أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-2-2020
2243
التاريخ: 18-4-2020
1653
التاريخ: 24-12-2019
1730
التاريخ: 20-9-2018
1642
|
بعض ما جاء في سبق علي عليه السّلام إلى الإسلام :
هذا كله ، عدا عن الكثير من الروايات الواردة عن النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، وكلمات أمير المؤمنين «عليه السلام» نفسه ، وعدا عن كلمات الصحابة والتابعين وأشعارهم ، بل لقد ادعى البعض الإجماع عليه (1).
ولعل حصر ذلك متعذر على أي باحث ومتتبع ، ولذا فلا محيص لنا عن الإكتفاء بأمثلة قصيرة لتكون عنوانا وإشارة لغيرها من الكثير الطيب الذي لم نذكره ، ونحيل القارئ إلى ما كتبه العلامة الأميني (2) فليراجعه إن أراد.
فإنهم يقولون :
لقد بعث النبي «صلى الله عليه وآله» يوم الإثنين ، وأسلم علي «عليه السلام» يوم الثلاثاء (3).
ومما ورد عن النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» بسند صحيح قوله :
أولكم ورودا علي الحوض ، أولكم إسلاما علي بن أبي طالب (4).
وعنه «صلى الله عليه وآله» : إنه لأول أصحابي إسلاما ، أو أقدم أمتي سلما (5).
وعنه أنه أخذ بيد علي «عليه السلام» ، فقال : هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر (6).
وعنه «صلى الله عليه وآله» : هذا أول من آمن بي ، وصدقني ، وصلى معي (7).
وعنه «صلى الله عليه وآله» : إن أول من صلى معي علي (8).
تصريحات أمير المؤمنين عليه السّلام في ذلك :
وعلي نفسه يصرح في كثير من المناسبات بذلك ؛ فيقول عن نفسه : إنه لم يسبقه أحد في الصلاة مع رسول الله ، وإنه أول من أسلم مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» وإنه الصديق الأكبر «عليه السلام» ، وإنه لا يعرف أحدا في هذه الأمة عبد الله قبله غير النبي «صلى الله عليه وآله» ، وإنه صلى قبل أن يصلي الناس سبع سنين (9).
ولعل المراد التعبد مع النبي «صلى الله عليه وآله» قبل البعثة بسنتين ، أو خمس سنين ؛ حيث بدأت إرهاصات النبوة ، ثم يضم إليها ثلاث أو خمس سنين فترة الدعوة الاختيارية غير المفروضة بعد البعثة ، أو لعله عبد الله حقا مع رسول الله قبل البعثة سبع سنين إذا كان قد أسلم «عليه السلام» وهو ابن اثني عشر سنة أو حتى عشر سنين ، حيث كان الرسول «صلى الله عليه وآله» يتعبد قبل البعثة وكان «صلى الله عليه وآله» على دين الحنيفية ، فكان علي «عليه السلام» يعبد الله معه «صلى الله عليه وآله».
إلا أن يكون الصحيح في الرواية هو ما ذكره ابن بطريق أنه «صلى الله عليه وآله» قال : صلت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين (10).
ومهما يكن من أمر ، فإن الكلمات الدالة على هذا الأمر كثيرة ، كما أنه «عليه السلام» قد كتب هو نفسه بهذا الأمر إلى معاوية ، وردده في كلماته الكثيرة المتضافرة (11).
دليل آخر :
وإن احتجاجه «عليه السلام» بأنه أول من أسلم ، واحتجاج أصحابه من الصحابة والتابعين بهذه الكثرة العجيبة على خصومهم في صفين وغيرها واهتمامهم الواضح بهذا الأمر ليدل على ذلك دلالة واضحة.
ولم نجد أحدا من أعدائه «عليه السلام» حاول إنكار ذلك ، أو التشكيك فيه ، أو طرح اسم رجل آخر على أنه هو صاحب هذه الفضيلة دونه ، رغم توفر الدواعي لذلك ، ورغم أن الطرف المقابل لا يتورع حتى عن الاختلاق والكذب على الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، بل على الله سبحانه وتعالى.
