المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Schur,s Partition Theorem
1-9-2019
من روى عن الرضا من اصحابه
28-7-2016
Sulfatases
30-4-2020
دعاية تشهيرية
3-7-2019
سديم nebula
21-6-2017
وشيعته هم الفائزون يوم القيامة
30-01-2015


الصحيح في معنى السنّة والجماعة  
  
830   09:08 صباحاً   التاريخ: 24-05-2015
المؤلف : صائب عبد الحميد
الكتاب أو المصدر : المذاهب والفرق في الاسلام (النشأة والمعالم)
الجزء والصفحة : ص58-60
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / أهل السنة و الجماعة /

 الإسلام لم يقل يوماً إن السنّة هي سنّة الحاكم وإرادته ، ولا قال يوماً إنّ الجماعة جماعته ومن دان بالطاعة والولاء له ، وحاشا أن يقول ذلك فيتحول من رسالة إلهية هادية للبشر جميعاً وفي كلّ زمان ، إلى سلّم يركبه الطامحون للحكم !

سُئل الإمام عليّ عليه السلام : ما السنّة ؟ وما البدعة ؟ وما الجماعة ؟ وما الفِرقة ؟

فقال عليه السلام : « أمّا السنّة ، فسنّة رسول الله صلى الله عليه واله .. وأمّا البدعة ، فما خالفها .. وأمّا الفرقة ، فأهل الباطل وإن كثروا .. وأمّا الجماعة ، فأهل الحقّ وإن قلّوا » (1).

وفي جواب طويل له عليه السلام على مثل هذا السؤال أيضاً ، قال : « أمّا إذا سألتني فافهم عنّي ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي :

فأمّا أهل الجماعة : فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا ، وذلك الحقّ عن أمر الله وأمر رسوله (2) .. وأمّا أهل الفرقة ، فالمخالفون لي ومن اتّبعني ، وإن كثروا ..

وأمّا أهل السنّة ، فالمتمسّكون بما سنّه الله لهم ورسوله ، وإن قلّوا ، وإن قلّوا .. وأمّا أهل البدعة ؛ فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله ، العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا ، وقد مضى منهم الفوج الأول وبقيت أفواج .. » (3).

ونقل ابن القيم عن أبي شامة في ( الحوادث والبدع ) ، قوله : حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة ، فالمراد به لزوم الحقّ واتّباعه وإن كان المتمسّك به قليلاً والمخالف له كثيراً (4).

وعن عبداللًه بن مسعود : إنّ جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة ! الجماعة ما وافق الحقّ وإن كنت وحدك ! (5).

وسئل إسحاق بن راهويه عن السواد الأعظم الذي جاء في الحديث « إذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم » فاجاب قائلاً : محمد بن اسلم الطوسي واصحابه ومن تبعه هو السواد الأعظم ثمّ فسّر ذلك : « لم أسمع عالماً منذ خمسين سنة كان أشدّ تمسّكاً بأثر النبيّ صلى الله عليه واله من محمّد بن أسلم » (6) !

وذكر البيهقي حديث إسحاق بن راهويه هذا ، فقال : صدق والله ، فإنّ العصر إذا كان فيه عارفٌ بالسنّة داع إليها فهو الحجّة ، وهو الإجماع ، وهو السواد الأعظم ، وهو سبيل المؤمنين التي من فارقها واتّبع سواها ولّاه الله ما تولّى وأصلاه جهنّم وساءت مصيراً (7) !

فإذا قرأت عن أئمة أهل البيت : أنّهم قالوا : « نحن حزب الله الغالبون » (8) فإنّما ذلك المعنى أرادوا ، فهم الجماعة ، وهم أهل السنّة ، ومن خالفهم فأولئك أهل الفرقة والبدعة من ذلك لأنّ هذا هو الحقّ الذي به أمر الله تعالى الذي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، واصطفاهم ، وبه أمر رسول الله صلى الله عليه واله في قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا» لن تكونوا من أصحاب الفرقة والبدعة ، إنّما أنتم الجماعة وأهل السنّة وسبيل المؤمنين ، ذينك : « كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ».

__________________

(1) تُحف العقول / ابن شعبة الحرّاني : 211 ـ منشورات الشريف الرضي.

(2) هذا تعليل لكون الجماعة هو 7 ومن اتّبعه ، فلأن ذلك هو الحقّ الذي أمر الله به ورسوله.

(3) كنز العمّال / المتقي الهندي 16 : 184 / 44216 ـ مؤسسة الرسالة ، 1405 ه‍.

(4) و (5) النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية / محمّد بن عقيل : 219 ـ 220 ـ دار الثقافة ـ قم ـ 1412 ه‍.

(6) حلية الأولياء / أبو نعيم الأصفهاني 9 : 238 ، 239 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 1988 م ، سير أعلام النبلاء 12 : 196 ـ 197.

(7) النصائح الكافية : 220.

(8) مجمع البيان / الطبرسي 3 : 343 عند تفسير الآية (76) من سورة الحجر ـ دار المعرفة ـ بيروت.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.