليل نهار من أجل أن يصل الى اغتيال أخيه في العمل نفسه والتخلص منه بأية وسيلة كانت، ولو لاحظنا هذه السمة لرأيناها نابعة من العقيدة التي يحملها ويتبناها الفرد الشيوعي أو الماركسي على حد سواء.

وقد نقل بعض الكتاب في مصادرهم: أن العقيدة الماركسية تحارب الدين والعقائد الصحيحة بكل قواها، فقد قال ماركس عن الدين: إن الدين يجب أن يزول لأنه أفيون الشعوب...) وصحفهم تدعو في إلحاح الى التخلص من كل ما بقى من آثار إسلامية ودينية وعقيدية صحيحة في الأرض، وأقرب مثال على ذلك المساجد في ألبانيا مغلقة، ومن أظهر ميله الى الدين ينكل به بشدة، وقد تكون عقوبته الإعدام رمياً بالرصاص..

فالعقيدة إذن: معلم ورؤى وبصائر تحدد لحاملها معالم الطريق، وتوضح له سبل النجاة الدنيوية والأخروية، وبدونها لا يستطيع الإنسان أن يحصل على متطلبات السعادة الأبدية قط، ولاسيما أن الجيل الصاعد – المراهق ــ في أمس الحاجة اليها باعتبارها الحصن الواقي الذي يقيه من انحرافات الأخلاق، وتمرد شيطانه عليه، كما أن شخصيته لاتصل الى سلم الكمالات الحقيقية وتحصل على متطلبات السعادة الدائمة إلا بالتمسك بمنهجيته الواضحة ومعرفتها معرفة تامة، حيث تمنحهم نظرة الى كل موجود في الحياة وتعطيهم همة ونشاطاً في التعامل معها إيجاباً وسلباً أيضا، حيث تنعكس هذه المعاملة على سلوكه المنتمي اليها، فتجعلها شخصيات متكاملة من كل النواحي العلمية والعملية.

ومن هذه النواحي هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأبوين وهي أن يغرسا في نفوس أبنائهما روح الدين والعقيدة الإسلامية والمبادئ الحقة لأنها هي التي تحميهم في مستقبلهم من السقوط في حمأة الرذيلة، إن تسلح الشاب (المراهق) بالدين يرسم له طريقاً عملياً في الحياة، فهو الذي يحرره من الذل والعبودية، ويصونه من الجرائم الاجتماعية، كالاعتداء على الغير والتخريب، وغير ذلك من صنوف الموبقات.

إن الدين هو المنبع الأصيل للفضائل النفسية، والمقياس الصحيح للسلوك الإنساني الرفيع، وقد ذكر علماء الاجتماع أن أي قاعدة للسلوك الخلقي لا تقوى على البقاء بدون الدين، وأن المعايير الدينية تعني بالوضع الاجتماعي أكبر عناية بطريقة غير مباشرة، وأن قاعدة السلوك المنبثقة عن عقيدة دينية تعبر عن وجهة هذا السلوك، والموقف الذي يقفه الفرد إزاء أية حقيقة خارجة عن نطاق الحياة الإنسانية، وأغراضها، إنها تسعى لإقامة علاقات اجتماعية، وتربط فيها الأغراض بإرادة مفترض وجودها لقوى فوق البشرية.

إن تربية تقوم على هذا الأساس تتوافق مع نظام التكوين الحكيم وتتساير وفق قانون السماء وتعاليم الأنبياء والأوصياء والعلماء هي حقاً أفضل أنواع التربية، وأثرها ثابت ومستقر في صرح ومعالم الشخصية الإسلامية مع أعاصير الشهوات والانحرافات والخرافات والأفكار الهدامة والثقافة المستوردة في الحياة، ويمكنها أن تضع الشاب - المراهق ـ الكفؤ الذي استطاع أن يقضى على العقبات الكأداء في طريق النصر، وتحقيق الطموح والسعادة الأبدية، إن الشاب والشابة منا حينما يكون صغيراً تنتابه أحاسيس وعواطف وطموحات وتطلعات كثيرة يتمنى أن يمر ويصل اليها، ويعمل طويلا من أجل أن يحقق ما يصبو اليه - فاهتمام الآباء والأمهات بغرز بذور العقيدة وتعميت دراستها ومنهجها ومعالمها في شخصية (المراهق) لهي طريق الخلاص والنجاح والسعادة معاً.