فلو أنهم عرفوا : أن كذبتهم هذه تجوز على أحد لكانوا لها من المبادرين ، ولكن التسالم على هذا الأمر كان بحيث لا يمكنهم معه التوسل بأية حيلة ، فكل ذلك يدل على أن ذلك قد كان أمرا مسلما به ومجمعا عليه ، ولا يمكن إنكاره لأحد.
وكشاهد على هذا التسالم نذكر هنا حادثة واحدة فقط ، جرت لسعد بن أبي وقاص ، الذي كان منحرفا عن علي «عليه السلام» ، ـ كما سيأتي في معركة أحد إن شاء الله تعالى ـ ونترك ما عداها وهو كثير جدا ، وهذه الحادثة هي أنه :
سمع رجلا يشتم عليا ، فوقف عليه وقرره بقوله : يا هذا ، على ما تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟ ألم يكن أعلم الناس؟ الخ ... (12).
كما أن المقداد كان يتعجب من قريش لدفعها هذا الأمر عن أول المؤمنين إسلاما ، يعني عليا «عليه السلام» (13).
خاتمة المطاف :
وأظن أن ما ذكرناه كاف وواف في هذا المجال ، ومن أراد المزيد فعليه بالمراجعة إلى الكتب المعدة لذلك.
وبعد هذا ، فلا يصغى لقول النواصب والحاقدين ، الذين يهتمون في طمس فضائله «عليه السلام» بكل وسيلة ، ولو عن طريق الدجل والتزوير ، ومنهم ابن كثير ، الذي قال : «وقد ورد في أنه أول من أسلم أحاديث كثيرة ، لا يصح منها شيء» (14).
لا يا بن كثير : لقد تجنيت على الحقيقة وعلى التاريخ كل التجني ، ولم تستطع أن تكتم ما يعتلج في صدرك من إحن ، فجرّك ذلك إلى المكابرة ، وإلى إنكار ما يكاد يلحق بالضروريات.
فإن الروايات الصحيحة والصريحة الدالة على هذا الأمر كثيرة وكثيرة جدا ، كما يعلم بالمراجعة (15).
القول بأن خديجة أول من أسلم :
ونجد في مقابل ذلك قولا آخر مفاده : أن خديجة كانت هي السباقة إلى الإسلام وأنها أول مخلوق آمن به ، بل لقد ادعى البعض الإجماع على هذا القول (16).
ولكنه قول مردود ، لأن العديد من الروايات عن النبي «صلى الله عليه وآله» ، وعن علي «عليه السلام» ، وعن الصحابة والتابعين تعبر بأن عليا «عليه السلام» أول من صلى ، أو أول من آمن ، أو أول الأمة أو الناس إسلاما (17) ، ولا يمكن أن يكون المقصود بالأمة أو الناس خصوص الرجال بناء على هذا القول ، ولا خصوص الصبيان ، بناء على قول آخر يأتي.
__________________
(1) راجع : الصواعق المحرقة الفصل الأول ، الباب التاسع ، ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص ٢٢.
(2) راجع : الغدير ج ٣ ص ٢٢٠ ـ ٢٤٣ وج ١٠ ص ١٥٨ ـ ١٦٢.
(3) راجع : الأوائل ج ١ ص ١٩٥.
(4) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٣٦ وصححه ، وتاريخ بغداد للخطيب ج ٢ ص ٨١ ، والاستيعاب هامش الإصابة ج ٣ ص ٢٨ وشرح النهج للمعتزلي والسيرة الحلبية ، والسيرة النبوية لدحلان ، ومناقب الخوارزمي ، والغدير ج ٣ ص ٢٢٠ عنهم فراجعه ، والآحاد والمثاني ، مخطوط في مكتبة كوپرلي رقم ٢٣٥.
