أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2014
1535
التاريخ: 5-05-2015
1741
التاريخ: 8-10-2014
1468
التاريخ: 7-12-2015
3179
|
قال تعالى : {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة : 25 ، 26]. «حُنين» منطقة قريبة من الطائف ، وبما أنّ الغزوة وقعت هناك فقد سميّت باسم المنطقة ذاتها ، وقد عُبّر عنها في القرآن بـ «يوم حنين» ولها من الأسماء ـ غزوة أوطاس ، وغزوة هوازن أيضاً.
أمّا تسميتها بأوطاس ، فلأن «أوطاس» أرض قريبة من مكان الغزوة ـ وأمّا تسميتها بهوازن ، فلأن إحدى القبائل التي شاركت في غزوة حنين تُدعى بهوازن.
أمّا كيف حدثت هذه العزوة ، فبناءً على ما ذهب إليه ابن الأثير في الكامل ، أن هوازن لمّا علمت بفتح مكّة ، جمع القبيلة رئيسها مالك بن عوف وقال لمن حوله : من الممكن أن يغزونا محمّد بعد فتح مكّة ، فقالوا : من الأحسن أن نبدأه قبل أن يغزونا.
فلما بلغ ذلك النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر المسلمين أن يتوجهوا إِلى أرض هوازن (1) .
وبالرغم من عدم الإِختلاف بين المؤرخين في شأن هذه الغزوة والمسائل العامّة فيها ، إلاّ أنّ في جُزئياتها روايات متعددة لا يكاد بعضها ينسجم مع الآخر ، وما ننقله هنا فقد اقتضبناه عن مجمع البيان للعلامة الطبرسي ، بناءً على روايته القائلة : إنّ رؤساء طائفة هوازن جاءوا إِلى مالك بن عوف واجتمعوا عنده في أُخريات شهر رمضان أو شوال في السنة الثامنة للهجرة ، وكانوا قد جاءوا بأموالهم وأبنائهم وأزواجهم لئلا يفكر أحدهم بالفرار حال المعركة ، وهكذا فقد وردوا منطقة أوطاس.
فعقد النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لواءَه ، وسلمّه عليّاً (عليه السلام) وأمر حَمَلة الرايات الذين ساهموا في فتح مكّة أن يتوجهوا براياتهم ذاتها مع علي بن أبي طالب إِلى حُنين ، واطّلع النّبي أن صفوانَ بن أمية لديه دروع كثيرة ، فأرسلَ النّبي إليه أن أعرنا مئة درع ، فقال صفوان : أتريدونها عاريةً أم غصباً؟ فقال النّبي : بل عارية نضمنها ونعيدها سالمه إليك ، فأعطى صفوان النّبي مئة درع على أنّها عارية ، وتحرك مع النّبي بنفسه إِلى حُنين.
وكان ألفا شخص قد أسلم في فتح مكّة ، فأضيف عددهم إِلى العشرة آلاف الذين ساهموا في فتح مكّة ، وصاروا حوالي اثني عشر ألفاً ، وتحركوا نحو حنين.
فقال مالك بن عوف ـ وكان رجلا جريئاً شهماً ـ لقبيلته : اكسروا أغماد سيوفكم ، واختبئوا في كهوف الجبال والوديان وبين الأشجار ، واكمنوا لجيش الإِسلام ، فإذا جاءوكم الغداة «عتمةً» فاحملوا عليهم وأبيدوهم.
ثمّ أضاف مالك بن عوف قائلا : إن محمّداً لم يواجه حتى الآن رجال حرب شجعانَاً ، ليذوق مرارة الهزيمة!!
فلما صلّى النّبي صلاة الغداة «الصبح» بأصحابه أمر أن ينزلوا إِلى حنين ، ففوجئوا بهجوم هوازن عليهم من كل جانب وصوب ، وأصبح المسلمون مرمى لسهامهم ، ففرّت طائفة من المقاتلين جديدي الإِسلام (بمكّة) من مقدمة الجيش ، فكان أن ذُهل المسلمون واضطروا وفرّ الكثير منهم.
فخلّى الله بين جيش المسلمين وجيش العدو ، وترك الجيشين على حالهما ، ولم يحمِ المسلمين لغرورهم ـ مؤقتاً ـ حتى ظهرت آثار الهزيمة فيهم.
إلاّ أنّ عليّاً حامل لواء النّبي بقي يقاتل في عدّة قليلة معه ، وكان النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في (قلب) الجيش وحوله بنو هاشم ، وفيهم عمه العباس ، وكانوا لا يتجاوزون تسعة أشخاص عاشرهم أيمن ابن أم أيمن
فمرّت مقدمة الجيش في فرارها من المعركة على النّبي فأمر النّبي عمّه العباس ـ وكان جهير الصوت ـ أن يصعد على تل قريب وينادي فوراً : يا معشر المهاجرين والأنصار ، يا أصحاب سورة البقرة ، يا أهل بيعة الشجرة ، إِلى أين تفرّون؟ هذا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) . فلّما سمع المسلمون صوت العباس رجعوا وقالوا : لبيّك لبيّك ، ولا سيما الأنصار إذ عادوا مسرعين وحملوا على العدوّ من كل جانب حملة شديدة ، وتقدّموا بأذن الله ونصره ، بحيث تفرقت هوازن شذر مذر مذعورة ، والمسلمون ما زالوا يحملون عليها. فقتل حوالي مئة شخص من هوازن ، وغنم المسلمون أموالهم كما أسروا عدّة منهم (2) .
ونقرأ في نهاية هذه الحادثة التأريخية أن ممثلي هوازن جاءوا النّبي وأعلنوا إسلامهم ، وأبدى لهم النّبي صفحه وحُبّه ، كما أسلم مالك بن عوف رئيس القبيلة ، فردّ النّبي عليه أموال قبيلته وأسراه ، وصيره رئيس المسلمين في قبيلته أيضاً.
والحقيقة أنّ السبب المهم في هزيمة المسلمين بادئ الأمر ـ بالإِضافة إِلى غرورهم لكثرتهم ـ هو وجود ألفي شخص ممن أسلم حديثاً وكان فيهم جماعة من المنافقين طبعاً ، وآخرون كانوا قد جاءوا مع النّبي لأخذ الغنائم ، وجماعة منهم كانوا بلا هدف ، فأثر فرار هؤلاء في بقية الجيش.
أمّا السرّ في إنتصارهم النهائي فهو وقوف النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) وجماعة قليلة من الأصحاب ، وتذكرهم عهودهم السابقة وإيمانهم بالله والركون إِلى لطفه الخاص ونصره.
__________________
1- تفسير مجمع البيان ، ج5 ، ص33 ، ذيل الآية مورد البحث "تفسير الميزان ج9 ، ص230
2- راجع الكامل في التاريخ لأبن الاثير ، ج2 ، ص261 . نقلنا القصة بشيء من الاختصار
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|