أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2021
![]()
التاريخ: 10-7-2020
![]()
التاريخ: 19-5-2020
![]()
التاريخ: 25-4-2022
![]() |
قال (عليه السلام) : (إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا ، ونهب تبادره المصائب ، ومع كل جرعة شرق ، وفي كل أكلة غصص ، ولا ينال العبد نعمة إلا بفراق اخرى ، ولا يستقبل يوما من عمره إلا بفراق آخر من أجله.
فنحن اعوان المنون ، وأنفسنا نصب الحتوف ، فمن أين نرجو البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شيء شرفا إلا أسرعا الكرة في هدم ما بنيا ، وتفريق ما جمعا) !!(1).
الدعوة إلى استحضار الإنسان لمشاهداته اليومية في الدنيا ، وما يجري فيها، مما يكفي لتوعيته وتذكيره لئلا ينخدع بحالها ، فيطمئن بوعد ، أو يأمن الحال ، بل ان استعادة الذكريات كفيل باكتشاف هذه الحقيقة الدنيوية الحاضرة الغائبة ، فإذا افتقد الإنسان عزيزا ، فعليه ان يدرك انه كان معه وقد ودع الدنيا وخرج كما دخلها مجردا ، إلا من عمل صالح عمله ، وكذلك احداث اليوم التي تجري على المعارف او غيرهم كفيلة ايضا بالتدليل على تلك الحقيقة ، فمشاهدة حادثة على الطريق ، او من خلال نشرات الاخبار ، مع ما تحمله من دلالات على تقلب الاحوال ، وعدم اتساقها مع احد ، لمما يؤكد انهما كانا سوية ثم تغير حال صاحبه ، وقد يكون الدور له ، وهكذا التغييرات الوظيفية ، أو الخسارات التجارية ، او المعاناة الاخرى مما يمر به الإنسان يوميا ، انما هي رسائل سريعة ، على العاقل ان يحسن قراءتها وفهمها ، وكذلك الترقيات والارباح وسائر الافراح ، لدليل اخر على كون الدنيا هدف للمنايا ، كونها تبحث عن فرائس ، وانها – ما لم يحفظ الإنسان نفسه ويخلدها بالطاعات – بلا أدنى مستلزمات الامن ، والشواهد كثيرة ، فقد يشرق إذا شرب الماء ، ومعناه – احيانا – الموت نتيجة الاختناق، كما قد يغص بأكلة ولا سيما إذا كانت مفضلة لديه -، وهو مع هذا كله إذا تحسن وضعه المادي في مجال ، ساء في غيره ، فالمال يأتيه بعد اعتلال الجسد ، وفقدان الامن او الولد او الانسجام العائلي او سوى ذلك من المنغصات والمكدرات المختلفة ، كما انه خاضع للعداد الذي ما إن يزداد رقميا ، إلا تدنى النشاط وفترت الهمة ، وهذا كله ناتج عملية السعي الدنيوي الحثيث الذي مارسه الإنسان طيلة ما مضى.
والحصيلة عندئذ : ان الإنسان أعان الموت في القدوم ، وهو ملحوظ بالنسبة لمن لا يلتزم بنظام الصحة العامة وقواعدها في المجالات عامة ، سواء على صعيد محللات الامور ام محرماتها ، فإن للدورة الزمنية تأثيراتها الطبيعية الخاصة ، ليحصل ما أشار إليه (عليه السلام) من تناوب الليل والنهار على عمليتي البناء والهدم ، فما اجتمع بالجهد المبذول خلالهما ، سيتفرق خلالهما ايضا.
وينبغي ان تفهم الحكمة بدقة لئلا يتوهم احد انها تدعو إلى ترك الدنيا ، او الإعراض عنها ، او نحو ذلك مما يتنافى مع الحيوية والنشاط والطموح ، بل هي اداة تحذير، للتنبيه ممن درس حال الماضين ، فاستخلص من تجربتهم ان تاريخ ولادة الإنسان ، بما يمثله من بداية العد التصاعدي، هو بداية للعد التنازلي ايضا ، فلابد من التكيف ضمن هذه الحالة ، بل توظيفها لصالح الإنسان وخلوده بالعمل المقرب من الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) غرض : هدف ، تنتضل فيه المنايا، تصيبه الحوادث والآفات ومنها الموت ، نهب : الشيء المنهوب ، تبادره : تعاجله وتستبق إليه.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|