(5) الغدير ج ٣ ص ٩٥ ـ ٩٦ عن : مسند أحمد ج ٥ ص ٢٦ والاستيعاب ج ٣ ص ٣٦ ، والرياض النضرة ، ومجمع الزوائد ، والمرقاة ، وكنز العمال ، والسيرة النبوية لدحلان ، والسيرة الحلبية ، وليراجع : مستدرك الحاكم ج ٣ ، والمنمق ، وجمع الجوامع ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٢ عن الطبراني عن ابن إسحاق ، وقال : هو مرسل صحيح الإسناد ، وأخرجه الطبراني وأحمد قال الهيثمي ج ٩ ص ١٠١ وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات.
(6) الغدير ج ٢ ص ٣١٣ عن الطبراني والبيهقي ، والعدني ، ومجمع الزوائد وكفاية الطالب وإكمال كنز العمال ولسوف يأتي في حديث الغار حين الكلام عن تلقيب أبي بكر بالصديق المزيد من المصادر لهذا الحديث ، وفرائد السمطين ج ١ ص ٣٩.
(7) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٢٥.
(8) الغدير ج ٣ ص ٢٢٠ عن فرائد السمطين باب ٤٧ بأربعة طرق.
(9) مصادر ذلك ستأتي بعد الهامش التالي.
(10) كشف الغمة للإربلي ج ١ ص ٣٣٤.
(11) راجع هذه النصوص كلها عن أمير المؤمنين «عليه السلام» في الغدير ج ٣ ص ٢١٣ و ٢٢١ و ٢٢٢ وج ١٠ ص ١٥٨ ـ ١٦٤ وج ٢ ص ٢٥ ـ ٣٠ و ٣١٤ عن : شرح النهج ج ١ ص ٥٠٣ و ٤٠٤ و ٢٨٣ وج ٢ ص ١٠٢ وأبي داود بإسناد صحيح ، وتاريخ بغداد للخطيب ج ٤ ص ٢٢٤ ، ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٢ عن أبي يعلى ، وأحمد ، والبزار والطبراني في الأوسط ، وفرائد السمطين باب ٤٨ ، والأوائل ج ١ ص ١٩٥ ووقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٣٥٥ و ٣٦٠ و ١٣٢ و ١٠٠ و ١٦٨ وجمهرة الخطب ج ١ ص ١٧٨ و ٥٤٢ و ٤٢٨ وجمهرة الرسائل ج ١ ص ٥٤٢ ، ومروج الذهب ج ٢ ص ٥٩ ، وتذكرة سبط ابن الجوزي ص ١١٥ ، ومطالب السؤل ص ١١ ، والمحاسن والمساوئ ج ١ ص ٣٦ وتاريخ القرماني هامش الكامل ج ١ ص ٢١٨ وثمة مصادر أخرى في الغدير ج ١٠ ص ٣٢٢ فراجع.
(12) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٥٠٠ ، وصححه هو والذهبي في تلخيصه هامش نفس الصفحة ، وحياة الصحابة ج ٢ ص ٥١٤ ـ ٥١٥.
(13) الغدير ج ٩ ص ١١٥ عن اليعقوبي ج ٢ ص ١٤٠.
(14) البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٣٥.
(15) راجع الغدير ج ٣ وإحقاق الحق ، قسم الملحقات ، وغير ذلك.
(16) راجع : السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٧ ، وفي تهذيب الأسماء واللغات ج ٢ ص ١٨٢ نقل عن الثعلبي الاتفاق عليه ، وقال ابن الأثير : إنها أول خلق الله إسلاما بإجماع المسلمين. راجع السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٩٠ وإسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١٤٨ والأوائل للطبراني ص ٨٠.
(17) راجع : السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٩١ ، والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٨ و ٢٧٥ ومناقب المغازلي ، ومناقب الخوارزمي ، ص ١٨ ـ ٢٠ والغدير ج ٣ ص ٢٢٠ ـ ٢٣٦ وج ١٠ ص ١٦٨ و ٢٩ و ٣٢٢ وج ٩ ص ٣٩٢ تجد الكثير من التصريحات بذلك وكذا في تاريخ بغداد ج ٤ ص ٢٣٣ وحلية الأولياء ج ١ ص ٦٦ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٣ ص ٤٠٧.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|