تكون المقرات التفارغية والتحفيزية متمايزة فراغياً

لاحظ مونود (Monod) عدم وجود تشابه بنيوي بين المنثبط الارتجاعي وركيزة الإنزيم الخاضع للتنظيم. ولأن المستفعلات ليست متماثلة تجسيمياً (Isosteric) مع الركيزة بل تفارغية (Allosteric) (تشغل حيزا أخر)، فقد اقترح أن الإنزيمات التي يجري تنظيم نشاطها بمستفعلات تفارغية (مثل المثبطات الارتجاعية) ترتبط معها المستفعلة في مقر متفارغ متمايز فيزيائياً عن المقر التحفيزي. وبذلك فإن الإنزيمات التفارغية هي إنزما ت يتغير نشاط مقرها التحفيزي بوجود مستفعلات تفارغية في مقر متفارغ. وتتضمن مجموعة البيانات التي تدعم وجود مقرات متفارغة متميزة فيزيائيا في الإنزيمات المنظمة ما يلي:

1-كثيراً ما تصبح الإنزيمات المنظمة المعدلة بطرق كيميائية أو فيزيائية غير حساسة لمستفعلاتها التغارغية دون تبديل نشاطها التحفيزي. وممكن تحقيق. تمسيخ انتقائي (Denaturation) للمقرات المتفارغة بمعالجتها بالزئبقيات أو اليوريا أو الأشعة X أو الإنزيمات الحالة للبروتين أو القيم المفرطة لتركيز الايونات أو للباهاء (pH) أو بالتشيخ بدرجة 0-5 مئوية أو بالتجميد أو بالتسخين.

2 -كثيراً ما تحمي المستفعلات التفارغية المقر التحفيزي من التمسخ في ظروف لا

تستطيع فيها الركائز ذاتها أن تقوم بذلك. وبما أنه من المستبعد أن مستفعلة مرتبطة بالمقر التحفيزي مكنها حماية هذا المقر في حين لا تستطيع الركيزة القيام بذلك، فهذا يوحي بوجود مقر مختلف أخر في مكان أخر على جزيء الإنزيم.

3- في بعض طافرات (Mutants) الخلايا الجرثومية وخلايا الثدييات، تتغير

الخصائص التنظيمية للإنزيمات المنظمة وتبقى الخصائص التحفيزية كما هي في النمط البري (Wild-type) (أي لا تتبدل). هذا يعني حكماً أن بنية المقرات المتفارغة والتحفيزية منفصلة وراثيا.

4     — أظهرت دراسات ارتباط الركائز والمستفعلات التفارغية بالإنزيمات المنظمة أنه مكن لكل منها أن يرتبط بشكل مستقل عن الآخر.

5 - في بعض الحالات (مثل ATCase)، يوجد المقر المتفارغ على قسيم مختلف عن القسيم الذي يوجد عليه المقر التحفيزي.