أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-07
![]()
التاريخ: 19-7-2022
![]()
التاريخ: 2023-05-10
![]()
التاريخ: 2023-03-04
![]() |
إن التربية خلال مرحلة الطفولة عندما تكون خاطئة تسهم في عدم تآلف المرء مع محيطه الإجتماعي وتحطم شخصيته تماماً كبعض الأمراض النفسية . فالإنسان الذي ترعرع وتربى في صغره على التكبر والأنانية أو الحقارة والضعة أو الغنج والدلال وما إلى ذلك من صفات مذمومة ،لابد وأنه سيواجه في فترة مراهقته وشبابه مشاكل مختلفة ، كما أنه سيكون عاجزاً عن تطبيق نفسه مع المجتمع وإحراز شخصيته.
مثل هؤلاء يكونون دائماً منزعجين غاضبين، ويعتبرون الجميع بأنهم سيئو الخلق ، وذلك بسبب الإحباط النفسي الذي يعانونه وكذلك عدم اكتراث الناس لتوقعاتهم غير الصحيحة . ويلجأ هؤلاء في الغالب إما إلى التمرد على الآداب والتقاليد الإجتماعية وإما إلى محاربة الناس ليخففوا من عذاباتهم وتحقير الناس لهم ، متجاهلين أنهم بهذه الأعمال والممارسات المذمومة ليس فقط عاجزين عن إحراز الشخصية والخلاص من الإحباط النفسي، بل إنهم يضيفون مشكلة جديدة إلى مشاكلهم التي ستكون يوماً سبب شقائهم وتعاستهم.
«ثمة الكثير من الأطفال الطبيعيين الذين يولدون من أبوين فاسدين مجرمين ويترعرعون وسط أجواء موبوئة ، لا يستطيعون في النهاية أن يطبقوا أنفسهم مع مجتمعاتهم ، فتراهم إما يملأون السجون وإما يعيشون في الأرض ظلماً وعدواناً ، ومثل هؤلاء يجب اعتبارهم ثمرة أو بالأحرى نتاج الانحطاط والفساد المتأتي من التمدن الصناعي».
«وفي المدارس الحديثة التي لا تهتم بضرورة السعي لتنمية مبادئ الأخلاق والتربية، يتجرد الأطفال من أدنى حس بالمسؤولية، وعندما يشبون ويواجهون متاعب المحيط وضغوط الحياة المادية والمعنوية ، لا يجدون مفراً سوى الانطواء أو الاستنجاد بالآخرين، كما أنهم يكونون عاجزين عن التكيف مع محيطهم، وإذا وصل بهم الأمر إلى طريق مسدود فإنهم يفضلون إما ارتكاب الجريمة أو الانتحار(1).
«إن الطفل الذي أسيئت تربيته ، عندما يكبر ويرث ثروة كبيرة لا يجد مفراً من معاشرة الناس والاحتكاك بهم ، لكنه عندما لا يجد فيمن حوله روح التساهل والتعاطف التي كان يمتاز بها أصدقاء طفولته ، يعتبر الجميع فاسدين ولا يستحقون المعاشرة ، متجاهلاً أن ذلك سينغص عليه حياته. اما إذا لم يرث عن أبويه ثروة تعينه في حياته ووجد نفسه مضطراً إلى العمل ، عندها ستبدأ مأساة حياته بسبب فقدانه حس الشجاعة والثقة بالنفس ، ويتملكه اليأس ، ويدرك عاجلاً انه لم تتم تربيته لحياة من اجل البقاء ، فهو عاجز عن الاتكال على نفسه ، وهذا ما يجعله يلتحق بصفوف منهم عالة على مجتمعاتهم كاللصوص والمنجمين والمقامرين والخمارين وغيرهم»(2).
إذن ، فتمرد هذه الفئة من الشباب الذين يمتازون بشخصية متقلبة ولا يستطيعون التكيف مع محيطهم الإجتماعي، ناجم عن أمراض نفسية واضطرابات روحية يعانونها أو سوء تربية.
للأذكياء ومن نستطيع أن نعتبرهم نوابغ عصورهم شخصية انقلابية لا يمكنها أن تتوافق مع الآداب والسنن الإجتماعية الخاطئة، وسبب ذلك يعود إلى صحة تشخيصهم وقوة إدراكهم للأمور .
وما التحولات العظيمة التي شهدها التاريخ طوال قرون متمادية ، وكذلك التقدم الكبير الذي أحرزته المجتمعات على غير صعيد ، إلا نتيجة من نتائج النضوج الفكري والعقلي لكبار الرجالات الذين قارعوا الانحطاط والفساد والجهل وقادوا الناس إلى الكمال والسعادة بعزم راسخ وإرادة صلبة.
______________________________
(1) الإنسان ذلك المجهول، ص 214 .
(2) عقدة الحقارة، ص 14.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|