المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05



صفوان بن يحيى أبو محمد البجلي الكوفي بياع السابري  
  
3532   04:32 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص412-413.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-7-2016 2911
التاريخ: 28-7-2016 3115
التاريخ: 27-7-2016 2839
التاريخ: 27-7-2016 3093

ثقة، جليل، عابد، زاهد، ورع، نبيل، فقيه، ضليع، ذو منزلة عند الامام الرضا (صلوات اللّه و سلامه عليه) و لا يسع المقام لذكر فضائله و وصف جلالة شأنه .

قال صاحب مجالس المؤمنين: ذكر في كتاب الخلاصة و كتاب ابن داود [انّ صفوان‏] ثقة ثقة عين، روى أبوه عن الصادق و كان له عنده منزلة شريفة، توكل للرضا و لأبي جعفر (عليهما السّلام) و سلم مذهبه من الوقف‏ .

و قال النجاشي في الفهرست: انّه ثقة، ثقة عين .

قال أبو عمرو الكشي: أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن صفوان بن يحيى بيّاع السابري و الاقرار له بالفقه‏ ، و كان شريكا لعبد اللّه بن جندب و عليّ بن النعمان، و كان كلّ منهم يصلّي إحدى و خمسين ركعة و تعاهدوا على أن من بقي منهم يصلّي عن الماضي صلاته ويزكي زكاته و يصوم صومه، فتأخر صفوان عنهما فصار يصلّي كل يوم مائة و ثلاثة وخمسين ركعة، و يصوم في السنة ثلاثة اشهر، و يزكي زكاته ثلاث دفعات، وكلّ ما تبرع لنفسه يعمل لهما مثله، و استأذن جمّاله في استيداع دينارين لبعض أصحابه ورعا .

يقول المؤلف: لقد اقتدى بصفوان بن يحيى في هذا العمل الشيخ الاجل العالم الرباني و المحقق الصمداني المرحوم الآخوند ملا احمد الأردبيلي النجفي الذي بلغ في الورع و التقوى و الزهد والقدس و الفضل، الغاية القصوى حتى قال عنه العلامة المجلسي: انّي لم أر نظيرا له في المتقدمين و لا في المتأخرين جمع اللّه بيننا و بينه و بين الأئمة الطاهرين (عليهم السّلام) .

حكي انّه استأجر حمارا ليذهب من الكاظمين إلى النجف الاشرف، فأعطاه شخص من أهل بغداد رقعة يوصلها إلى النجف، فأخذ الرقعة و ذهب إلى النجف ماشيا من دون أن يركب الحمار و ذلك لعدم كون صاحب الحمار معه و لم يكن استأذنه في حمل هذه الرقعة .

يقول المؤلف: انّ هذه الحكاية كما تدلّ على شدّة احتياط المحقق المذكور و شدّة ورعه، تدلّ أيضا على كثرة اهتمامه لقضاء حوائج المؤمنين و الاخوان في الدين، إذ كان يمكنه أن يعتذر من قبول الرقعة لكنّه أراد أن لا تفوت عنه هذه الفضيلة، و قد روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال: قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف و طواف حتى عدّ عشرا .

و روي أيضا انّ عابد بني اسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشّاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم‏ و بالجملة فقد روي عن معمّر بن خلاد انّه قال: قال أبو الحسن (عليه السلام) : ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضرّ في دين المسلم من حبّ الرئاسة.
ثم قال (عليه السلام) : لكن صفوان لا يحبّ الرئاسة ؛ و قال الشيخ الطوسي: روى صفوان عن أربعين رجلا من اصحاب أبي عبد اللّه (عليه السلام) ، و له كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد و له مسائل عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) و روايات‏ .

و قال الشيخ الكشي: و مات صفوان بن يحيى في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر الجواد (عليه السلام) بحنوطه و كفنه و أمر اسماعيل بن موسى بالصلاة عليه‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.