المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05



حروب بني عدّي بن كعب بن لؤي في الإسلام  
  
3555   09:56 مساءً   التاريخ: 28-3-2021
المؤلف : ابن حبيب البغدادي
الكتاب أو المصدر : المنمق في اخبار قريش
الجزء والصفحة : ص294- 325
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / مدن عربية قديمة / مكة /

حروب بني عدّي بن كعب بن لؤي في الإسلام

إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي [1] قال حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي عن سعيد بن عبد الكريم عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب عن أبيه قال: كان من حديث الحرب التي كانت بين عدي ابن كعب في الإسلام أن أبا الجهم [2] بن حذيفة بن غانم كان من رجال قريش في الجاهلية وكان يوازن عمر بن الخطاب قبل إسلامه في [3] غيلته [4] لرسول [5] الله صلى الله عليه وآله ومعاداته، فأكرم الله عمر بما أكرمه من الإسلام واستجاب فيه دعوة نبيه عليه السلام وأعزّ به دينه وأبطأ أبو الجهم عن الإسلام حتى أسلم يوم الفتح [6] ، ثم انتقل إلى المدينة ولزم النبي صلى الله عليه وآله، وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله  أتي بخميصتين [7] سوداوين فلبس إحداهما [8] وبعث بالأخرى إلى أبي الجهم، وكانت خميصة رسول الله صلى الله عليه وآله  ذات علم فكان إذا قام إلى الصلاة نظر إلى علمها فكرهها لذلك وبعث بها إلى أبي الجهم بعد ما لبسها لبسات وأرسل إلى خميصة أبي الجهم فلبسها بعد ما لبسها أبو الجهم لبسات، وكان أبو الجهم في خلافة عمر يجلس في موضع البلاط [9] بالمدينة في أشياخ من نظرائه من أهل مكة يتحدثون، فكان الفتى من فتيان قريش يمر بهم فيرمونه بعيوب آبائه وأمهاته في الجاهلية، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فنهاهم عن ذلك المجلس، فلما قتل عثمان بن عفان خرج به نفر من قريش ليلا ليصلوا عليه ويدفنوه فأتاهم جبلة بن عمرو الساعدي فمنعهم الصلاة عليه، فقال أبو الجهم وهو في القوم: والله! لئن لم تصلوا عليه لقد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكانت تحت أبي الجهم خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس [10] فولدت له محمد بن أبي الجهم، وكان له حميد [11] بن أبي الجهم وأمه حبيبة [12] بنت الجنيد بن جمانة [13] بن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي، وكان له صخر وصخير [14] من أم ولد [15] ، وكان له عبد الرحمن من أم ولد، وعبد الله الأصغر وسليمان من أم ولد يقال لها زجاجة [16] وهي أخيذة [17] من غسان، وكان بنو أبي الجهم أشداء [18] جلداء [19] ذوي شر وعرام [20] ، ولم يكن يتعرض لهم أحد إلا آذوه، فكان السلطان منهم في مؤونة ومشقة، وقد كان عمرو بن الزبير يمد حبلا فيعترض به الطريق وهو في أيدي حبشانة، فإذا مر إنسان علقوه فيسقط على وجهه، فمر الحسن بن علي عليه السلام فقال له حبشانة: يا ابن رسول الله! نحن مأمورون، فقال رضي الله عنه: سفيه لو يجد مسافها، وعدل عنهم إلى طريق آخر فمر بهم أبو الجهم وهو مكفوف فعلقوه فسقط، فلما أتى منزله جمع بنيه ثم أخرج ذكره فبزق عليه وقال: لو خرج من هذا حر [21] ما فعل بي ما فعل، فمشى بنوه إلى دار عمرو [22] فأشعلوا بابه بالنار يلتمسون أن يخرج إليهم، فلم يفعل، فخرج إليهم مروان بن الحكم وهو أمير المدينة في خلاف معاوية حاجا فبينا هو يسير يوما في مركبه في بعض الطريق دنا منه عبد الله بن مطيع ابن الأسود فكلمه بشيء فرد عليه مروان فأجابه ابن مطيع فأغلظ له في القول، فأقبل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف وهو يومئذ على شرط مروان فضرب وجه ناقة ابن مطيع بسوطه وقال: تنح، فتنحى، وأقبل صخير بن أبي الجهم يتخلل الموكب حتى دنا من مصعب فخطم [23] أنفه بالسوط ثم ولّى وهو على ناقة له مهرية [24] بكرة [25] وأمسك مصعب على أنفه ثم دنا من مروان فأخبره الخبر واستعداه على صخير، فوقف مروان وغضب غضبا شديدا وقال: عليّ به، والله لأقطعن يده! فقال ابن مطيع: لقد أردت أن تكثر جذمي [26] قريش، فاتبعه قوم فلم يقدروا [27] عليه ولم يتعلقوا به حتى نجا، فلما انتهى القوم إلى مكة وقضوا حجهم بعث عبد الله بن مطيع جارية له يقال لها خيرة ذات ميسم وعقل ولسان وكان ابتاعها بأربعة آلاف درهم إلى عبد الملك بن مروان وهو يومئذ غلام بطرفة [28] وقال لها: تعرضي لصاحب الشرط، فإن كلمك فكلميه وضاحكيه، فانطلقت الجارية ففعلت ما أمرت به، فلما مرت بمصعب بن عبد الرحمن سألها لمن هي وما أمرها؟ فأجابته وراجعته الكلام، فأعجبته فبعث إلى عبد الله بن مطيع يسومه بها، فبعث بها إليه فقبضها مصعب وبعث إليه بثمنها، فأبى أن يقبله وقال: إن مثلي لا يبيع مثلك، فلما حضر الصدر [29] ركب عبد الله بن مطيع وعبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي إلى مصعب ابن عبد الرحمن فاستوهباه الضربة [30] التي يطلب بها صخير بن أبي الجهم فوهبها [31] لهما، فلما قدموا المدينة أرسل في ذلك صخير بن أبي الجهم أبياتا من رجز فبلغت مصعبا فندم على ما كان منه ولم يجد بدا من التمام عليه، وذلك قول صخير بن أبي الجهم: (الرجز)

نحن خطمنا [32] بالقضيب مصعبا ... يوم كسرنا أنفه ليغضبا

لعل حربا بيننا أن تنشبا [33] ... لأن عبدا قد تعالى [34] مرقبا

وكان في القوم هجينا مغربا [35] ... ضربته بالسوط حتى أندبا

وما أبالي قول من تعصبا ... إذا مشت [36] حولي عديّ غضبا [37]

وارتكبت [38] خيرة منه مركبا ... ولعبت منه وتلهو [39] ملعبا

ثم أبينا عاتبا إن يعتبا [40] ... فلا يجد إلا السلاح مذهبا

ثم إن خولة [41] بنت القعقاع كبرت وسقمت ووجعت مفاصلها وثقلت رجلاها فأتاها أبو الجهم بعد ما تطاول وجعها ذات يوم يعودها، فقالت له:

إني مسحورة وإن زجاجة [42] هي التي سحرتني، وقد قيل لي إن شفائي في مخ ساقيها إن ادهنت به، وإلى أن فعلت لم يكن دون شفائي شيء، فقال أبو الجهم وكانت فيه بقية من عمية [43] الجاهلية: نعم لك ذلك وقلّ لك، ثم خرج من عندها ونمى الخبر إلى أم ولده إلى ابنيها عبد الله وسليمان [44] فأتيا أباهما فذكر له الذي بلغهما من ذلك فوجدا رأيه عليه، وأخبرهما أنه فاعل، فعظّما عليه وذكّراه الله تعالى والإسلام والحق، فأبى وقال [45] : ليست أمكما عندي كخولة ولا أنتما عندي كولدها، فلما أعياهما انطلقا إلى خولة وكلماها وقالا لها: إنك لم تسحري وإنما الذي بك داء من الأدواء التي تعرض للناس، وهذا من قول النساء وقول من لا رأي له ولا عقل، فاتقي [46] الله وكفي عنا ولا تحملي أبانا على ما لا ينبغي أن يركبنا به، فقالت لهما: أمكما سحرتني وقد كنت أظن ثم حقق ظني ما أتيت به من الخبر، فانصرفا عنها وأتيا إخوتهما فذكرا لهم ما قال أبوهما وما قالت خولة وسألاهم [47] أن يكفوهما عما هما عليه من سوء رأيهما، فقال محمد وهو ابن خولة: ما يأمرنا أبونا وأمنا بشيء حسن ولا قبيح إلا أطعناهما فيه، وتابعه إخوته الآخرون صخر وصخير وعبد الرحمن على قوله وكانوا على مثل رأيه، وأما حميد فكان غائبا بالعراق، فأغلظا لهم القول وقالا [48] : إن كنا [49] عذرنا شيخا كبيرا أو امرأة كبيرة سقيمة سفيهة لرأيهما [50] رأي النساء فما عذركم عندنا، والله لا يكون هذا أبدا حتى نقتل وو الله لا نقتل حتى يقتل بعضكم فلا تبقوا إلا على أنفسكم، ونشب الشر بين بني أبي الجهم وشغلوا عن الناس وصار بأسهم بينهم، وخرج عبد الله وسليمان ابنا أبي الجهم فأتيا عبد الله بن عمر بن الخطاب فقصّا عليه القصّة وسألاه أن يمنعهما وينصرهما، فقال: سبحان الله! هذا أمر لا يكون، منع الإسلام هذا ونحوه، فجعلا يعيدان عليه الحديث فيخبرانه بما قالا وقيل لهما، فلا [51] يصدق بأن ذلك يكون، فخرجا من عنده فلقيهما المسور [52] ابن مخرمة [53] الزهري فسألهما عن شأنهما، فأخبراه الخبر وذكرا له ما كلماه عبد الله وما رد عليهما، فقال لهما: إن ابن عمر قد نزل عن الدخول [54] في اختلاف أمة محمد صلى الله عليه وآله  وسلم فكيف يدخل في اختلاف بني أبي الجهم، اعمدا إلى من هو أشرع إليكما منه وإلى ما تريدان، فانطلقا حتى دخلا على عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فقصّا عليه قصتهما إلى أن بلغا [55] ذلك الموطن فأفزعه ما أتيا [56] به وقال: مهلا انظر في هذا الأمر وأتثبت [57] فيه وأعلم حقه من باطله، فدعا ابنه عمر بن عبد الرحمن وهو ابن الثقفية [58] وكان يقال له المصوّر من حسنه وجماله وكان قد وفد على معاوية وأقام عنده شهرا ثم قام إليه يوما فقال: يا أمير المؤمنين! اقض لي حاجتي، فقال له معاوية: أقضي لك أنك أحسن الناس وجها، ثم قضى له حاجته ووصله وأحسن جائزته، فقال له عبد الرحمن: يا بني! انطلق إلى عمك أبي الجهم فسل عنه وعن حاله وعن صاحبته ووجعها [59] ثم ادخل على ابنة القعقاع فسلم عليها واقعد إليها وسلها عن وجعها وما تجد ثم أحص [60] ما يردان عليك من القول، ثم أقبل إليّ، فانطلق الفتى ففعل ما أمره به أبوه، فلما سأل أبا الجهم عن امرأته قال: إنها لسقيمة لا تحرك يدا ولا رجلا ولا تقلب إلا ما قلبت وقد [61] قيل لها إنها مسحورة وإن شفاءها قريب مني، ثم دخل إلى خولة فسلم عليها وجلس إليها واستخبرها عن وجعها فجاءته بمثل ذلك وقالت له: سحرتني، وقد وعدني أبو الجهم أن يذبحها وينزع لي مخ ساقيها فأدهن به، فانصرف عمر بن عبد الرحمن فزعا مروعا لما سمع ولم يكن بلغه الأمر قبل، فأبلغ أباه ما قال وما قيل له وعبد الله وسليمان جالسان عنده فقال لهما عبد الرحمن: ما أرى الأمر إلا حقا وأيم الله! لا يصلون إلى ما يريدون منكما ومن أمكما أبدا إن شاء الله، وأمرهما بأن [62] يحملا [63] أمهما وما كان لهما من أهل ومال ثم ينتقلا إليه، ففعلا فأنزلهما في دار مولاه عبيد بن حنين وهو مولى أمه لبابة بنت أبي لبابة [64] الأنصارية وكانت [65] من سبي عين التمر [66] الذين سباهم خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق ،وكان عبيد بن حنين لبيبا فقيها علامة، وكان عبد الرحمن بن زيد حين ولي مكة ولاه قضاء [67] أهل مكة، وانطلق عبد الله وسليمان ابنا أبي الجهم إلى عاصم بن عمر بن الخطاب فقصّا عليه أمرهما وأخبراه بما كان من رأي عبد الرحمن فيهما فقال لهما: وأنا معكما ولن [68] يصل إليكما شيء تكرهانه، وانطلقا إلى زيد بن عمر بن الخطاب وأمهم [أم-] [69] كلثوم بنت علي بن أبي طالب عليه السلام فأخبراها الخبر وسألاه النصر، فأجابهما وقال: لا هضيمة [70] عليكما ولا ضيم [71] ، وأتيا بني عبد الله بن عمر بن الخطاب الأكابر عمر ومحمدا وعثمان وأبا بكر وأمهم أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زرارة [72] فأخبراهم الخبر وسألاهم النصر فوعدوهما ذلك، وأتيا ابني سعيد [73] بن زيد بن عمرو بن نفيل: زيدا [74] وعبد الله، وأمهما جليسة بنت سويد بن صامت الأنصارية ومحمدا وإبراهيم ابني سعيد [75] وأمهما حزمة بنت قيس الفهرية أخت الضحاك بن قيس فوعدوهما النصر، وأتيا بني سراقة وبني المؤمل فأجمعوا على نصرهما ومعونتهما، ولما رأى بنو أبي الجهم الأكابر ما فعل أخواهم انطلقوا إلى عبد الله بن مطيع بن الأسود فأخبروه خبر أخويهم واستنجادهما بني الخطاب وغيرهم من قومهم ومن ظاهرهما [76] منهم، وكان بنو أبي الجهم يد عبد الله بن مطيع وناهضته [77] في كل مهمة نزلت به وأمر أراده، فقال لهم: أما ما أردتم بذات حرمتكم وأم ولد أبيكم فإني لا أرى أن أعلم [78] علمه ولا أن أدخل معكم فيه وأما غير ذلك فو الله لو أن أخي وابن أمي وأبي عاداكم لنصرتكم عليه، ثم مشوا في رهطهم بني عويج [79] بن عدي فلما علموا أن عبد الله بن مطيع قد تابعهم وشايعهم مالوا إليه ثم لم يتغادر منهم أحد منهم سليمان [80] بن أبي حثمة [81] بن حذيفة وحكيم بن مؤرق [82] بن حذيفة وهما أخوان لأمهما الشفاء [83] بنت عبد الله [بن شمس بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب-] [84] عبد الرحمن بن حفص ابن خارجة بن حذافة بن غانم [و-] [85] عبد الرحمن بن مسعود بن الأسود ابن حارثة ونافع بن عبد عمرو بن عبد الله بن نضلة [86] بن عوف وإبراهيم ابن نعيم وصالح [87] بن النعمان بن عدي الذي استعمله [88] عمر بن الخطاب على دستميسان [89] صاحب الجوسق المتهدم [90] ولم يستعمل أحدا فيما علمناه من بني عدي غيره فافترقت بنو عدي فرقتين ووقع الشر ونشبت العداوة بينهم وكان كهولهم يقعدون في منازلهم ويخرج شبابهم ليلا فيجتلدون بالعصي ويرمون بالحجارة ولا يفترقون إلا عن شجاج [91] وجراح وكسر أيد وأرجل، فطال ذلك البلاء بينهم وكانوا إذا لم يخرجوا يرتمون ليلا من السطوح بالنبل والحجارة وكان من أشد وقعة كانت بينهم ليلة التقوا فيها بحرة وأقم [92] ففقئت عين نافع بن عبد عمرو وكسرت رجل صالح بن النعمان وثقل على بني أبي الجهم الأكابر موازرة بني الخطاب رهطهم [93] [و-] [94] إخوتهم وأرادوا أن يستظهروا ببعضهم فأتوا واقد بن عبد الله [95] وسالم بن عبد الله وهما يومئذ فتيان حدثان فذكرا لهما تظاهر العشيرة عليهم وشكوا بني عبيد الله بن عمر وقالوا: كنا بهم واثقين لقرابتنا بهم من قبل الخؤولة مع الذي كنا عليه من المودة والملاطفة فصاروا [96] علينا ألبا [97] واحدا وأعوانا وكان بين بني عبد الله وبني عبيد الله بعض ما يكون بين بني العم فقارباهم في القول والهوى ولم يقدرا [98] على المعونة لهيبة أبيهما، فانصرفوا عنهم راضين، وأقبل حميد بن أبي الجهم من العراق ومعه الحر بن عبيد الله بن عمر [99] أمه أم ولد وكان بنو عبد الله يدفعونه، فأعانا عبد الله [100] وسليمان [101] فقال عبد الله بن أبي الجهم يذكر ما كان بينهم بحرة واقم: (الطويل)

رددنا بني العجماء [102] عنا وبغيهم ... وأحمر عاد في الغواة الأشائم [103]

بحول من الله العزيز وقوة ... ونصر على ذي البغي حامي [104] المآثم [105]

وذكر ابن زيد [106] ذي الفضائل [107] إنه ... له عادة يجري بدفع المظالم

أقام لنا منه قناة صليبة ... ولم يستمع فينا مقالة لائم [108]

وأحضر فينا عاصم [109] الخير نصره ... وما خار [110] فرد مستغيث [111] كعاصم

وزيد [112] أتيناه فهش ولم يخم [113] ... لدن أن ندبناه ابن خير الفواطم [114]

وآل سعيد [115] قد أثابوا بعزهم ... وآل عبيد الله [116] زين المواسم

فإن تلقني يوما تجدني مؤيدا ... بنصر الإله والكهول الخضارم [117]

سراقة [118] حولي والمؤمل كلها ... وفيهم قديما سابقات المكارم

أبينا فلم نعط العدو [119] ظلامة ... ونحمي حمانا بالسيوف الصوارم

ألم ينهكم ما قد أصاب سراتكم ... معا إذ لقيناكم بحرة وأقم

لقيتم رجالا لم يهابوا قراعكم ... ولم ينكلوا في المأزق [120] المتلاحم

فأجابه صخر بن أبي الجهم: (الطويل)

