أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2022
2501
التاريخ: 31-7-2020
1967
التاريخ: 2023-04-21
1456
التاريخ: 22-3-2021
1760
|
المؤسسة الأساسية للتربية هي العائلة والتي تتحمل جميع أبعاد وجود الإنسان. العائلة مسؤولة عن حفظ سلامة وكرامة الأطفال(1)، بالإضافة إلى واجبات متنوعة أخرى مثل السعي إلى علو الطفل ونموه وبناءه وفعاليته.
الطفل أمانة إلهية لدى الوالدين والمربين والناس والدولة وحتى لدى شخصه. لديه حق على الجميع ومن الواجب عليهم مراعاة ذلك وتوفير الأمن وراحة البال وموجبات الكمال له وهذه بلا شك مسؤولية معقدة، ونود الإشارة إلى أن انتاج النسل أمر يسير ولكن تربية مشكلة.
الحرية المفرطة
لا شك في أن جميع الأولياء يعشقون أبناءهم، لكن البعض يفرط في ذلك مما يسبب له الأضرار. ويبالغ في إطلاق حريته ويرفعون شعار (دعه يفعل ما يشاء)!.
يغفل هؤلاء أن الحرية المطلقة في البيت تؤدي إلى التحلل في المستقبل وإلى التوقع الكثير وهذا ما سيجعله يواجه عوامل وموانع نموه.
هذه التربية الخاطئة للآباء تجعلهم يوجدون قوة فوق رؤوسهم ومن ثم يعجزون عن مماشات رغباتها وطلباتها.
التربية أمر ضروري ولكن الحب المفرط يؤدي إلى الضرر، وأن الأخطار التي تقع في الفترات اللاحقة ناشئة من الأساليب غير المناسبة في الحياة.
يطمح الأولياء من خلال الحرية المطلقة إلى راحة أبنائهم وسعادتهم ونشاطهم ولكن الحال هو أن هذا الأمر يؤدي إلى تحطيم الأسس الأخلاقية والشخصية.
تعيين الضوابط
تؤدي التربية الصحيحة إلى العيش وفق الضوابط، بعبارة أخرى يرفع علم الحرية في كل بيت ولكنه مكتوب عليه لا يحق للأعضاء التصرف بما يشاؤون ويجب أن تكون هناك قوانين ومقررات حاكمة في العائلة، والجميع مكلف بتطبيقها وحتى الوالدين، لكي لا يشعر الطفل بثنائية المقررات. ان اعتبار الأولياء أنفسهم فوق القانون يسبب التزلزل في وجود الأطفال بحيث يدفعهم إلى التجاوز على جميع الضوابط ويتهورون في سلوكياتهم عندما يسمح لهم الظرف بذلك.
من الأمور المهمة أيضاً توضيح بعض الضوابط القابلة للفهم من قبل الأطفال أو يطلب منهم المشاركة في تعيين الضوابط والمقررات وتقديم العون للأولياء في هذا المجال لأنه من الطبيعي أنهم لو قبلوا بأمر وهم واعين له سيكون ذلك عاملاً ودافعاً يساعد على نموّهم وحفظ شخصيتهم.
مراقبة التنفيذ
الضوابط المعينة للطفل في البيت يجب تطبيقها ومن الضروري أن يراقب الأولياء ذلك وأن يراعوا موازين الحق والعدل والفضيلة.
إن تعرضت أفضل القوانين وأحسنها للإهمال أو عدم الرقابة في التنفيذ فأنها ستصبح مهملة وعديمة الفائدة ويتساوى عدمها ووجودها.
لقد اعتبرنا الأولياء هنا من المراقبين بسبب مسؤوليتهم الكبيرة اتجاه أطفالهم وهي عبارة عن تعهد إلهي لتضمين سلامة ونمو جسم وروح الطفل، بالإضافة إلى إبعادهم عن الفوضى وعدم الانضباط، وباعتقادنا أن الحرية تتطلب محافظ وضابط ولا يمكن أن يكون هناك بديلاً عن الآباء والأمهات في هذا المجال.
من الأمور المهمة في إجراء الرقابة هي حسن ظن الابن بوالديه، وقبوله لأوامرهما من خلال الحب والمودة، لأنه لو كان تصور الطفل عنهما سلبياً كأن يتصفوا بالاستبداد فان لذلك ستكون عواقب وخيمة خصوصاً إن كانت أساليبهم تؤدي إلى الاختناق والقضاء على الحرية فإن ذلك سيكون سبباً في انحراف تربيتهم وثبوت الشر في أنفسهم والعصيان، وكل ذلك يؤدي إلى تزلزل عزة الطفل وثقته بنفسه ومكانته وشخصيته.
