أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-25
697
التاريخ: 2023-03-25
970
التاريخ: 2023-04-03
652
التاريخ: 30-3-2021
2359
|
تتضمن «بطاقة الشخصية» كافة العناصر المكونة للشخصية التي تصنعها، أي إنها تضم توصيف الشخصية. وتعد بطاقة الشخصية أداة لا مثيل لها من حيث قدرتها على مساعدتك في فهم شخصياتك. يصنع كاتب السيناريو بطاقة الشخصية من خلال ابتكار سيرة ذاتية لكل شخصية رئيسية بهدف الوصول إلى تحديد أفضل لها وجعلها متعددة الأبعاد.
ومن المؤكد أن قسماً كبيراً من هذه المعلومات لن يظهر في سيناريو الفيلم، أو ليس بصورة مباشرة على الأقل، لأن بطاقة الشخصية تتضمن تصورك لطفولة البطل ومراهقته والأحداث المفصلية في حياته وأسرته والمحيط الاجتماعي الذي نشأ فيه.
كما أن بطاقة الشخصية تكون في كثير من الأحيان شديدة الفائدة للممثل.
يمكن أن تكتب بطاقات الشخصيات حتى ولو كان ذهن كاتب السيناريو خلواً من أية فكرة عن البنية العامة للقصة. فللشخصية حياة قائمة بذاتها يقع على عاتقك، أنت، عبء اختراعها! وعندما تصبح الشخصية واضحة في ذهنك تماماً، تستطيع أن تجعلها تنخرط في مغامرة كي تراقب ردود فعلها المختلفة.
من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها كتاب السيناريو المبتدئون أنهم ينخرطون في كتابة الفيلم قبل أن يتعرفوا على شخصياتهم بعمق وقبل أن يضعوا تصميمها النفسي بما يسمح لهم أن يعرفوا كيف ستتصرف الشخصية حيال موقف صراعي. فكتابة «بطاقة الشخصية»، إذن، هو أمر شديد الفائدة.
في مقابلة صحافية أجرتها معه مجلة تيليدراما لدى خروج فيلمه "Noël De Conte Un "إلى الصالات، تحدث أرنو ديبليشان عن الشخصية التي جسدها ماتيو أمالريك قائلاً: «كلما شاهدت المشهد أقول لنفسي: لم يكن عليه القيام بذلك! لماذا قام بذلك!» فإذا كانت شخصيتك قد كتبت كما ينبغي، فيجب أن تتمتع بحياة خاصة بها وأن تمتلك ردود أفعال قد تفاجئك أنت نفسك، تماماً كما يمكن أن يحصل إذا كنت تراقب شخصاً حقيقياً. وعندما تصبح ردود أفعال شخصيتك بديهية بالنسبة إليك، وعندما توقن أنها لا يمكن أن تسلك حيال المواقف التي تواجهها بطريقة تخالف طبيعتها، تكون قد حققت هدفك: لقد أصبحت الشخصية التي كتبتها فرداً قائماً بذاته. أما إذا لم تكن قادراً على الإحساس بالعلاقة السببية في كل فعل تقوم به شخصيتك، فهذا يعني أن عملك ليس ناجزاً بعد.
هنالك آلاف الطرق لكتابة بطاقات الشخصيات. ويعتمد كل شيء، أولاً، على قرب كاتب السيناريو من موضوع فيلمه. فلخلق شخصية مستلهمة من أحد أصدقائك المقربين أو من أحد أفراد أسرتك، تكفي المراقبة اليومية وإعمال الخيال. أما إذا قررت أن تعالج موضوعاً أكثر بعداً عنك، فإن القيام ببعض الأبحاث يصبح أمراً ضرورياً.
يصر الكثير من أساتذة فن السيناريو على ضرورة أن يكتب كاتب السيناريو عما يعرفه بصورة أفضل، أي عن نفسه أو عن محيطه. وعلى الرغم من أن هذه النصيحة أثبتت جدواها في أفلام مارتن سكورسيزي، إلا أن الأمر مع ذلك نسبي: فلا ينشأ الجميع في حي يعج برجال العصابات أو بالقرب من عم مهووس بالبحث عن الذهب.