ألا أبلغا عني عبيدا [121] بأنه ... سيرجع عما قال مرجع نادم

أفارقت عزّا كنت أوسط أهله ... وصرت إلى خزي [122] وذل ملازم

متى تدع في الخطاب [123] لأمك منهم ... بحق يقين القول لا قول زاعم

وليس ابن زيد [124] بالمناضل عنكم ... ولا عاصم [125] والحلم مرسوس عاصم

ولا بمهين عرضه [126] بحمائكم [127] ... ونصركم منا ابن [128] خير الفواطم

وأما السعيديون [129] والبر منهم ... وأبناء [130] ذات المجد من آل دارم

فنحن بهم أوفى ويعطف ودهم ... شوابك أرحام النساء الأكارم

ونفزع في جل الأمور محالة ... إلى واقد [131] ذي الفضل منا وسالم [132]

وإني امرؤ لم أدع غير مكذب ... مجاهرة في الغانمين ابن غانم [133]

وحولي من الأكفاء أكرم أسرة ... إذا عد في الأحياء أهل المكارم

بنو نضلة [134] الأخيار لا حي مثلهم ... وآل نعيم [135] والذرى [136] والغلاصم [137]

أتنسون ما لاقيتم من شقائكم [138] ... وجبنكم [139] منا بحرة وأقم [140]

ثم التقوا ليلة عند أحجار الزيت [141] فافترقوا عن شجاج وجراح وآثار قبيحة، فقال في ذلك صخر بن أبي الجهم: (الرمل)

ازجروا طير حروب للموالي [142] ... أبنحس [143] اطلعن [144] أم بسعد

قد جرت نحسا لكم واحتوينا ال ... فوز منها مسعدين [145] كل جدّ

إن نكن ملنا عليكم بعضب [146] ... وعلوناكم بأرعن [147] معدّ [148]

فعلى [149] غير قلي وكينة [150] ... نسب منكم يصير [151] لبعد

هل رأيتم كابن هند [152] قرشيا [153] ... لاه [154] در الأحوذي [155] ابن هند [156]

هو فيها يوم شب للظاها [157] ... كعفرني [158] ذي زوائد [159] [و-] [160] ورد [161]

ومن الإعجاب [إذ-] [162] أن حميدا [163] ... ذا ندى أقبل في شد ومد [164]

من يكن زوّد حمدا [و-] [165] حميدا ... فله زاد أتى [من] غير حمد

ساق من نحو العراقين [166] إلينا ... بين حر بابلي [167] وعبد

وعبيد [168] يتمنى [169] لوفاتي [170] ... من لكم يا ابن زجاجة [171] بعدي

إن مت تذكر غناء بمكاني [172] ... وتجد يا ابن زجاجة فقدي

 فأجابه عبد الله وقال: (الرمل)

قال صخر الغي جهلا وما ين ... فك يأتي جهله من غير عمد

ذرو قول مفند جاء [173] منه ... وله حذو المكافأة عندي

تلك حرب لكم وعليكم ... وهما الأمران ليسا برشد [174]

ليس فيها حين يحضر جمع ... مرشد يهدي لأمر ويهدي

طيرنا طير السعود ومنها ... نحكم تجري [175] لكم لا بسعد

بابن [176] هند ما فخرتم علينا ... ولقد لاقى التباب ابن هند

إذ تولى الجمع منكم شلالا [177] ... من شباب مترفين [178] ومرد

كافر نعمى حميد وقد كا ... ن بجد الحي ساعة جد

كف عنه القوم حيث تردّى ... بئس شكر المرهق [179] المتردي

ولقد ذقتم هناك نكالا ... ولقيناكم بحد وحرد [180]

 

ثم إن عبد الله بن مطيع ركب ذات يوم يطلع غنما له وبلغ ذلك عبد الله [181] وسليمان ابني أبي الجهم فخرجا يرصدانه لرجعته، وأتى الخبر إخوتهما فخرجوا إليهما وتداعى الفريقان وانصرف ابن مطيع، فالتقوا بالبقيع [182] فاقتتلوا، وتنوول ابن مطيع بعصا، فنالت مؤخرة السرج فكسرته، وأقبل زيد بن عمر بن الخطاب ليحجز وينهى بعضهم عن بعض فخالطهم فضربه رجل منهم في الظلمة وهولا يعرفه ضربة على رأسه شجته [183] ، فصرع [184] وتنادى القوم زيدا زيدا، فتفرقوا وسقط في أيديهم، وأقبل عبد الله بن مطيع فلما رآه صريعا نزل ثم أكب عليه فناداه: يا زيد! بأبي أنت وأمي- مرتين أو ثلاثا، ثم أجابه فكب ابن مطيع ثم حمله عل بغلته حتى أداه إلى منزله فدووي زيد من شجته تلك حتى أفاق [185] وقيل قد برئ [186] ، وكان يسأل من ضربه فلا يسمونه [187] ، قال الحزامي: وسمعت أن خالد بن أسلم مولى عمر [188] بن الخطاب ،أصابه برمية وهو لا يعرفه، وهو أثبت من الأول، فقال في ذلك عبد الله بن عامر بن ربيعة [189] العنزي حليف آل الخطاب: (الرجز)

إن عديا ليلة البقيع ... تفرقوا [190] عن رجل صريع

مقابل [191] في الحسب الرفيع ... أدركه شؤم بني مطيع

وقال عاصم بن عمر لأخيه زيد يذكر ما كانوا فيه: (الطويل)

مضى عجب من أمر [ما-] [192] كان بيننا ... وما نحن فيه بعد من ذاك [193] أعجب

تعدى [194] جناة الشر [من-] بعد إلفه ... رجونا وفينا فرقة وتحزّب

مشائيم جلابون للشر مصحرا ... وللغي في أهل الغواية مجلب

إذا ما رأينا صدعهم لم يلائموا [195] ... ولم يك فيهم للمزايل مرأب

ويأبى لهم فيها شراسة أنفس ... وكلهم مر النحيزة [196] مصعب

فيا زيد صبرا حسبة [197] وتعرضا [198] ... لأجر ففي الأجر المعرض مركب

ولا تكتمن [199] ما [200] نالك اليوم إن في ... شبابك من يسعى بذاك [201] ويطلب

ولا تأخذن [202] عقلا [203] من القوم إنني ... أرى الجرح يبقى والمعاقل [204] تذهب

كأنك لم تنصب [205] ولم تلق أزمة [206] ... إذا أنت أدركت الذي كنت [207] تطلب

وقال محمد بن إياس بن البكير [208] حليف بني عدي بن كعب: (الرمل)

إن ليلي طال والليل قصير ... طال حتى كاد صبح لا ينير

ذكر أيام عرتنا منكرات ... حدثت فيها أمور وأمور

زاد فيها الغي جهلا فترامى ... وتولى الحلم ذلا ما يحور [209]

فالذي يأمر بالغي مطاع ... والذي يأمر بالعرف دحير [210]

لقحت حرب عدي عن حبال [211] ... فرحى حربهم اليوم تدور

إن صخرا وصخيرا أرهقانا [212] ... مفظعات عقبة [213] الشر الشرور [214]

قذفتنا بهم في كل يوم ... قلع مستردفات وصخور

ثم إن الشجة انتقضت بزيد بن عمر فلم يزل منها مريضا وأصابه بطن [215] فهلك رحمه الله، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب عليهم السلام وكانت تحت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام، مرضا جميعا وثقلا ونزل بهما وأن رجالا مشوا بينهما لينظروا أيهما يموت قبل صاحبه فيرث [216] منه الآخر وأنهما قبضا في ساعة واحدة، ولم يدر أيهما قبض قبل صاحبه فلم يتوارثا.

 

وذكر عمرو بن جرير البجلي أن زيدا صمخ [217] في صلاة الغداة فخرجت أمه وهي تقول: يا ويلاه! ما لقيت من صلاة الغداة، وذلك أن أباها وزوجها وابنها كل [واحد منهم-] [218] قتل في صلاة الغداة، ثم وقعت عليه فرفعا ميتين، فحضر جنازتيهما الحسن بن علي عليه السلام عليهما الصلاة والسلام وعبد الله بن عمر، فقال ابن عمر للحسن عليه السلام: تقدم فصل على أختك وابن أختك، فقال الحسن عليه السلام لعبد الله بل تقدم فصل على أمك وأخيك، فتقدم ابن عمر فصلى عليهما صلاة واحدة وكبر أربعا. وقال محمد بن إياس بن البكير [219] يرثي زيدا ويذكر أمرهم: (الوافر)

ألا يا ليت أمي لم تلدني [220] ... ولم أك في الغواة لدى البقيع

ولم أر مصرع ابن [221] الخير زيد ... وهدّ به [222] هنالك من صريع

هو الرجل [223] الذي عظمت وجلت ... مصيبته على الحي الجميع

كريم في النجار [224] تكنفته [225] ... عروق المجد والحسب الرفيع

شفيع الجود ما للجود حقا ... سواه إذا تولى من شفيع

أصاب الحي حي بني عدي ... مجللة [226] من الخطب الفظيع [227]

وخصهم لشقاء به خصوصا [228] ... لما يأتون من سوء الصنيع

بشؤم بني حذيفة [229] إن فيهم ... معا نكدا وشؤم بني المطيع

وكم من ملتقى خضبت حصاه ... كلوم القوم من علق [230] نجيع [231]

ثم إن معاوية بن أبي سفيان لما تتابعت عليه أخبارهم أعظم الذي أتاه من ذلك وبعث إلى أبي الجهم بن حذيفة فأتاه بالشام فاحتفى به [232] وأكرمه وعتبة فيما بلغه عن بنيه وقومه وعزم عليه ليكفنّهم عما كانوا عليه حتى يصلح الذي بينهم ويعود إلى الأمر الجميل، وبعث إليه بمائة ألف درهم جائزة، فلما وصلت إليه استقلها وقال: اللهم غيّر! ثم انصرف إلى المدينة قاطعا ذلك الأمر، واصطلح القوم وكف بعضهم عن بعض.