فائدة التدخل: مع جميع العنايات الموجودة لحفظ استقلال وحرمة شخصية الطفل، من الضروري جداً ان يتدخل الاولياء في بعض اموره الضرورية، وعندما يتجه الى الخطر وهو لا يعلم ذلك، او احتمال وجود الضرر للآخرين من خلال عمله، بالإضافة الى ذلك عندما يتوقع صدور ما يخالف الشرع او القانون منه، وجب علينا ذلك التدخل في اعماله ووضع الحواجز امام طريقه.
هناك حالة اخرى تحتاج الى التدخل: وهي عندما يريد الوالدان مساعدته في معرفة المحيط المجاور له وتشخيص موجبات رشده وزيادة تجاربه.
وكذلك عندما يعزمون على ادخال مفهوم مهم في ذهنه ويعلمونه كيفية تحليل المسائل وتجزئتها.
هذا المدخل من مبدأ الحق ومن وظيفة الأولياء لأنهم يتحملون مسؤولية رشد وسلامة الأبناء، وهذه الوظيفة بدون مراقبة وسيطرة لا يمكن محيها؟
ولا بد من الإشارة هنا الى انه لا يحق للأبوين التدخل في جميع المسائل وان كانت بسيطة وجزئية.
مجرد المراقبة امر ضروري لكن لا يجوز ان يتعدى ابعاده بحيث يضيق حالهم ويجعلهم يتشائمون، وكذلك لا يجوز ان يطفئ نور الامل بالحياة في قلب الابن او يحبوه على العمل السري، على اية حال فان البيت هو ملجأ الطفل الأمين.
حدود التوقعات من الطفل
ان الطفل يحق له التعبير عما في داخله بجميع المراحل والاعمار وإبداء الرأي في كل ما يتعلق بحياته ولكن لا يعني ذلك أن يصل الأمر الى التجرأ والوقاحة وإنما نظهر سرورنا من الاستماع لحديثه لأن بعض أحاديهم حقة وتستحق الاستماع.
يجب أن تكون حدود توقعنا من الطفل قائمة على أسس العمر والوسع وقدرة الفهم والإدراك. أي إن ذلك يشترط بفهم الطفل للأمر المعني ودركه وله القابلية على أدائه مع وجود إمكانية مراعاة ضوابطه. يجب أن لا يتصور بأن البيت كقاعة الجنود، لكن يحق له أيضاً أن يتذوق طعم الحرية والراحة والأمن والتصرف الطفولي.
وبالمقابل من المهم أن يحسن الأولياء الظن بأبنائهم ويعلمون بأن ذلك يؤدي إلى الشخصية الصالحة، ولهذا يفترض بهم تعديل أسلوب الأمر والنهي وأن تكون أوامرهم منطقية وعقلية، ويجب عليهم أخذ مكانة الطفل بنظر الاعتبار والحيلولة دون سقوطه فى واد أو طريق خطر عليه.
قواعد الإشراف
- يجب ابتداء إظهار حبكم إليهم واحترامكم وتقديركم لهم.
- توضيح الغاية من تدخلكم (أحياناً في أمورهم أو منعهم عن بعضها) بأن ذلك يصب في مصلحتهم ولحفظ سلامتهم وتأمين سعادتهم.
- توضيح موارد المنع لهم والإشارة إلى أسبابه حد الإمكان مثلاً: وضح لهم بأن لمس سيم الكهرباء الفاقد للغلاف خطر عليهم أو العب بالسكين أو الزجاج المكسور.
- اهتموا باعطائه فرصة للتعبير عن رأيه وتبيان ما يجول في خاطره لأن هذا قد يدفع عنه الكثير من الأخطار.
- فتح مجال العمل أمامه في نفس وقت السيطرة والنظاره، ودعه يتنفس الصعداء في جو حر.
- من الممكن أن تكون هناك ضرورة لاستعمال أسلوب الإلقاء معه عن طريق إظهار ما نريده على لسان الطفل وانطباق عمله مع الرغبات المفيدة له.
- يجب أن نتعامل معه بالصورة التي لا يشعر معها بالعبودية والخطر على مصالحه.
- من المحبب أن تتدخل بأعماله بصورة غير مباشرة لكي لا يتثاقل من ذلك.
- مع جميع الألطاف والاحترامات للطفل ولتقريبه منك حاول الاحتفاظ بشخصيتك وحرمتك أمامه ولا تسمح له التلاعب بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ فإنك مسؤول عما ولّيته، رسالة الحقوق للإمام السجاد (عليه السلام).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|