أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2014
1625
التاريخ: 7-12-2015
2849
التاريخ: 28-09-2015
3256
التاريخ: 8-10-2014
1599
|
أشارت الآية في سياق احكام الجهاد التي ذكرت لحد الآن في هذه السورة ـ إلى أمرين آخرين في هذا الموضوع الإِسلامي المهم ، فوجهت الخطاب أوّلا إِلى المؤمنين وقالت : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [التوبة : 123].
صحيح أنّه تجب محاربة الكفار جميعاً ، ولا فرق بينهم في ذلك ، إلاّ أنّه من الوجهة التكتيكية وطريقة القتال يجب البدء بالعدو الأقرب ، لأنّ خطر العدوّ القريب أكبر ، كما أنّ الدعوة للإِسلام وهداية الناس إِلى دين الحق يجب أن تبدأ من الأقرب ، والنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قد بدأ بأمر الله سبحانه بدعوة أقاربه وعشيرته ، ثمّ دعا أهل مكّة. ثمّ جزيرة العرب وقام بإِرسال الرسل إِليها ، وبعدها كتب الرسائل إِلى ملوك العالم ، ولاشك أن هذا الأسلوب هو الأقرب للنجاح والوصول إِلى الهدف.
ومن الطبيعي أن لكل قانون استثناء ، فقد يكون العدو الأبعد ـ في بعض الأحيان ـ أشد خطراً من العدو القريب ، وعندها تجب المبادرة إِلى دفعه أوّلا ، لكن ، كما قلنا ، فإِن هذا استثناء لا قانون ثابت ودائم. وأمّا ما قلناه من أنّ المبادرة إِلى مجابهة العدو الأقرب هي الأهم والأوجب. فإِنّ أسبابه واضحة ، وذلك :
أوّلا : إِنّ خطر العدو القريب أكبر وأشد من العدو البعيد.
ثانياً : إِنّ اطلاعنا وعلمنا بالعدو القريب أكثر ، وهذا من العوامل المساعدة والمقربة للنصر.
ثالثاً : إِنّ التوجه لمحاربة العدو البعيد لا يخلو من خطورة اضافية ، فالعدو القريب قد يستغل الفرصة ويحمل على الجيش من الخلف ، أو يستغل خلو المقر الأصلي للإِسلام فيهجم عليه.
رابعاً : إِنّ الوسائل اللازمة ونفقات محاربة العدوّ القريب أقل وأبسط ، والتسلط على ساحة الحرب في ظل ذلك أسهل.
لهذه الأسباب وأسباب أُخرى ، فإِنّ دفع العدو الأقرب هو الأوجب والأهم. والجدير بالذكر أنّ هذه الآية لما نزلت كان الإِسلام قد استولى على كل جزيرة العرب تقريباً ، وعلى هذا فإِن أقرب عدو في ذلك اليوم ربّما كان إمبراطورية الروم الشرقية التي توجه المسلمون إِلى تبوك لمحاربتها.
وكذلك يجب أن لا ننسى أنّ هذه الآية بالرغم من أنّها تتحدث عن العمل المسلح والبعد المكاني ، إلاّ أنّه ليس من المستبعد أن روح الآية حاكمة في الأعمال المنطقية والفواصل المعنوية ، أي إِنّ المسلمين عندما يعزمون على المجابهة المنطقية والإِعلامية والتبليغية يجب أن يبدؤوا بمن يكون أقرب إِلى المجتمع الإِسلامي وأشدّ خطراً عليه ، فمثلا في عصرنا الحاضر نرى أن خطر الإِلحاد والمادية يهدد كل المجتمعات ، فيجب تقديم التصدّي لها على مواجهة المذاهب الباطلة الأُخرى ، وهذا لا يعني نسيان هؤلاء ، بل يجب اعطاء الأهمية القصوى للهجوم نحو الفئة الأخطر ، وهكذا في مواجهة الإِستعمار الفكري والسياسي والإقتصادي التي تحوز الدرجة الأُولى من الأهمية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|