ولما هلك معاوية واستخلف يزيد وفد عليه أبو الجهم فيمن وفد عليه من قريش، فلما أراد أن يأمر بجائزته سأل كم كان معاوية أعطاه؟ فقيل له مائة ألف، فحط عنها عشرة آلاف وبعث إليه تسعين ألفا، فلما وصلت إليه استقلها وقال: اللهم غير! فلما هلك يزيد وفد أبو الجهم على عبد الله بن الزبير ليفرض له فأمر له بخمسة آلاف درهم، فلما وصلت إليه قال: اللهم لا تغير! فإنك إن غيرت جئتنا بقردة وخنازير، وقال الحزامي [233] : وسمعت أن ابن الزبير أعطاه عشرة آلاف درهم.

قال الحزامي: ولما خرج عبد الله بن الزبير وغلب على مكة وسار الحسين [234] بن علي عليهما السلام إلى العراق بلغ يزيد بن معاوية أن عبد الله ابن مطيع قد أراد أن يثور بالمدينة وأشفق من ذلك فكتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو يومئذ عامله على المدينة يأمره أن يأخذ ابن مطيع فيحبسه في السجن قبله ويكتب إليه بذلك ليكتب إليه برأيه فيه، فأخذه الوليد فحبسه في السجن، فلبث [235] فيه أياما، ثم إن عبد الله بن عمر بن الخطاب أقبل حتى جلس في موضع الجنائز بباب المسجد، فاجتمعت إليه رجال بني عدي بن كعب في أمر ابن مطيع، ثم بعث إلى الوليد بن عتبة أن ائتنا [236] نذكر لك بعض شأننا، فأتاه الوليد فجلس فتكلم عبد الله بن عمر فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم أقبل على الوليد فقال: استعينوا بالله والحق على إقامة دينكم وما تحاولون من صلاح دنياكم ولا تطلبوا إقامة ذلك وإصلاحه بظلم البراء وإذلال الصلحاء وإخافتهم، فإنكم إن استقمتم أعانكم الله وإن جرتم وكلتم إلى أنفسكم، كفوا عن صاحبنا وخلوا سبيله فإنا لا نعلم عليه حقا فتحبسوه عليه، فإن زعمتم بأنكم حبستموه على الظن والتهم فإنا لا نرضى أن ندع صاحبنا مظلوما مضيما [237] فقال الوليد: إنما أخذناه فحبسناه بأمر أمير المؤمنين فننظر وتنظرون ونكتب [238] وتكتبون فإنه لا يكون إلا ما تحبون، فقال أبو الجهم: ننظر وتنظرون ونكتب وتكتبون وابن العجماء [239] محبوس في السجن، أما والله حتى لا يبقى [240] منا ومنكم إلا الأراذل لا يكون [241] ذلك، فقام الوليد فانصرف، وخرج فتيان من بني عدي بن كعب فاقتحموا السجن، فلما سمع ابن مطيع أصواتهم ظن أن الوليد قد بعث إليه من يقتله، فوثب يلتمس شيئا يمتنع به ويقاتل، فلم يجد إلا صخرة ملء الكف، فأخذها ودخل أصحابه عليه فلما عرفهم طرحها وكبر واحتملوه فأخرجوه فلحق بابن الزبير. وبلغنا أن أبا الجهم بن حذيفة أدرك بنيان الكعبة حين بناها عبد الله بن الزبير فعمل فيها مع من كان يعمل فيها من رجال قريش ثم قال: قد عملت في بنيان الكعبة مرتين مرة في الجاهلية بقوة غلام وفي الإسلام بقوة كبير فان، وقال أذينة [242] بن [243] معبد الليثي يمدح بني عدي بن كعب ويذكر تخليصهم [244] عبد الله بن مطيع من السجن: (البسيط)

عزت عدي بن كعب في الكياد [245] ومن ... كانت عديّ له أهلا وأنصارا

نجّت عدي أخاها بعد ما خصفت [246] ... له المنية أنيابا وأظفارا

تأبى الإمارة إلا ضيم سادتها ... والله يأبى [247] لها بالضيم إقرارا

ومن يكن من عدي ينتزح [248] بهم ... عن الأذى أو نزيلا فيهم جارا

فكم ترى فيهم يوما إذا حضروا ... ذوي بصائر [249] في الخيرات أبرارا

وسادة فضلوا مجد ومكرمة ... ساسوا مع الحلم أحسابا وأخطارا

يعم بذلهم الأحياء قاطبة ... كالنيل [250] يركب بلدانا وأمصارا

بهم ينال أخوهم بعد همته ... وتقتضي بهم الأوتار [251] أوطارا [252]

وذكر الحزامي عن ابن شهاب [253] أن أبا الجهم بن حذيفة قال: ليلة أتى بابنه محمد بن أبي الجهم مقتولا حين قتله مسرف [254] وذلك أن مسلم بن عقبة المرّي لما قتل أهل الحرة [255] وظفر بالمدينة أخذ الناس بالبيعة ليزيد ابن معاوية على أنهم [256] عبيد قنّ ليزيد، فأبى ابن أبي الجهم أن يبايع على أنه عبده، فقدّمه فضرب عنقه، فلما رأى الناس ذلك بايعوا على ذلك، وأتى [257] بعلي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب فقال له: بايع على أنك عبد قن، فثار الحصين بن نمير الكندي ثم السكسكي وكان معه من كندة أربعة آلاف فقال: والله لا يبايع ابن أختنا على هذا أبدا، فخشي أبو مسلم أن ينتشر عليه أمره، فبايعه على أنه ابن عمر أمير المؤمنين، ورده مسلم إلى منزله على بغلته وسأله أن يرفع إليه حوائجه، وبايع سائر الناس عل أنهم عبيد- والله ما وترت [258] قط إلا الليلة، وعنده ناس من بني أمية فيهم ختنه على ابنته أمية بن عمرو بن سعيد وعنده يومئذ سعدى [259] بنت أبي الجهم فقال أبو الجهم: إنكم يا بني أمية تظنون أن دمي في بني مرة [260] لا [261] والله ما دمي هنالك، ولا أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال القائل [262] : (الطويل)

ونحن لأفراس أبوهن واحد ... عتاق جياد ليس فيهن مجمر [263]

وما لكم فضل علينا نعده [264] ... سوى أنكم قلتم لنا نحن أكثر

ولستم بأثرى في العديد لأننا ... صغار وقد يربو الصغير فيكبر

 

قال: فلما خرجت بنو أمية في خرجتهم الآخرة إلى الشام جمع حميد بن أبي الجهم رجالا من قريش وغيرهم فأدخلهم دار أبيه أبي الجهم بن حذيفة وقال تصيبون ثأركم من بني أمية يريد بدماء من قتل مسلم بن عقبة يوم الحرة منهم فجمعهم حتى كانوا [265] قريبا من مائة رجل، منهم عبيد الله بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وعبد الله بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وسلمة بن عمر بن أبي سلمة ومحمد بن معقل بن سنان الأشجعي وعمر بن شويفع بن عثمان بن حكيم السلمي حليف بني عبد شمس ويحيى بن عبد الرحمن بن سعد في رجال كثير فأدخلهم الدار عشاء عليهم الحديد، فأقبل أبو الجهم من صلاة العشاء وهو يومئذ ابن مائة سنة ونيف، فقال: أصبح غدا أكرم قريش واستسمن ولا تقتلن [266] بأخيك إلا رجلا سمينا، ثم دخل البيت وصبر ساعة لا يسمع الهائعة [267] فخرج خرجة فنادى: حميد- أي حميد! اعضض ببظر أمك، ما لي لا أسمع الهائعة [268] ، قال: يا أبتاه! لا تعجل فو الله! إني لفي طلبهم والتماسهم، ثم رجع فلبث ساعة فأبت نفسه أن تقره، فخرج فنادى: أي حميد، اعضض ببظر أمك: (الوافر)

[و-] [269] لو كنت القتيل وكان [270] حيا ... لقاتل لا أنف [271] ولا سؤوم

فلم يزل ذلك شأنهم يمشون في الأزقة يبتغون الغرة منهم ولا يجدونها حتى أرسلت بنو أمية حسان بن كعب المحنث مولى أبي الجهم فقالوا: اعلم لنا ما في دار أبي الجهم، فانطلق حتى أبصر الكتيبة في سقيفة الدار، فرجع إلى القوم يولول، فقال: الداهية في دار أبي الجهم فاسلكوا بطحان [272] ، فسلكوا تلك الطريق وأغار حميد على دار يعقوب [273] بن طلحة بالبلاط وفيها حمس أهل الشام وعلى دار ابن عامر [274] برومة [275] فانتهب ذلك كله ثم إن ابن الزبير لما بلغه ذلك كتب [276] إلى حميد أنه بلغني أنه لم يكن بالمدينة أحد حي غيرك فانتدب فيمن اتبعك من الناس، فاتبع آثارهم فإنهم يتساقطون تساقط الينّع [277] فاطلبهم ما بينك وبين وادي القرى [278] فأصب [279] منهم ومن أموالهم ما قدرت عليه، فبينا هو يتجهز إذ أتاه كتاب [280] منه آخر أن أبطئ عنهم يومك حتى أكتب إليك [281] ، فإنه أخبر [282] أن عمرا وعمر [283] ابني عثمان قد لويا أعناقهما على ابن الزبير، فحمله ذلك على الانصراف عن بني أمية.