يصل الكثير من كتاب السيناريو، الذين يحاولون استلهام أنفسهم بأي ثمن، إلى حائط مسدود. فإذا لم تبد لك حياتك مناسبة كي تصبح موضوعاً لسيناريو فيلم، فعليك البحث عن الإلهام في مكان آخر. ولذلك ليس من قبيل إضاعة الوقت أن يعمل رجل نشأ في إقليم الألزاس على كتابة فيلم تجري أحداثه في أوساط تجار المجوهرات في مرسيليا.
إن الأمر برمته هو مسألة بحث وتحر. والأدوات اللازمة للقيام بذلك متوافرة. إذ تقدم المكتبات وأرشيفات وسائل الإعلام كمية كبيرة من الوثائق تغطي كل المواضيع الممكنة تقريباً. كما يمكن أن تكون بعض الأفلام الوثائقية مصدراً للمعلومات دقيقاً وذا مصداقية. وتعد الصحف، ولاسيما الأقسام الإخبارية فيها، منجماً مذهلاً للمعلومات والأفكار على الرغم من أن استلهام الأحداث الواقعية ليس بالأمر السهل على الدوام.
كثيرة هي الأفلام التي تتخذ من أحداث واقعية نقطة انطلاق لها بدءاً من فيلم "Adversaire’L "وانتهاء بفيلم "Badlands "مروراً بفيلم "Ladybird " و"Express Midnight ."بيد أن ذلك لا يشكل سوى منصة الانطلاق. إذ يقع على عاتق كاتب السيناريو، اعتباراً من هذه النقطة، القيام بكثير من العمل كي يصنع قصة تصلح أن تكون فيلماً سينمائياً.
فعندما تكون الشخصية الرئيسية في الفيلم الذي تكتبه محامياً أو طبيباً أو رجل شرطة، يصبح ضرورياً أن تغادر المكتبة وتنتقل إلى مرحلة البحث الصحفي عبر إجراء المقابلات مثلاً. فالكثير من أصحاب المهن يستقبلون كتاب السيناريو بسرور بالغ كي يحدثوهم عن المهنة التي يزاولونها ويقدموا لهم النصح أو يخبروهم قصصاً جرت معهم.
بيد أن غالبية كتاب السيناريو يميلون إلى الاستسهال فيستلهمون شخصياتهم، من أطباء أو محامين أو رجال شرطة، مما سبق لهم أن شاهدوه في هذا الفيلم أو ذاك أو في هذه السلسلة التلفزيونية أو تلك. ويكمن خطر هذه الممارسة في خلق شخصيات نمطية بعيدة كل البعد عن الواقع. فالممثل لا يصبح طبيباً بمجرد ارتدائه مريلة بيضاء.
ضع لائحة بالأفكار التي تخطر ببالك ثم اشرع في عملية بحث دؤوب. حاول أن تفهم كيف يتكلم شخص يزاول مهنة معينة وكيف يتحرك ويعمل ويلبس... ثم صنف المعلومات التي حصلت عليها كي ترى ما يجدر بك الاحتفاظ به وما يمكنك رميه أو حتى تعديله: قد تجد أنه من الضروري اختصار أحداث تستغرق في الواقع خمسة عشر يوماً إلى مجرد يومين بهدف الحصول على حدث مناسب من وجهة النظر السينمائية.
هكذا تتخذ شخصياتك أبعادها وتخرج إلى حيز الوجود ككينونات مستقلة. ويصبح بمقدورك الآن أن تمضي في كتابة الحبكة. ولكن حذار: فالشخصيات بحد ذاتها لا تصنع فيلماً جيداً مهما كان الجهد المبذول في صنعها كبيراً.
ان كتابة فيلم هي أشبه برواية قصة. ولذلك عليك أن تحرص، في كتابة السيناريو، على إبقاء المتفرج متنبهاً على الدوام عبر إدخال لحظات من التشويق تتخللها لحظات أخرى من السكينة، أي عبر بناء حبكة لامعة جديرة أن تجعل من فيلمك أفضل فيلم ممكن. وهكذا يغدو العمل على البنية السردية لقصتك مرحلة جوهرية كي تعطي جهودك أكلها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|