أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2023
1987
التاريخ: 29-5-2022
1860
التاريخ: 15-05-2015
2958
التاريخ: 15-05-2015
3455
|
حاول الحكام الأمويون والعباسيون الذين حكموا المجتمع الإسلامي لعدة قرون أن يكون لهم نفوذ روحي في القلوب، وأن يجلبوا ثقة واحترام الناس لهم، كي يرضوا بحكمهم روحاً وقلباً، ويروا في طاعتهم لهم واجباً دينياً، كلّ ذلك من أجل توطيد سلطانهم، وتثبيت قواعد حكمهم حتى يسيطروا على الناس أكثر، غير انّ الاعتقاد القلبي والروحي ليس بالأمر الذي يحدث أو يعدم بالقوة والإجبار، لذلك راح كلّ منهم يتوسّل بوسائل الخداع لاستغفال عامة الناس وحياكة الدسائس لاكتساب تعاطفهم والنفوذ فيهم روحياً وطبعاً كان للعباسيّين الورقة الرابحة ظاهراً دون الأمويين، و تلك هي صلة القرابة التي تربطهم بنبي الإسلام (صلَّى الله عليه وآله) ، فقد كانوا يستغلون وهم من أحفاد عم النبي العباس بن عبد المطلب صلتهم هذه إعلامياً، ويقدّمون أنفسهم على أنّهم هم ورثة الخلافة ؛ ومع ذلك كان سيفهم الإعلامي هذا مسلولاً على أئمة الشيعة الكبار، ذلك انّ الوراثة أمر مستبعد من موضوع الخلافة وانّ الأمر الهام فيها هو جدارة وعظمة القائد والإمام وطهارته أوّلاً.
وثانياً حتى لو كان للوراثة دخل فيها فإنّ أولاد أمير المؤمنين هم المفضّلون على غيرهم، لأنّهم أقرب إلى رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله) وقد كان أئمّة الشيعة الكبار الذين كانوا يتمتعون بجدارة ذاتية وقرابة للرسول يحظون باهتمام الناس واحترامهم دائماً، وعلى الرغم من محاولات الحكام الأمويين والعباسيين في اكتساب عطف الناس والنفوذ الروحي فيهم، فإنّ الكفّة الراجحة والثقيلة في ميزان التمتع بحب الناس وتقديرهم هي كفة أئمّة الدين الكبار ؛ وقد تجلّى هذا الأمر من بين الخلفاء العباسيين في عصر هارون الرشيد أكثر من غيره، وعلى الرغم ممّا كان تحت ملكه من الحدود كان يشعر بأنّ قلوب الناس مع الإمام السابع موسى بن جعفر بن محمد (عليهم السَّلام) ، وكان ذلك يؤلمه كثيراً، وحاول محاولات يائسة في التقليل من مكانة الإمام الروحية بين الناس ونفوذه فيهم، لم يكن بالأمر الذي يسكت عليه أن يصله خبر دفع الناس الضرائب الإسلامية للإمام موسى بن جعفر بشكل سري ممّا يعني في الواقع هو الرضا بحكمه رسمياً ورفض الحكم العباسي ؛ وعلى هذا الأساس قال هارون ذات يوم للإمام و قد رآه في جانب الكعبة: هل أنت من بايعه الناس خفية ورضوا به إماماً؟! فقال الإمام: أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم .
وقد كان هارون يعوّل كثيراً وعلناً على صلة القرابة التي تربطه بالرسول (صلَّى الله عليه وآله) ، وكان يؤكد على ذلك في كلّ مناسبة، وقد قدم المدينة يوماً وزار قبر نبي الإسلام ولما وصل إليه كان هناك جموع كثيرة من قريش والقبائل الأُخرى، فتوجّه إلى القبر الشريف و قال: السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك يا ابن عم.
يذكّر الناس بالصلة التي تربطه بنبي الإسلام، وكان يتفاخر بذلك عمداً ليعلم الناس أنّه ابن عمّ النبي.
وفي تلك اللحظة قال الإمام السابع، وقد كان حاضراً هناك، وعرف هدف الرشيد من ذلك، بصوت عال قرب الضريح: السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا أبة .
فتغيّر وجه هارون و تبيّن الغيط فيه، فقال: هذا هو الفخر حقاً.
ولم يكتف هارون بالتأكيد على صلة القرابة التي تربطه بالرسول فحسب، بل أراد أن ينكر انتساب الأئمّة (عليهم السَّلام) وبنوتهم له أيضاً، فقد قال للإمام السابع يوماً: لمَ يقولون لكم يا بني رسول اللّه وأنتم بنو علي، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنّما هي وعاء والنبي جدكم من قبل أُمّكم؟!
وفي حوار مماثل ومثير وأكثر تفصيلاً للإمام السابع (عليه السَّلام) مع هارون حيث قال: لم جوزتم للعامّة والخاصّة أن ينسبوكم إلى رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله) ويقولون لكم: يا بني رسول اللّه، وأنتم بنو علي وإنّما يُنسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنّما هي وعاء، والنبيّ (عليه السَّلام) جدّكم من قبل أُمّكم ؟
فقلت: يا أمير المؤمنين لو أنّ النبي (صلَّى الله عليه وآله) نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟ .
فقال: سبحان اللّه ولم لا أُجيبه ؟ بل أفتخر على العرب والعجم بذلك .
فقلت: لكنّه (عليه السَّلام)لا يخطب إلي ولا أزوّجه .
فقال: ولم ؟!
فقلت: لأنّه ولدني ولم يلدك.
فقال: أحسنت يا موسى.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|