ابن شهاب قال: اقتتل محمد بن أبي الجهم وأبو يسار [284] بن عبد الرحمن ابن شيبة بن ربيعة فصرعه محمد بن أبي الجهم فوطئ على بطنه فأسلحه، فسجنه مروان بن الحكم وهو يومئذ أمير المدينة فقال: أسلحت سيدنا ورجلا منا فو الله لا تنفلت مني حتى أسلحك، فأوطأ بطنه الرجال، فصاح محمد:

يا مروان! إن استى [285] مؤكاة ولست من أستاهكم، فقالت أم أبان [286] :

لا توطئ بطنه فإنه والله ما كان يسلح، فأرسله. قال: وخطب مروان بن الحكم إلى أبي الجهم ابنته سعدى على أخيه يحيى بن الحكم وكان ممن مشى في ذلك مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة وسارية بنت عوف أخت سعدى وأم يحيى فأبى أبو الجهم، وعمرو [287] بن سعيد والي المدينة يومئذ، فأرسل ابن قطن مولى [288] أبي الجهم فأمره أن يطلع رأى أبي الجهم في ابنه أمية بن عمرو [289] وخشي أن يرده كما رد مروان، فذهب ابن قطن فاطلع رأي أبي الجهم، فقال أبو الجهم: سأنظر قي ذلك، ودعا أبو الجهم ابنه حميدا فقال له:ابن أبي أحيحة [290] أحب إليك أم [291] ابن خالتك يحيى بن الحكم؟ فقال له: أنت أبصر وأعلم، ثم جرت الرسل بينهم حتى وعدهم أبو الجهم، فأرسل إلى عبد الله وعاصم ابني عمر [292] وعبد الله بن مطيع في رجال من بني عدي بن كعب، وجاء عمرو بن سعيد في رجال من بني آل سعيد وبني أمية فجلس مع أبي الجهم على السرير وقال: هل تنتظرون من أحد؟ فقال أبو الجهم: ننتظر محمد بن أبي الجهم، اذهب يا غلام! فادع لنا محمدا، فذهب إليه، فقال: لا والله لا أشهدها ولا نكاحها، وعبد الله بن مطيع عند رجليه وصخر بن أبي الجهم عند رأسه فأرسل إلى محمد أني أعزم عليك أن تأتينه، فأقبل يمشي حتى قام بين الناس وقال: انكح أيها الرجل ابنتك، فو الله لا أدخل في شيء من ذلك ولا أشهد نكاحها، وذلك لشيء كان بينه وبين عمرو بن سعيد، ثم تكلم عمرو فذكر ما كان بين أبي الجهم وبين آل سعيد بن [293] العاص وعظم من بيت أبي الجهم وشرفه، ثم تكلم أبو الجهم فذكر عنهم حتى قال: كنتم بيت قومكم وكان شبهكم فيهم شبه الدخنة في قشرها فأخذ ابن مطيع برجله وقال: حسبك يرحمك الله! قال: دعني يا عبد الله بن مطيع! فاني والله ما أنا من الذين [294] ينفسون [295] على العشيرة ولا يتشوفون [296] لهم، فلم يزل ذلك من ابن مطيع حتى رده عن بعض ما يقول، فجعل عمرو بن سعيد ينظر إلى صخر بن أبي الجهم ويقول: يا صخر! انظر إلى هذا وما يصنع ثم أنكحه.

ابن شهاب قال: قدم أبو الجهم بن حذيفة على معاوية وقد كان بينه وبين ثقيف ملاحاة فقال له معاوية: يا أبا الجهم! ما لك ولثقيف يشكونك [297] إلي؟ فقال [298] : ما أعجبك! والله لا أصالحهم حتى يقولوا قريش وثقيف وليتا [299] وج [300] ولا يحبون منا إلا أحمق ولا يحبهم منا إلا أحمق وبذلك نعتبرك من حمقانا [301] وقال في قدمة قدمها عليه أخرى [302] وافدا: يا أبا الجهم! ألم أفرغ من حاجتك؟ قال: بلى غير شيء واحد ذكرته لا بد لي منه، قال: فهلمه، قال: إن بني بكر [303] يتكثرون علينا بأرضنا [304] فابعث إلى بني سامة بن لؤي فأخطط لهم دون الخندق فاجعلهم جناب بني بكر وارزقهم من القرى: خيبر [305] وفدك [306] ووادي [307] القرى، قال: نعم، وماذا زعمت أيضا؟ قال: وإن ثقيفا يتكثرون علينا بوجّ فأكثر من الروم والفرس فأكثر من الروم والفرس حتى تأكلهم بهم، فقال معاوية: مرحبا بك وأهلا! فو الله إن كنت لأحب موافقتك على ما سألتني، أما بنو بكر فقد ملأتكم [308] مقاتلة [309] وكتائب [310] حتى أن الواحد منكم ليغضب مغضبة [311] فيرسل إلى [312] أحدهم فيقاد [313] فيصنع به ما أراد، فارجع فاطلع، فان ابتغيت الزيادة [314] زدتك، وإن رضيت فالله يرضيك [315] ، وأما ثقيف فقد رأيت ما صنعت فيهم أخرجتهم من قرار أرضهم وألحقتهم بالشواهق من السراة، وقالوا: افرض لنا بالعراق، فأبيت [316] ذلك عليهم، وقلت: لا والله إلا بالشام أرض المطواعين لأريحك ونفسي منهم حتى جعلت أموالهم كلها لقريش وملأت الأرض فرسا وبرذونا، فارجع فاطلع، فان رأيت ما يرضيك فالله يرضيك إلا فاكتب إليّ أزدك.

الحزامي قال ابن شهاب: لقي إسماعيل بن [خالد بن-] [317] عقبة بن أبي معيط عيسى بن عبد الله بن شتيم [318] فشجه بالهراوة شجة مأمومة [319] ، ثم مر على سالم مولى ابن مطيع فانتزع سالم منه الهراوة التي شج بها [320] عيسى بن عبد الله فشجه بها، ثم إن بني عقبة بن أبي معيط ثاروا إلى دار بني مسعود بن العجماء [321] التي بالسوق وفيها سالم أبو الغيث فأخبروا بني عدي [322] بحصارهم سالما، فالتقوا بالسوق فاقتتلوا واشتد قتالهم، ثم حجز بينهم فلبثوا حينا، ثم إن عبد الله بن مطيع خرج إلى السوق فعرض له إسماعيل بن خالد [323] بالسيف صلتا حتى ضربه في رأسه ضربة بلغت العظم، ثم إن بني أمية أتوا بإسماعيل إلى ابن مطيع، فقالوا: ها هو ذا نرضيك ونمكنك منه، فقال ابن مطيع: ما أنا بفاعل حتى أشاور [324] أبا الجهم، فأرسل إلى أبي الجهم ما ترى فيه فإنهم قد أمكنوني من حقي، فأرسل إليه أبو الجهم: إن كانوا أعطوك يده تقطعها فاقبل منهم واقبضه حتى ترى فيه رأيك، وأرى إن فعلوا ذلك أن تكسوه حلّة وقميصا وتعفو عنه [325] وترسله، فأعطوه ذلك، فأرسله عشية ذلك اليوم وكساه حلّة، فلبث الناس سنين ثم إن [ابن-] [326] سليمان بن [327] مطيع قدم من مصر فدخل حمام ابن عقبة [328] فوجد فيه الحارث بن عبد الرحمن بن الحكم فتلاحيا [329] فلج السباب [330] بينهما، فقال له الحارث [331] : ألا أراك تسبني وقد ضربنا عمك [332] الضربة التي صارت مثل حر البقرة، فقال الآخر [333] : لا أستطيع لعمري أسابك بعد هذا، فلما خرج [ابن-] [334] سليمان من الحمام دخل على حميد بن أبي الجهم فقال: ألم تر ما لقيت من الحارث بن عبد الرحمن؟ ثم أخبره بما كان بينهما في الحمام وما قال له، فخرجا حتى دخلا على محمد بن أبي الجهم فقص عليه الخبر، فقال له محمد: أبعدك الله وأبعد عمك! فقد والله كنت أظن أنهم سيعتدونها عليكم، أرسل يا [335] حميد! إلى سيفي القائم القاعد فأعطه هذا فليضرب خالد [336] بن عقبة [337] اليوم- وكان يوم جمعة- في صدره، حتى إذا مر بدار أبي الجهم خرج عليه ابن سليمان بن مطيع فضربه بالسيف مثل ضربة إسماعيل [338] عبد الله بن مطيع، وقال في ذلك محمد [339] بن أبي الجهم: (المتقارب)

لسيفان سيف لمأمومة [340] ... وسيف هو القائم [341] القاعد

فخذها برأسك مأمومة ... وإياك إياك يا خالد

وقال ابن سليمان بن مطيع: (البسيط)

أنا الغلام الذي أثرّت ذا أثر [342] ... في رأس شيخك [343] حتى أعنت [344] العصبا

أنا الذي رد إسماعيل مختبلا ... لا يسمع الرعد إلا مات أو كربا [345]

وجدّ القتال يومئذ بين بني أمية وبين عدي بن كعب [346] ، فنصر بني عقبة من آل عثمان سعيد والوليد ابنا عثمان [347]، ونصرهم بنو أبي عمرو [348] وبنو الحضرمي [349] كلهم وخالفوا بني أبي الجهم عبد الله وسليمان وصخرا وصخيرا على بني مطيع، فكانوا يوم الدار يوم جاسوا إليه أربعة أو خمسة آلاف حتى إذا كانت العصر أرسلت إليهم أم المؤمنين [350] : والله لتصرفن عنها أو [351] أخرجن نهارا، فخرج مروان بالناس فحجز بينهم، فقال في ذلك عبد الله بن الحارث بن [352] أمية [353] : (الوافر)

[و-] [354] ليس بناصر المولى أبان ... ولا عمرو [355] قفا جمل شرود

وقد ولدت لينفعها يزيدا [356] ... فما ولدت سوى ألم شديد

ومروان يناجيهم علينا ... وعمرو [357] ذلك الرجل الرقود

وقد خذلت قبائل آل شمس ... وآزرنا سعيد والوليد [358]

________________

[1] الحزامي بكسر الحاء المهملة بعدها زاي، كان له علم بالحديث ومروءة وقدر، وثقه عامة أصحاب الحديث، ولد بالمدينة ومات بها حوالي سنة 236 هـ وتهذيب التهذيب 166 و 167.

