تفسير قوله تعالى : {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ...} |
1821
03:04 مساءاً
التاريخ: 12-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-06-2015
1634
التاريخ: 6-12-2015
1739
التاريخ: 12-06-2015
1445
التاريخ: 9-05-2015
2345
|
قال
تعالى : {ثُمَّ أَنْزَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ
وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ
الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ
قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا
يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا
هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ
عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي
صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ} [آل عمران : 154] .
{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً
نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ} أي يشغلهم ويغفلهم عن الخوف
فتساوي حالتهم حالة الآمن كقوله تعالى في سورة الأنفال في ذكر وقعة بدر {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [الأنفال
: 11] وهذا نحو من اللطف بهذه الطائفة الذي عراهم في جملة غمومهم غم المعصية
بالفرار خوفا من اللّه وندما على الذنب {وَطائِفَةٌ} أخرى
منكم وهم الذين لم يكونوا أهلا لهذا اللطف بل هم مرتكسون في همومهم وغمومهم {قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} في امر
الحياة الدنيا وقد يئسوا من النصر «طائفة» مبتدأ وجملة قد أهمتهم خبر {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِ} في وعده
لرسوله بالنصر وان يظهره على الدين كله {ظَنَّ
الْجاهِلِيَّةِ} والجملة خبر ثان {يَقُولُونَ} حال من ضمير «يظنون» او خبر ثالث {هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ} أي من
النصر وان لم يكن خطابا لرسول اللّه بل فيما بينهم فيحتمل ان يريدوا من الأمر الحق
ويكون استفهامهم إنكاريا كما يومي اليه ما يأتي قُلْ لهم يا رسول
اللّه في جواب سؤالهم منك أو محاورتهم فيما بينهم {إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} وبيده ازمة
الأمور {يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ} عليك
{ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ} في
أنفسهم او فيما بينهم في محاورتهم {لَوْ كانَ
لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ} يا رسول
اللّه للناس في بيان الحقيقة ما يكون جوابا لما أخبرتك به مما يخفيه عليك هؤلاء ان
امر القتل تابع للتقدير والقضاء ليفوز الشهداء بسعادة الشهادة ويهلك المنافق
والمشرك. {لَوْ كُنْتُمْ} يا
ايها الناس {فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ
كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ} في الشهادة او
الهلاك على حكم قضاء اللّه. ومن غايات ذلك ان يفوز السعيد بسعادته ويشقى الشقي
بهوانه {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي
صُدُورِكُمْ} ويظهر مكنونها من الطاعة والنفاق. والتعليل بلام
الغاية معطوف على غاية مقدرة كما ذكرناه ونحوه مما يدل عليه السياق {وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ} ويخلص ما
في قلب المؤمن المجاهد الصابر من النيات الصالحة والإيمان الثابت ويميز ذلك عما في
قلوب غير الصابرين وقلوب المنافقين والكافرين {وَاللَّهُ
عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ} وما فيها ولكن الابتلاء والتمحيص
لظهور ذلك في الخارج بعروض المحركات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|