أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-22
1108
التاريخ: 10-1-2016
2139
التاريخ: 21-10-2020
2213
التاريخ: 30-5-2021
1926
|
مثلما يجب أن يتوقع طفلك أن يكون الناس عطوفين وودودين فلديك توقعات تأمل أن يحققها طفلك. وعلى الرغم من أنه من الصعب الاعتراف بذلك إلا أنك لديك آمالك وأحلامك إزاء طفلك منذ يوم ميلاده، وبعض تلك التوقعات تكون من قبيل المزاح – " أتمنى أن ترث ابنتي شكل وذكاء أمها – ولكن بعض التوقعات الأبوية تكون خفية أكثر وغير معلن عنها مثل " أتمنى أن تدافع ابنتي عن حقوقها " أو " أتمنى ألا يصبح ابني ضعيف الشخصية " أو " أتمنى أن يحظى أطفالي بالكثير من الأصدقاء".
وترتبط الكثير من تلك التوقعات بالحالة المزاجية للأب أو الأم أو نوعية شخصيتهما. على سبيل المثال فإن الآباء الانبساطيين يميلون بطبيعتهم الى الاشتراك في الكثير من الأنشطة الاجتماعية، وبالتالي قد يشعرون أكثر بأنهم متوافقون مع أطفالهم الانبساطيين. أما الآباء الأكثر هدوءًا الذين يفضلون أسلوب حياة أقل إثارة فقد يقعون في حيرة وتحدٍ بسبب أطفالهم الانبساطيين.
ولكن الآباء لا يتمنون دائماً أن يرث أطفالهم نفس نوع حالتهم المزاجية، على سبيل المثال بعض الآباء الانبساطيين قد يسعدون لأن لديهم أطفالاً أكثر هدوءاً وخجلاً ولا يحتاجون الكثير من الجهد والعَنَت في تربيتهم، وبعض الآباء الخجولين عندما يتذكرون الصعوبات التي واجهتهم في طفولتهم يرتاحون لأن أطفالهم لا تمثل لهم الأنشطة الاجتماعية عائقاً مثلما حدث لهم فيما مضى. وقد يرغب بعض الآباء أيضاً في أن يكون أطفالهم هادئين ومطيعين في المنزل وانبساطيين وممتعين أمام الآخرين لكي يروهم على أفضل صورة.
وبما أنه من الطبيعي والشائع أن يكون لديك توقعاتك إزاء طفلك، فإني لدي بعض التحذيرات، أولاً عليك أن تدرك أن التوقعات تساوي الحب المشروط. فإذا كانت توقعاتك مجحفة للسلوك الاجتماعي لطفلك فإن الرسالة التي تصل اليه هي أنك تحبه فقط إذا كان انبساطياً وشجاعاً ولا يتشبث بك أمام الناس. وعلى الرغم من أنك قد تفضل أن يصبح طفلك أكثر ثقة بنفسه اجتماعياً إلا أنه ينبغي ألا تعطي مديحك وحبك واهتمامك وفقاً لتلك الأمور التي تفضلها، فهذا الحب غير الثابت سيعوق النمو الصحي لطفلك.
ومن شأن التوقعات أيضاً أن تجعل الأطفال يتقمصون أدواراً محددة، وتتنوع هذه الأدوار مثل دور المسؤول أو المهرج أو صانع السلام أو الطيب أو الشرير أو الهادئ أو المشاغب. وغالباً ما يكون لتلك الأدوار العائلية تأثير يدوم طويلاً. فكر فيما قالته لي سيدة تعمل في بناء المنازل:
كنت طفلة مطيعة وهادئة وكان متوقعاً مني أن أكون طيبة وأفعل الأشياء الصحيحة وأتفوق في دراستي، وكان المديح مقصوراً على المواقف غير العادية أو المتميزة، وتم تشجيعي على نبذ الغضب والحزن، وكان الخوف والبكاء من علامات الضعف ولم يكن يتحملهما أحد، وظللت أخفي تلك الانفعالات ولم أجعل أحدهم يعرف مدى استيائي بالفعل ".
غالباً يكون الأطفال الخجولين مثل هذه السيدة " الأطفال الطيبين " الذين لا يتسببون أبداً لآبائهم في مشاكل. وغالباً ما يجيء هذا كنقيض أو كرد فعل محتمل لأخ أو أخت يتطلب الكثير من الانتباه بسبب سلوكه السيء. ولكن السلوك الهادئ لطفلك الخجول لا يعني أنه يشعر بالرضا.
فقد يخفي صمته الكثير من التعاسة والإحباط والوحدة، وإذا لم تتوقع من طفلك الهادئ أن يكون لديه مشاكل فمن ثم لن تدرك تلك المشاكل إلا بعد فوات الأوان، أي عندما لا يتمكن طفلك من الوثوق بك والبوح بأسراره عن كونه يتعرض للقسوة والعدوان والمضايقة في المدرسة أو عدم تمكنه من التوجه للمدرس بسبب عدم فهمه لواجبه المدرسي.
وأخيراً ، غالباً ما تؤدي التوقعات للإحباط ، وعندما يصيبك الإحباط إزاء سلوك طفلك الخجول، ستجبره على مواقف يعتمد فيها على نفسه للنجاة والخروج من المأزق. وهذا الاتجاه الصعب النابع من حبك له ليس صحياً على المدى الطويل من الناحية النفسية، وإنما يشجعه فقط على إخفاء مخاوفه بدلاً من فهمها. ومن الأفضل أن تعمل مع طفلك على اجتياز المواقف الاجتماعية الصعبة لكي يفهم كيف يجتازها بنجاح.
|
المفكرة اليومية للخجول الناجح |
|
اكتب في مفكرتك اليومية للخجول الناجح ما لا تهتم بالاعتراف به – توقعاتك تجاه طفلك، والآن أجب عن الأسئلة التالية:
من الطبيعي أن يكون لديك توقعاتك إزاء طفلك، ولذلك أريدك أن تعمل على مناقشتها مع نفسك، هل تعتقد ان توقعاتك منصفة؟ هل تعكس ما تريده حقاً؟ على سبيل المثال لو أنك تتوقع من طفلك أن يندمج اجتماعياً في وقت فراغه، فهل أنت راغب في ان تلعب دوراً في هذا التحول؟ هل تشعر بالسعادة عندما توصله الى الملاعب، والمجموعات، ومنازل الأصدقاء، وهكذا؟ أو أنك تفترض أن طفلك سيقوم بذلك بمفرده؟ هل أنت مهتم بإبهار الآباء الآخرين بالحياة الاجتماعية الناجحة لطفلك أكثر من اهتمامك بتشجيع طفلك على الاستمتاع؟ لو وجدت أن توقعاتك ذات أهمية وفي محلها وملائمة لطفلك، فيمكنك البدء في إيجاد طرق لمساعدته على تحقيق تلك التوقعات، مثل توفير المساندة اللازمة لحياته الاجتماعية الناشئة. لكن لو وجدت أن توقعاتك ليست عادلة أو منصفة لطفلك – أو تخصك أنت أكثر ما تخص طفلك – فعليك أن تقوم بمراجعتها قبل أن تعمل على وضع خطتك. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|