[2] صرح ابن حجر في الإصابة 4/ 35 أن اسمه عبيد عند الزبير بن بكار وابن سعد، وعامر عند البخاري.

[3] في الأصل: على.

[4] في الأصل: عيلة، والغيلة بالكسر: الخديعة والاغتيال.

[5] في الأصل: رسول.

[6] يعني فتح مكة وكان ذلك سنة 8 من الهجرة.

[7] الخميصة كصحيفة: كساء أسود مربع له علمان، والجمع خمائص.

[8] في الأصل أحدهما.

[9] البلاط بكسر الباء وفتحها: موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد النبي وبين سوق المدينة- معجم البلدان 2/ 2.

[10] عدس كزفر.

[11] حميد كزبير.

[12] في نسب قريش ص 370: أميمة.

[13] في نسب قريش ص 370: كنانة.

[14] صخير كزبير.

[15] اسمها مريم بن سليح كجريح- نسب قريش ص 370.

[16] في الأصل: الزجاجة.

[17] الأخيذة: الأسيرة، السبيئة، وفي نسب قريش ص 270: أمهما (عبد الله الأصغر وسليمان) أم عبد الله بنت الحارث بن حر بن النعمان بن أخيذة من غسان، وهو خطأ.

[18] في الأصل: اشدآ.

[19] في الأصل: جلدآ.

[20] العرام بضم العين: الأذى.

[21] في الأصل: جر- بالجيم المعجمة.

[22] في الأصل: عمروو.

[23] في الأصل: فحطم- بالحاء المهملة، ومعنى خطم بالخاء: ضرب.

[24] مهرية بفتح الميم، نسبة إلى مهرة وهي قبائل كانت تسكن أرضا جلها الصحاري في شمال شرق حضرموت تمتاز إبلها بسرعة السير.

[25] في الأصل: منكرة- بالنون، وفي تهذيب ابن عساكر 6/ 409: مبكرة- بالباء الموحدة، وهو أيضا خطأ، والبكرة بالفتح: الفتية من الإبل.

[26] جذمي كندمى جمع الأجذم وهو مقطوع اليد.

[27] في الأصل: يقدرو.

[28] في الأصل: بطرفة، والطرف بكسر الطاء: الكريم من الخيل والحديث من المال، واحدها طرفة.

[29] يعني مجلس الأمير.

[30] في الأصل: الضرته (مدير) .

[31] وردت قصة مصالحة صخير بن أبي الجهم مع مصعب بن عبد الرحمن في نسب قريش ص 371 و 372 مختلفة جدا عما ذكرها ابن حبيب هنا.

[32] في الأصل: حطمنا- بالحاء المهملة.

[33] في الأصل: نتشبا.

[34] في الأصل: أن تعاطى- بالطاء، انظر تهذيب ابن عساكر 6/ 409.

[35] في الأصل: مفربا- بالفاء.

[36] في الأصل: مست- بالسين المهملة.

[37] في الأصل: وعصبا.

[38] في الأصل: وارتحلت- بالحاء.

[39] في الأصل: ويلهو- بصيغة المذكر.

[40] في الأصل: يعينا- بالنون.

[41] في الأصل: خويلة.

[42] زجاجة اسم أم ولد أبي الجهم كما مر.

[43] في الأصل: عبية، والعمية بفتح العين وتشديد الياء: الغواية، وبكسر العين وتشديد الميم المكسورة: الكبر.

[44] في الأصل: سلمن.

[45] في الأصل: قالت.

[46] في الأصل: فاتق.

[47] في الأصل: سألا لهم.

[48] في الأصل: فقالا.

[49] في الأصل: كتا.

[50] في الأصل: رأيتما.

[51] في الأصل: قلا- بالقاف.

[52] المسور كمرفق.

[53] في الأصل: مخزمة- بالزاي المعجمة، ومخرمة- بفتح الميم والراء.

[54] في الأصل: نزل الدخول، ونزل عن بمعنى ترك.

[55] في الأصل: بلغ.

[56] في الأصل: أتاه.

[57] في الأصل: اتبشت، وتثبت في الأمر: تأنى فيه وفحص عنه.

[58] هي أم عمر بنت سفيان بن عبد الله الثقفي- نسب قريش ص 363.

[59] في الأصل: ورجعها- بالراء المهملة.

[60] في الأصل: اخص- بالخاء المعجمة، ومعنى أحص: اضبط واحفظ.

[61] في الأصل: وقيد.

[62] في الأصل: أن.

[63] في الأصل: يحمل.

[64] ابن عبد المنذر- نسب قريش ص 363.

[65] زيد في الأصل: «منه» بعد كانت.

[66] عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار بالعراق في غرب الكوفة- معجم البلدان 6/ 253.

[67] في الأصل: قضا.

[68] في الأصل: لئن.

[69] ليست الزيادة في الأصل.

[70] الهضيمة: الظلم.

[71] الضيم: الظلم.

[72] في الأصل: زارة.

[73] في الأصل: سعد، والصواب: سعيد، كما في نسب قريش ص 365.

[74] في الأصل: رندا.

[75] يعني سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

[76] في الأصل: ظامرهما.

[77] ناهضة الرجل: بنو أبيه الذين يغضبون له وينهضون معه وخدمه القائمون بأمره.

[78] في الأصل: ارشا يعلم.

[79] عويج كزبير.

[80] في الأصل: سلمن.

[81] في الأصل: جتمه- بالجيم والتاء المثناة، والتصحيح من نسب قريش ص 370- 374.

[82] لم يذكره مصعب في نسب قريش بين أبناء حذيفة وقد ذكر ابنين له اسمهما شريق كزبير وورقة بالتحريك ص 370، ومؤرق كمحدث.

[83] في الأصل: السفا- بالسين والألف المقصورة.

[84] ليست الزيادة في الأصل، استفدناها من نسب قريش ص 374، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب إن الشفاء كانت من عقلاء النساء وفضلائهن وكان رسول الله يأتيها ويقيل عندها في بيتها وقد كانت اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه ... وكان عمر يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها وربما ولاها شيئا من أمر السوق، وكانت الشفاء ترقى في الجاهلية، ورزاح بفتح الراء وليس بكسرها كما في نسب قريش.

[85] ليست الزيادة في الأصل.

[86] في الأصل فضيلة، والتصحيح من نسب قريش ص 382 و 383.

[87] في الأصل: صلح.

[88] يعني النعمان أبا صالح وهو النعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب- نسب قريش ص 381.

[89] دستميسان بفتح الدال وسكون السين وضم التاء وكسر الميم وسكون الياء: كورة جليلة بين واسط والبصرة والأهواز وهي إلى الأهواز أقرب- معجم البلدان 4/ 59، والأشهر أنه كان عامل ميسان وهو أيضا كورة متصلة غربا وشمالا بدستميسان في أسفل العراق.

[90] الجوسق المتهدم إشارة الى أبيات نظمها النعمان فعزله عمر من أجلها، وهذا نص اثنين منها:

من مبلغ الحسناء أن حليلها ... بميسان يسقى في زجاج وحنتم

لعل أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق المتهدم

انظر طبقات ابن سعد طبعة لائدن 4/ 103 والاستيعاب 1/ 296 وفتوح البلدان للبلاذري ص 393 ونسب قريش ص 382 وتاريخ عمر للجوزي ص 86 وشرح نهج البلاغة 3/ 98 ومعجم البلدان 8/ 288 وكنز العمال للبرهانفوري الهندي 2/ 175 إزالة الخفاء لولي الله الهندي 2/ 73.

[91] في الأصل: شجن- بالتحريك، ومعناه الحزن وهو لا يناسب السياق، والشجاج كرماح جمع الشجة كبقة وهي جراحة في الرأس خاصة.

[92] حرة واقم بكسر القاف: أحدى حرتي المدينة في شرقها سميت برجل من العماليق كان نزلها في القديم- معجم البلدان 3/ 262.

[93] في الأصل: وهطهم- بالواو.

[94] ليست الزيادة في الأصل.

[95] يعني عبد الله بن عمر بن الخطاب وسالم أيضا ابن عبد الله بن عمر.

[96] في الأصل: صاروا.

[97] الألب بفتح الهمزة وكسرها: القوم تجمعهم عداوة إنسان يقال «هم عليّ ألب واحد» أي مجتمعون علي بالظلم والعداوة.

[98] في الأصل: يقدر.

[99] في الأصل: عمرو.

[100] عبد الله وسليمان ابنان لأبي الجهم بن حذيفة من أم ولده زجاجة.

[101] في الأصل: سلمن.

[102] يعني آل مطيع ومسعود وفاطمة أمهم العجماء بنت عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية وأبوهم الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي.

