أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-05-2015
9145
التاريخ: 26-05-2015
3684
التاريخ: 26-05-2015
1393
التاريخ: 26-05-2015
1173
|
لم يكن زيد الشهيد صاحب نهج كلامي ولا فقهي، فلو كان يقول بالعدل والتوحيد ويكافح الجبر والتشبيه، فلأجل أنّه ورثهما عن آبائه (عليهم السّلام)، وإن كان يفتي في مورد أو موارد، فهو يصدر عن الحديث الّذي يرويه عن آبائه.
نعم، جاء بعد زيد مفكّرون وعاة، وهم بين دعاة للمذهب، أو بناة للدولة في اليمن وطبرستان، فساهموا في إرساء مذهب باسم المذهب الزيدي، متفتّحين في الأُصول والعقائد مع المعتزلة، وفي الفقه وكيفيّة الاستنباط مع الحنفيّة، ولكن الصلة بين ما كان عليه زيد الشهيد في الأُصول والفروع وما أرساه هؤلاء في مجالي العقيدة والشريعة منقطعة إلاّ في القليل منهما.
ولا أُغالي إذا قلت: إنّ المذهب الزيدي مذهب ممزوج ومنتزع من مذاهب مختلفة في مجالي العقيدة والشريعة، ساقتهم إلى ذلك الظروف السائدة عليهم، وصار مطبوعاً بطابع مذهب زيد، وإن لم يكن له صلة بزيد إلاّ في القسم القليل.
ومن ثَمَّ التقت الزيديّة في العدل والتوحيد مع شيعة أهل البيت جميعاً، إذ شعارهم في جميع الظروف والأدوار رفض الجبر والتشبيه، والجميع في التديّن بذينك الأصلين عيال على الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، كما أنّهم التقوا في الأُصول الثلاثة: ـ
1 ـ الوعد والوعيد.
2 ـ المنزلة بين المنزلتين.
3 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ـ مع المعتزلة حيث أدخلوا هذه الأُصول في مذهبهم ورتّبوا عليه:
1 ـ خلود مرتكب الكبيرة في النار إذا مات بلا توبة، وحرمانه من الشفاعة؛ لأنّها للعدول دون الفسّاق.
2 ـ الشفاعة؛ بمعنى ترفيع الدرجة، لا الحطّ من الذنوب.
3 ـ الفاسق في منزلة بين المنزلتين؛ فهو عندهم لا مؤمن ولا كافر بل فاسق.
فاستنتجوا الأمرين الأوّلين من الأصل الأوّل، والثالث من الأصل الثاني.
وأمّا الأصل الثالث، فهو ليس من خصائص الاعتزال، ولا الزيديّة، بل يشاركهم الإماميّة. هذه عقائدهم في الأُصول.
وأمّا الفروع فقد التفّت الزيديّة حول القياس والاستحسان والإجماع، وجعلوا الثالث بما هو هو حجّة، كما قالوا بحجيّة قول الصحابي وفعله، وبذلك صاروا أكثر فِرق الشيعة انفتاحاً على أهل السنّة.
ولكن العلامة الفارقة والنقطة الشاخصة الّتي تميّز هذا المذاهب عمّا سواه من المذاهب، ويسوقهم إلى الانفتاح على الإماميّة والإسماعيليّة، هو القول بإمامة عليّ والحسنين بالنصّ الجليّ أو الخفيّ عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، والقول بأنّ تقدّم غيرهم عليهم كان خطأ وباطلاً.
وها نحن نأتي برؤوس عقائدهم الّتي يلتقون في بعضها مع المعتزلة والإماميّة:
1 ـ صفاته سبحانه عين ذاته، خلافاً للأشاعرة.
2 ـ إنّ الله سبحانه لا يُرى ولا تجوز عليه الرؤية.
3 ـ العقل يدرك حسن الأشياء وقبحها.
4 ـ الله سبحانه مريد بإرادة حادثة.
5 ـ إنّه سبحانه متكلّم بكلام، وكلامه سبحانه فعله: وهو الحروف والأصوات.
6 ـ أفعال العباد ليست مخلوقة لله سبحانه.
7 ـ تكليف ما يطاق قبيح، خلافاً للمجبّرة والأشاعرة.
8 ـ المعاصي ليس بقضاء الله.
9 ـ الإمامة تجب شرعاً لا عقلاً، خلافاً للإمامية.
10 ـ النصّ على إمامة زيد والحسنين عند الأكثريّة.
11 ـ القضاء في فدك صحيح، خلافاً للإماميّة.
12 ـ خطأ المتقدّمين على عليّ في الخلافة قطعيّ.
13 ـ خطأ طلحة والزبير وعائشة قطعيّ.
14 ـ توبة الناكثين صحيحة.
15 ـ معاوية بن أبي سفيان فاسق لبغيه لم تثبت توبته.
هذه رؤوس عقائد الزيديّة استخرجناها من كتاب (القلائد في تصحيح الاعتقاد)، المطبوع في مقدّمة البحر الزخّار.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البحر الزخّار: 52 ـ 96.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|