أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2019
2388
التاريخ: 4-2-2016
1920
التاريخ: 23-5-2017
2591
التاريخ: 23-5-2017
2792
|
أولا : تحكيم العاطفة والهوى في الاختيار :
من الأسس التي وضعها الإسلام لبناء أسرة قوية متماسكة حسن اختيار كل من الزوجين شريك حياته ، فالزواج قضية اجتماعية كبرى ، فما ينشأ من سوء الاختيار من الشقاق والنزاع وانشطار الأسرة وتفككها لا ترد آثاره على الزوجين فقط ، بل يمتد إلى سائر المجتمع(1)
وقد حث الإسلام على ضرورة تخيير الأزواج كما تشهد لذلك أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام : ....( تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم ( (2)
فعندما يبحث الشاب عن الجمال والمال فقط جاهلا أو متجاهلا أهمية الدين والاخلاق ثم يكتشف أحدهما الخلق السيء عند الآخر ولكن بعد فوات الأوان ، فيكون الجمال والمال سببا للتعالي والترفع عن لزوج ويصبح الزوج رهينا لهذا الجمال أو لبريق المال في يدي زوجته فربما دفعها ذلك للعصيان ً والنشوز في علاقتها مع زوجها.
وتتمثل أهمية الاختيار في عدة نقاط هي : (3)
1- تجنب الخضوع لحكم الهوى والنزوات العابرة ، إذ لما كان الزواج من الأمور توفيق فيه سبباً الخطيرة في آثاره ، وكان لا في سعادة الدارين ، اقتضى ذلك أن يتم الإقدام عليه بحكمة وروية.
2-كون مسألة اختيار الأزواج من المسائل الصعبة في عصرنا نتيجة اختلاط الأمور على الناس بسبب سيطرة الجاهلية على المجتمع في تصوراته وفكره وأخالقه وتشريعاته.
3- الزواج أحد أهم ثالث أحداث في حياة الإنسان : الولادة – الزواج – الموت .والولادة والموت يحدثان دون إرادة منا.
أما الزواج فقراره مرتبط بإرادتنا ، ولاشك أن أهم القرارات المتعلقة بالزواج هو اختيار شريك الحياة.
4- الزواج عقد يتصف بالدوام . فهو عقد حياة مشتركة لها آثارها الممتدة من الافضاء وعالقة المصاهرة وإنجاب الأولاد .
5- الاختيار الصالح للزوج سبب في العشرة الصالحة ، التي يقطع بها الزوجان رحلة الحياة بهدوء واطمئنان.
6- حاضر الأمة ومستقبلها يعتمد على نوعية أجيالها . والأسرة هي المسؤول الأول عن تحديد نوعية أولئك الناشئة قوة أو ضعفا
7- أن بناء الجماعة والأمة المسلمة التي تعيش الإسلام الحقيقي تصويراً وفكراً والتزاماً هو الهدف المنشود لكل مسلم ، وهذا ال يتحقق الا ببناء البيت المسلم الذي يكون بمثابة حصن من حصون المجتمع وهذا الحصن لا يصمد إلا بوجود زوجة صالحة.
ثانياً : عدم إدراك كال الزوجين لطبيعة الآخر :
وهو من أهم أسباب الخالف بين الزوجين وبالتالي نشوز الزوجة وذلك لان عدم معرفة الزوج أو الزوجة لطبيعة الآخر يؤدي إلى عدم التعامل معه بأسلوب يروق له فيضيق به ذرعا ولا يطيق الاحتمال فتبدأ المشاكل والمناكفات.
من أجل ذلك شرع هللا عز وجل الخطبة لتكون مقدمة من مقدمات الزواج ووسيلة من وسائله . فهي تنطوي على الكثير من المنافع والفضائل والحكمة البالغة منها أنها وسيلة للتعرف على الصفات الحسنة التي يهم الرجل للاطمئنان إليها حتى يقدم على الزواج وهو مرتاح إلى سمات زوجته الحسنة والمعنوية.(4)
كما أنه على العسير والشاق على المرأة أن تنتقل من بيت أهلها إلى بيت الزوجية بشكل مفاجئ دون مقدمات تمهد لهذا الانتقال ودون أن تطمئن لطباع هذا الرجل الذي ستكمل بجانبه مسيرة حياة بأكملها وتؤسس معه أسرة مدعمة بالاستقرار والثبات قائمة على الاحترام والمودة ، لذلك كان لا بد من إعطاء كل من الخاطبين الفرصة الكافية للتعرف على الآخر لتحصل الألفة والمودة بينهما فيكون الزواج على هدى وبصيرة.
ثالثاً : عدم التكافؤ بين الزوجين :
سواء كان ذلك في الناحية الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية ، إذ الكفاءة بين الزوجين تمثل عنصراً هاماً من عناصر الانسجام الأسري والتوافق النفسي بين الزوجين وعدمها يودي في الغالب إلى مشكلات داخل الأسرة خاصة إذا كانت الزوجة هي المتفوقة في تلك النواحي ألن ذلك قد يخل بمعنى القوامة التي هي حق الرجل.