[103] في الأصل: الأشايم- بالياء المثناة.

[104] في الأصل: جامي- بالجيم المعجمة.

[105] في الأصل: الما اثم.

[106] في الأصل: زند، يعني عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.

[107] في الأصل: الفضائل- بالياء المثناة.

[108] في الأصل: لايم- بالياء المثناة.

[109] يعني عاصم بن عمر بن الخطاب.

[110] في الأصل: جار- بالجيم، ولعل الصواب ما أثبتنا.

[111] في الأصل: مستضيف.

[112] يعني زيد بن عمر بن الخطاب.

[113] خام عن القتال: نكص وجبن.

[114] كانت أم زيد بن عمر أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله.

[115] يعني سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

[116] يعني عبيد الله بن عمر بن الخطاب.

[117] الخضارم كمحارم جمع الخضرم (بكسر الخاء والراء) والخضارم كمجاهد وهو السيد الكريم الحمول للعظائم.

[118] يعني بني سراقة وبني المؤمل.

[119] في الأصل: لعدو.

[120] المأزق: موضع الحرب.

[121] يعني بعبيد الله بن أبي الجهم.

[122] في الأصل: حزى- بإلجاء والمهملة.

[123] يعني آل الخطاب الذين نصروا عبد الله وسليمان ابني ابن أبي الجهم لزجاجة.

[124] يعني عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.

[125] يعني عاصم بن عمر بن الخطاب.

[126] في الأصل عرضة.

[127] في الأصل: بجماعكم.

[128] يعني زيد بن عمر بن الخطاب سبط فاطمة بنت النبي.

[129] يعني آل سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

[130] يعني أبناء عبد الله بن عمر الخطاب: عمر ومحمدا وعثمان وأبا بكر وكانت أمهم دارمية وهي أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زرارة.

[131] يعني واقد بن عبد الله بن عمر وأمه صفية بنت أبي عبيد الثقفي نسب قريش ص 256 و 257.

[132] يعني سالم بن عبد الله بن عمر وأمه أم ولد نسب قريش ص 257.

[133] غانم أبو جد صخر بن أبي الجهم.

[134] يعني آل نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي.

[135] يعني آل نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي وفي الاصابة 3/ 567: عبد عوف بن عبيد، وهو خطأ.

[136] الذرى بضم الذال المعجمة وفتح الراء جمع الذروة كعروة وهي أعلى الشيء والمراد هنا الأشراف.

[137] الغلاصم: السادة واحدها الغلصمة.

[138] في الأصل: شقاتكم- بالتاء المعجمة.

[139] في الأصل: حينكم بالياء المثناة.

[140] انظر الحاشية رقم (1) ص 304.

[141] موضع عند سوق المدينة قرب المسجد- معجم البلدان 1/ 133 و 4/ 413.

[142] في الأصل: الموالي وبه لا يستقيم الوزن (مدي) .

[143] في الأصل: ابنجس- بالجيم المعجمة.

[144] في الأصل: اطلعت (مدير) .

[145] في الأصل: مسعدا (مدير) .

[146] في الأصل: بعز، ومال عليهم الدهر أي أصابهم بجوائحه (مدير) .

[147] في الأصل: برعن، يعني جيشا أرعن وهو المضطرب لكثرته.

[148] في الأصل: مهد- بالهاء.

[149] في الأصل: فعن، وفي هذه الأبيات تحريف من الناسخ كثير فقومناها باعتبار القياس والوزن والله أعلم بالصواب (مدير) .

[150] في الأصل: ولكن (مدير) .

[151] في الأصل: بصير- بالباء الموحدة.

[152] هند أم جد صخير بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم وهي هند بنت أبي شأس- نسب قريش ص 369.

[153] في الأصل: قريعا (مدير) .

[154] في الأصل: لاه، بمعنى لله مثل لاهم بدل اللهم (مدير) .

[155] الأحوذي بالفتح: الحاذق، السريع في كل ما أخذ فيه.

[156] في الأصل: هندي.

[157] في الأصل: لظاها (مدير) .

[158] في الأصل: كعفرثا [والشطر الثاني في الأصل: كعفرثا ذي زوائد ورد، وعفرني أي الأسد- مدير] .

[159] ذو الزوائد: الأسد سمي به لتزيده في هديره وزئيره.

[160] ليست في الأصل، وزيدت لأجل وزن الشعر (مدير) .

[161] الورد صفة الليث بمعنى المتورد.

[162] ليست الزيادة في الأصل فزدناها لضرورة الشعر (مدير) .

[163] هو حميد كزبير بن أبي الجهم أمه أم ولد، كان بالعراق فلما عاد بادر إلى نصرة عبد الله وسليمان ابني زجاجة.

[164] في الأصل: فد- ومعنى شد ومد السرعة.

[165] في الأصل: نا غير (مدير) .

[166] في الأصل: العراق (مدير) .

[167] بابلي نسبة إلى بابل كقاتل، اسم ناحية في وسط العراق كانت وطن عدة أقوام قديمة عريقة في الحضارة ينسب إليها السحر والخمر- معجم البلدان 2/ 18.

[168] في الأصل: عيبد.

[169] في الأصل: يمبتي.

[170] في الأصل وفاتي (مدير) .

[171] في الأصل: بابن الزجاجة- بالباء الموحدة، [أتى بفعولن في الضرب والعروض وهو خلاف القياس في بحر الرمل- مدير] .

[172] في الأصل: مكاني (مدير) .

[173] في الأصل: حأ- بالحاء.

[174] في هذه الأبيات أيضا أتى بفعولن في الضرب والعروض (مدير) .

[175] في الأصل: بحري.

[176] في الأصل: يا ابن هند.

[177] الشلال بكسر الشين: القوم المتفرقون.

[178] المترف بضم الميم وسكون التاء وفتح الراء: الجبار، المتنعم، الذي يصنع ما يشاء ولا يمنع.

[179] المرهق من باب الارهاق (مدير) .

[180] الحرد بالتحريك وسكون الراء: الغضب.

[181] في الأصل: عبيد الله.

[182] البقيع كصريع: أعلى وادي العقيق الذي فيه عيون ونخل وعليه أموال أهل المدينة وهو على ثلاثة أميال منها- معجم البلدان 2/ 254 و 6/ 199.

[183] في الأصل: فشجه.

[184] في الأصل: وصرع.

[185] في الأصل: أقبل، ولعل الصواب ما أثبتنا.

[186] في الأصل: بدا- بالدال.

[187] في الأصل: يسميه.

[188] في الأصل: عمرو.

[189] في نسب قريش ص 352: عبد الله بن عامر بن سعيد.

[190] في نسب قريش ص 352: تفرجوا.

[191] في الأصل: معامل- بالعين المهملة والميم، والتصحيح من نسب قريش ص 353، والمقابل بفتح الباء: كريم النسب من قبل أبويه.

[192] ليست الزيادة في الأصل.

[193] في الأصل: ذال- باللام.

[194] في الأصل: تحرى- بالحاء المهملة والراء.

[195] في الأصل: يلايمو.

[196] النحيزة: الطبيعة.

[197] في الأصل: حسبه.

[198] تعرض لأمر: تصدى له وطلبه.

[199] في الأصل: تكتما.

[200] في الأصل: من.

[201] في الأصل: بذال.

[202] في الأصل: تاخذا.

[203] العقل: الدية.

[204] المعاقل جمع المعقلة وهي الدية والغرامة.

[205] في الأصل: تنصب، ومعنى تنصب: توجع.

[206] في الأصل: اربه، والأزمة بفتح الهمزة وسكون الزاي المعجمة: الشدة والرزيئة.

[207] في الأصل: كتب.

[208] البكير كزبير.

[209] يحور: يعود.

[210] الدحير: المطرود.

[211] في الأصل: حيال- بالياء المثناة، والحبال بالكسر جمع الحبل بالتحريك وهو ما في بطن الناقة من الولد.

[212] أرهقانا مفظعات: حملنا إياها.

[213] في الأصل: عقبا، والعقبة بالضم: البدل.

[214] في الأصل: الشرير- بالياء المثناة.

[215] البطن بالتحريك: داء البطن.

[216] في الأصل: فيورث.

[217] صمخ أنفه ووجهه وعينه من باب فتح: ضربه بجمع كفه، وكل ضربة أثرت في الوجه فهي صمخ.

[218] ليست الزيادة في الأصل.

[219] في الأصل: البكر.

[220] في الأصل: تلد في.

[221] في الأصل: بن.

[222] هد به أي لنعم الرجل، والهد: الرجل الكريم الجلد القوي.

[223] في الأصل: الرز- بالزاي.

[224] النجار- بكسر النون: الأصل.

[225] في الأصل: تكتنفه.

[226] في الأصل: مجللة.

[227] في الأصل: الفضيع- بالضاد المعجمة.

[228] في الأصل: خضوصا- بالضاد المعجمة.

[229] يعني بني أبي الجهم بن حذيفة.

[230] العلق بالتحريك: الدم.

[231] في الأصل: جميع، والنجيع بالنون من الدم ما كان مائلا إلى السواد.

[232] في الأصل: فافقاه.

[233] يعني إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الراوي- انظر الحاشية رقم 11 ص 294.

[234] في الأصل: حسين.

[235] في الأصل: فلبس.

[236] في الأصل: أتينا.

[237] في الأصل: مضما.

[238] في الأصل: نكبت- بالباء الموحدة بعدها التاء المثناة الفوقانية.

[239] العجماء أم مطيع بن الأسود بن حارثة العدوي.

[240] في الأصل: يبقا.

