عديمو الجنسية هم أطفال ونساء ورجال وكبار سن يفوق عندهم بحسب الإحصاءات الرسمية 66 مليون نسمة في أكثر من 65 بلدا. بينما تقدر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدهم ب 15 مليون نسمة (1)

وهناك أيضا مشكلة ما يسمون البدون في دول الخليج العربي، فتختلف الإحصاءات بشأنها ، وإذا كانت بعض التقديرات توصل عندهم في دولة الكويت إلى 120 ألف شخص (2) .

أولا: مشاكل الشخصية والتنقل من بلد إلى أخر

تعتبر الأحوال الشخصية لمنعدم الجنسية من بين أهم المشاكل التي يعاني منها حيث ان لمنعدم الجنسية حياته ،أي ذلك الشخص يريد أن يتزوج ويريد أن يطلق ويريد، ولكن كيف يفعل هذا وهو لا يستطيع أن يوثق هذه الأمور وخاصة عندما تريد الزواج بمواطنة عادية أبي تملك جنسية"، فتلك الأخيرة تريد أن تكون لها حياة مستقر لتستطيع أن تلد وأن تتمتع ببعض الحقوق كالتعليم والصحة، والتملك فبالنسبة إلى الأطفال التي تنتج عن هذا الزواج يصبحون كذلك منعدمين للجنسية وهذا من الصعب جدا حيث أن الأطفال خاصة يريدون أن يحصلوا على جملة من الحقوق وخاصة حق التعليم والصحة فهم أكثر الفئات التي تريد العناية .

أما بالنسبة للتملك فبعض الأشخاص المنتمين الجنسية يلجئون إلى أن يقوموا بتمليك أصدقاء والأقارب لتلك الأشياء التي يملكونها مثل المنازل والسيارات وكذلك فهو لا يستطيع أن يتقدم بطلب للحصول على وثيقة سفر، ويوجد مشاكل أخري بالنسبة للتنقل ففي بعض الحالات قد يتم احتجاز الأفراد، عديمي الجنسية المقيمين خارج بلدهم الأصلي، أو بلد الإقامة السابقة فترات طويلة إذا رفضت

البلدان السماح لهم بالعودة إلى أراضيه ابن الواقع المعاش يختلف اختلافا كبيرا عما يكتب ويشاهد ، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين عايشوه هذا الوضع الصعب، ولذلك سوف نأو وتستشهد بأفول أحد عديمي الجنسية ، حيث تقول لارا عديمة الجنسية: بعد أن رفضني البلد الذي أعيش فيه، وبعد أن رفضتي البلد الذي ولدت فيه، وبعد أن رفضني البلد الذي ينتمي إليه والدي، وبعد أن سمعتهم يقولون لي باستمرار أنت لا تنتمي إلينا" اشعر أنني شخص لا وجود له، ولا اعرف حتى لماذا أعيش، ولأنك عديم الجنسية فانت محاصر دائما بشعور من انعدام القيمة.  

أضف إلى ذلك أن ليس في مقدور عديم الجنسية أن يستفيد من أية معاهدة مبرمة بين الدولة التي يقيم فيها وأية دولة أخرى تقرر لمواطني الدولتين المتعاهدتين(3) . ومثل هذه (4)  الاتفاقيات الاتفاقية بين دولتين على التعويض لكل رعايا الدولة الأجنبية التي تم الاتفاق معها ، على أن تقوم بالتعويض لهم عن كل ضرر يصيبهم، فهذا لا يشمل عديمو الجنسية بصفتهم أنهم ليسوا أجانب ولا مواطنين

وهذا  ما جاء على لسان بعض الأشخاص عديمو الجنسية :

- عبد الله، عظيم الجنسية بدون يعيش في الإمارات:" لا تستطيع الحصول على وظائف منتظمة، ولا نستطيع التنقل، ونحن مثل قوارب بلا مرفأ والحصول على التعليم والرعاية الصحة، يمثل أيضا مشكلات لم أتمكن من إتمام تعليمي الثانوي أو أن التحق بالجامعة ولا استطيع العلاج إلا في مستشفى خاص وليس في المستشفيات الحكومية

- تقول سيدة عديمة الجنسية تعيش في بنغلاديش" أعيش في المعسكر منذ 1971، وآمل أن استقر خارج المعسكر مع أطفالي قريبا أن أريد الحقوق التي يتمتع بها مواطنو بنغلاديش، إننا نعيش حياة كريمة فأطفالي لا ينامون بصورة سليمة في المعسكر، فهم لا يعلمون وليس أمامهم إلا التطلع إلى إعمال بائسة إذا لم يتلقوا أي تعليم".

يقول السيد شن في يوم من الأيام كنت أقف بين الحدود ولم أتمكن من دخول أي من البلدين، كانت تلك تجربة لا يمكن أن أنساها أبدا في حياتي، فانا لم أتمكن من دخول الدولة التي كنت أعيش فيها كما لم أتمكن من دخول الدولة التي ولدت فيها، ونشأت وعشت ! إلى من انتمي؟ لا يمكن أن أنسى حتى الأن ذلك الشعور الشديد بالضياع الذي كان تخالجني وأنا في المطار (5).

ثانيا: المشاكل السياسية لمنعدم الجنسية

تلعب السياسة دورا كبيرا في حياة المجتمعات الحديثة حيث أن الشخص يرغب في الترشح المقاعد في الدولة ، كالترشح إلى مجلس البرلمان أو رئاسة الجمهورية أو المجلس الشعبي البلدي وغيرها من المناصب السياسية التي لا يملك الحق في الترشح إليها، لأنه لا يعتبر من مواطني الدولة وكذلك لا يستطيع أن يعبر عن رأيه في اختيار الممثل الذي يريده لأنه لا يملك أوراق الانتخاب.

_________

1- مازن جابر خفظ حالات انعدام الجنسية منظمة  العفو الدولية المكتب الاقليمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا على الموقع : - WWW. AMENSTY.ORG/ARAB ص1 .

2-   بشير شريف يوسف نزع الجنسية بين الواقع و القانون ، الطبعة الأولي مدار البداية ناشرون وموزعون، عمان. 2011 ، ص 109.

3- عكاشة محمد عبد العال، الجنسية ومركز الأجانب في جامعة الدول العربية دار الجامعة للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان 1987  ، ص 185.

4- بن عبيدة عبد الحفيظ الجنسية ومركز الاجانب في الفقه والتشريع الجزائري  الطبعة الاولى ، دار هومة الجزائر 2005 ، ص 234۔

5- حفيظة السيد الحداد. المدخل إلى الجنسية ومركز الأجانب. الطبعة 1 دار النشر منشورات الحلبي الحقوقية. بيروت لبنان 2010 ،  ص  70