ومن الأمور التي تراعي فيها الكفاءة ونص عليها الفقهاء ما يلي :
1-التدين والصالح : ولست أعني بالدين هنا الإسلام وإنما أردت التدين والصالح والاستقامة وحسن الخلق
2- النسب : فالمرأة تأبى أن تكون مستفرشة للرجل الخسيس ، فلزم اعتبار الكفاءة ، وأن أكثر ما يقع به التفاخر والتعبير هو النسب فأحق ما يعتبر فيه الكفاءة النسب (5)
3- اليسار أو المال : ألن في إعسار الزوج ضرراً لإخلاصه بنفقتها ومؤونة أولادها ولهذا ملكت الفسخ بإخلاله بالنفقة (6)
4-الحرفة أو الصناعة : فإن صاحب العمل الرديء أو الحرفة الدنيئة لا يكون كفؤاً لمن كانت تعمل هي أو والدها أو ذووها عملا شريفاً ، وأقل المطلوب في الزواج أن يكون مثلها في الحرفة (7)
5- السلامة من العيوب : ألن النفس تعاف من به مرض كالجنون والجذام والبرص ويختل بها مقصود النكاح (8)
7- التحصيل العلمي : أي أن يقاربها في الدرجة العلمية أو أن يكون أعلى منها لان في هذا الزمان يراعي التحصيل العلمي عند اختيار الموظفين وترقيتهم فمن باب أولى اعتبار ذلك في الزواج (9)
رابعاً : الجهل بالحقوق والواجبات :
جهل الزوجة بالحقوق الواجبة عليها اتجاه زوجها يؤدي إلى التهاون في أدائها ، فيقودها هذا الجهل إلى العصيان والنشوز ، وكذلك جهل الزوج بحقوق الزوجية فهو يؤدي إلى نفس النتيجة .
فحينما يجهل الزوجان طبيعة العالقة بينهما يكون بيتهما شقيا ، لذلك فقد عمل المشرع السوري على تفادي هذا الجانب بفرض الحصول على وثيقة حضور دورة تأهيلية للحياة الزوجية لكال الطرفين عند عقد القران وتثبيته فال يعقد الزواج الا أن توافر في الزوجين القادمين النجاح في هذه الدورة.
فأكبر مشكله هي الجهل فالجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به وعالج الجهل العلم .
خامساً : تدخل الأهل :
قد يكون لتدخل أهل الزوجين أو أقابهما أثر سيء وسلبي في طريقة تعامل الزوجة مع زوجها والوسوسة لها بما يغريها بالمخالفة والنشوز ، ويكون ذلك الإفساد تحت عنوان النصيحة والخبرة والمصلحة ولعل هذا هو أكثر الأسباب شيوعا قد تلجأ الزوجة ألمها لطلب المشورة فتحدثها عن مشكلتها بتفاصيلها ً لتملي عليها ما يجب فعله لتجاوزها وغالبا أن هذه النصائح تحمل في حياتها ً ما مشاكل كبرى ستحيل حياة الزوجين إلى جحيم وتخرج الأوضاع عن السيطرة .
وترجع أسباب تدخل العائلة في الحياة الزوجية إلى ضعف شخصية أحد الزوجين أو تعلقه الشديد بوالديه مما يؤدي إلى صدور قرارات تسبب مشاكل عديدة نتيجة هذا التعليق .
لذلك ينبغي على الزوجين الاتفاق على كيفية التعامل مع تدخلات الأهل والالتزام بالحرص على حصر مشاكلهم بينهم دون اشتراك الآخرين بها وأن يعملا سويا الحلول الملائمة لها وأن يحرص كل منهما على إيصال رسائل ً على إيجاد لعائلته مفادها أن تدبير شؤونهم الخاصة من اختصاصهما فقط وليس من حق أي كان التدخل فيه .
سادساً : سوء طباع أحد الزوجين :
لسوء طباع الزوجة ، فنجد العناد والتحدي وقد يكون النشوز راجعاً
والكبرياء ، إضافة لاختلاف البيئات والمفاهيم الموروثة مما يؤثر في طبع وسلوك الزوجة اتجاه زوجها بحيث تندفع للتعامل بندية وحدية مع زوجها مما يؤثر العلاقات بشكل خطير بينهما .
وهنا لا تحمل الزوجة كل المسؤولية في حدوث النشوز فلربما كان الزوج أيضا بسوء معاملته وإهداره لحقوق زوجته السبب في دفعها للنشوز كنوع من الاحتجاج على سوء معاملته وإهماله كونه يثور لأدنى سبب ويغضب لأقل كلمة لو خارجة سهواَ .
فكم ثارت مشاكل بسبب ضيق الصدور وسوء الخلق وكم انهارت بيوت من أجل ضيق الصدر والحمق من الزوج أو الزوجة .
فقد يكون الزوج حاد المزاج شديد الإحساس سيتأثر الاقل الأشياء التي يراها مخالفة لذوقه فال تراعي زوجته فيه هذا مثالً وقد تقابل الكلمة بعشرين كلمة .
- الاجل هذه المعاني نجد أن الإقدام على الزواج ينبغي أن يمنح المزيد من التروي والمشاورة والرجوع إلى الحكماء وذوي الخبرة واستفتاء القلب وطلب العون والتوفيق من هللا سبحانه وتعالى .
___________
1 - مرسي – قواعد تكوين البيت المسلم – ص 165
2- سنن ابن ماجة – كتاب النكاح – باب الأكفاء – رقم 968 – ج 1 – ص 633 – حديث صحيح
3- د. محمد عقلة – نظام الأسرة في الإسلام – ج1 – ص 163-162
4-العك – آداب الحياة الزوجية – ص 73
5- الكاساني – بديع الصنائع – ج2 – ص 274
6- ابن قدامة – المغني – ج7 – ص 29
7- الرجوب – أحكام الخطبة في الفقه الإسلامي – ص 105
8- الشربيني – مغني المحتاج – ج 3 – ص 165
9- الرجوب – أحكام الخطبة في الفقه الإسلامي – ص105
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|