[241] في الأصل: فلا يلون- باللام.

[242] أذينة كجهينة.

[243] في الأصل: آذينة ابن معبد- بالهمزة والألف وبإظهار الهمزة في: ابن.

[244] في الأصل: تخلصهم.

[245] في الأصل: المكاد، ولعل الصواب ما أثبتنا. والكياد جمع الكيد وهو الحيلة والمكر.

[246] في الأصل: خفضت، ومعنى خصفت: أطبقت.

[247] في الأصل: يابا.

[248] انتزح عن: ابتعد عن.

[249] في الأصل: بصاير- بالياء المثناة.

[250] في الأصل: كالنبل- بالباء الموحدة.

[251] الأوتار: الأولاد.

[252] في الأصل: أوتارا- بالتاء، والأوطار بالطاء جمع الوطر بالتحريك وهو الحاجة والبغية.

[253] يعني الزهري.

[254] مسرف لقب مسلم بن عقبة قائد جيش يزيد لأنه أسرف في قتل أهل المدينة.

[255] المراد بالحرة حرة واقم وهي في شرق المدينة وكان أهل المدينة رفضوا بيعة يزيد وأظهروا عيبه وبايعوا عبد الله بن الزبير، فأرسل يزيد جيشا في قيادة مسلم بن عقبة، فخرج أهل المدينة لمحاربته فانهزموا وقتلوا مقتلة عظيمة وكان ذلك سنة 63- انظر نسب قريش ص 371.

[256] في الأصل: غلبهم بأنهم.

[257] في الأصل: واني.

[258] المتكلم أبو الجهم بن حذيفة.

[259] وإنما هي زوجة أمية بن عمرو الأشدق بن سعيد بن العاص.

[260] في الأصل: وبني مرة، يشير ببني مرة إلى مسلم بن عقبة المري قاتل ابنه محمد بن أبي الجهم.

[261] في الأصل: ولا.

[262] في الأصل: القايل- بالياء المثناة.

[263] فرس محمر كمنبر: لئيم يشبه الحمار في جريه من بطئه.

[264] في الأصل: نغده- بالغين المعجمة.

[265] في الأصل: كانو.

[266] في الأصل: تقتلا.

[267] في الأصل: الهايعة- بالياء المثناة، والهائعة بالهمزة الصوت الشديد.

[268] في الأصل: الهايعة- بالياء المثناة.

[269] ليست الزيادة في الأصل.

[270] يعني محمد بن أبي الجهم الذي قتله مسلم بن عقبة.

[271] في الأصل: ألف- باللام المشددة، والأنف: الكاره.

[272] بطحان بفتح الباء وكسر الطاء وقيل بضم الباء وسكون الطاء: واد بالمدينة من إحدى أوديتها الثلاثة وهي العقيق وبطحان وقناة- معجم البلدان 2/ 216.

[273] يعني يعقوب بن طلحة بن عبيد الله وكان قتل يوم الحرة.

[274] يعني عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس، كان تولى إمارة البصرة من قبل عثمان بن عفان.

[275] رومة بضم الراء وسكون الواو: أرض بالمدينة بين الجرف وزغابة نزلها المشركون عام الخندق وفيها بئر رومة التي ابتاعها عثمان الغني وتصدق بها- معجم البلدان 4/ 336.

[276] في الأصل: كبت- بتقديم الباء على التاء.

[277] في الأصل: البيع- بالباء، والينع بالفتح ثم السكون جمع اليانع، يقال ثمر يانع إذا أدرك وطاب وحان قطافه.

[278] وادي القرى: واد في شمال غرب المدينة على أربع مراحل منها فيه قرى كثيرة ونخل ومزارع- معجم البلدان 7/ 73 وأحسن التقاسيم للمقدسي طبعة دي غويه ص 83 و 84.

[279] في الأصل: فأصيب- بإظهار الياء المثناة.

[280] في الأصل: كباب- بالباء الموحدة.

[281] في الأصل: أحدث لك.

[282] في الأصل: فأخبر.

[283] في الأصل: عمرا.

[284] اسمه عمر عند ابن حبيب في المحبر ص 67، وفي نسب قريش ص 156: وولد عبد الرحمن بن عبد الله (بن شيبة) محمدا وهو أبو يسار وبه يعرف ولد شيبة ويقال لهم آل أبي يسار.

[285] في الأصل: ايستي.

[286] هي بنت عثمان بن عفان وزوجة مروان بن الحكم.

[287] في الأصل: عمر، وعمرو بن سعيد هذا هو الأشدق الذي قتله عبد الملك بن مروان.

[288] في الأصل: موالي.

[289] في الأصل: أمية بن عمر.

[290] في الأصل: ابن أحيحة، وهو خطأ، وأبو أحيحة كنية سعيد بن العاص بن أمية، والمراد بابن أبي أحيحة أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية.

[291] في الأصل: أمر.

[292] يعني عمر بن الخطاب.

[293] في الأصل: ابن- بإظهار الهمزة.

[294] في الأصل: الداين.

[295] نفس عليه بخير: حسده عليه.

[296] تشوف له: طمح إليه.

[297] في الأصل: ويشكونك.

[298] في الأصل: ما قال.

[299] في الأصل: وليه دوج، ولعل الصواب ما أثبتنا.

[300] وج بفتح الواو وتضعيف الجيم هو الطائف بلد ثقيف.

[301] في الأصل: نعتبر حمقانا.

[302] في الأصل: أخرا.

[303] يعني بني بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة.

[304] في الأصل: بأرضا.

[305] خبير ناحية على ثمانية برد من المدينة لمن يريد الشام وكانت تشتمل على سبعة حصون ومزارع ونخل كثير- معجم البلدان 3/ 495.

[306] قرية بالحجاز في شمال شرق المدينة بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة أيام، كانت فيها عين فواره ونخيل كثيرة- معجم البلدان 6/ 342 و 343.

[307] انظر الحاشية رقم 11 ص 318.

[308] في الأصل: ملاتكم.

[309] في الأصل: مقاتله.

[310] في الأصل: كتايب- بالياء المثناة.

[311] في الأصل: لبغضب والغضبة، ولعل الصواب ما أثبتنا.

[312] زاد في الأصل: إلى مكررة.

[313] في الأصل: فيقاد.

[314] في الأصل: الزيارة- بالراء.

[315] في الأصل: برصتك.

[316] في الأصل: فاست.

[317] ليست الزيادة في الأصل.

[318] لا نعرف من هو، وإن مراجعنا لم تذكر أحد اسمه شتيم في قريش، ولعله مصحف عن مطيع.

[319] الشجة المأمومة هي التي تصيب أم الرأس.

[320] في الأصل: عدي بن شتيم.

[321] يعني العجماء بنت عامر أم مطيع ومسعود ابني الأسود بن حارثة العدوي.

[322] في الأصل: فأخبرت بنو عدي.

[323] يعني خالد بن عقبة بن أبي معيط.

[324] في الأصل: أسامر.

[325] في الأصل: تعوا عنه.

[326] ليست الزيادة في الأصل.

[327] في الأصل: ابن- بابقاء الهمزة.

[328] في الأصل: عبنه، ولعل الصواب ما أثبتنا، والمراد بابن عقبة إسماعيل بن خالد بن عقبة.

[329] في الأصل: فمتارحا، ولعل الصواب ما أثبتنا.

[330] في الأصل: الشباب- بالشين.

[331] في الأصل: حارث.

[332] يعني عبد الله بن مطيع.

[333] في الأصل: الآخرون بلى.

[334] ليست الزيادة في الأصل.

[335] في الأصل: ما.

[336] في الأصل: خلد.

[337] في الأصل: عقيبة.

[338] يعني إسماعيل بن خالد بن عقبة بن أبي معيط.

[339] في الأصل: حميد- انظر صفحة الأصل ص 337.

[340] يعني الشجة المأمومة وهي التي بلغت أم الرأس وهي الجلدة التي تجمع الدماغ.

[341] في الأصل: القايم- بالياء المثناة، والقائم القاعد اسم سيفه [في الأصل البيتان مكتوبان كالنثر- مدير] .

[342] الأثر بالفتح فالسكون وبضمتين: فرند السيف ورونقه وديباجته.

[343] في الأصل: سيخك.

[344] أعنت: أوهى، كسر أهلك.

[345] أي كاد يموت.

[346] في الأصل: عدي بن كعب، والمراد بعدي بن كعب آل مطيع وآل أبي الجهم.

[347] يعني عثمان بن عفان.

[348] هو أبو عمرو بن أمية، والمراد ببنيه آله من بينهم أسرة عقبة بن أبي معيط.

[349] كانوا حلفاء لحرب بن أمية- انظر ص 264 و 265.

[350] لعله يعني عائشة بنت أبي بكر الصديق.

[351] في الأصل: بل.

[352] في الأصل: ابن- بإظهار الهمزة.

[353] في الأصل: عبله، وأمية هو أمية الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف، في الإصابة 2/ 291: أدرك الإسلام وهو شيخ كبير ثم عاش بعد ذلك إلى خلافة معاوية ووفد عليه.

[354] ليست الزيادة في الأصل.

[355] أبان وعمرو ابنا مروان بن الحكم وأبان وعمرو أخواه- نسب قريش ص 159- 161.

[356] يزيد ابن لمعاوية بن مروان وأيضا لمحمد بن مروان، ولا ندري أيهما أراد هنا.

[357] لعله يعني عمرو بن أبي سفيان.

[358] هما ابنا عثمان بن عفان [وفيه الإقواء- مدير] .                        

 

 

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).