يقول الدكتور ألكسيس كارليل: لا بد من الآن الاهتمام بقضية إحياء التعاليم العامة. فالمدارس الابتدائية والثانوية والجامعات لم تستطع تربية رجال ونساء يتحملون جيداً عبء القيادة الصحيحة للحياة. وسارت المدنية الغربية نحو الانحطاط، لأنه لم تنجح المدرسة ولا الأسرة في تربية أناس متمدنين حقيقة.

يعود فشل التربية والتعليم في الحال الحاضر الى قلة الآباء والأمهات الذين يتمتعون بالإدراك الكافي من جهة، والى الأولوية التي يعطيها المعلمون للقضايا الفكرية وعدم فهمهم المتكامل للقضايا الفسيولوجية وتجاهلهم للمبادئ الأخلاقية من جهة أخرى.

وتبرهن أحداث السنوات الأخيرة على نواقص جيل الشباب الذين خرجتهم المدارس والجامعات. فحينما يتشتت المجتمع فماذا ينفع العلم والآداب والفن والفلسفة.

لكي تواصل حضارتنا حياتها، لا بد أن يستعد الجميع للحياة، ولكن ليس وفقاً للأيديولوجيات بل حسب النظام الطبيعي للأشياء. بناء على ذلك لا بد أن يحل التعليم الشامل محل التعليم الفكري البحت. بعبارة أخرى، لابد من دفع جميع الإمكانيات الوراثية للعمل والنشاط، والمرء الذي يتربى على هذا المنوال يقف على الحقائق العلمية والاجتماعية.

إننا لا نملك اليوم معلمين للتعليم والتربية الشاملين، لذا وقبل كل شيء هناك ضرورة لإيجاد المدارس التربوية التي يعلم فيها المنهج الصحيح للحياة ومقرراتها وديناميكيتها.

إن واجب هذا المعلم هو إيجاد الإمكانيات الكاملة، ويعلم فيها كل فرد بالمقدار الذي تسمح به إمكانياته الموروثة الأدب وامتلاك النفس والصدق وحس الجمال والحس الديني وتقاليد البطولة والشجاعة، وفي نفس الوقت أن يكون على اتصال دائم بالأطباء وأساتذة التربية البدنية والتنمية الفكرية وعلماء الدين الحقيقين وأولياء أمور التلاميذ، وأخيراً فإن الاهتمام بأثر هذه العوامل المختلفة يمكن أن يجعل من كل طفل كائناً متزناً، إن معلماً كهذا هو المدير الحقيقي للمدرسة(1).

إن الشاب المراهق والفتاة المراهقة اللذان يترعرعان في كنف العقيدة الإسلامية ومبادئها الحقة وتعاليم الدين الحنيف، وتنمو أجسامهما وأرواحهما وحياتهما في ظل آداب وسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام وتعاليم الأصحاب والعلماء (رضوان الله عليهم) يصبحون في المستقبل أناساً يعتمد عليهم لشد أواصر الأخوة والتعاون والإصلاح الديني والاجتماعي والاقتصادي والتربوي.. .الخ. في المجتمع والأسرة والأمة، بالاضافة أنهما يعيشان عيشة هانئة ويتمتعان بكافة خصائص الحياة المرفهة والسعيدة. يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه)(٢).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله(3).

____________________________

(١) ألكسيس كارليل: الانسان ذلك المجهول .

(٢) البخاري ج٢ ص١٤.

(3) تفسير مجمع البيان مجلد2 ص ٣٨٥. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.