المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05



الثناء وأثره على الأبناء  
  
1917   10:04 صباحاً   التاريخ: 24-1-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص78-79
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 2453
التاريخ: 10/12/2022 1267
التاريخ: 12-1-2016 1823
التاريخ: 13-4-2021 2914

تهانينا! لقد وصلت للقاعدة رقم 23، وصرت قريبا من بلوغ ربع الطريق نحو كونك والدا مسلحا بالقواعد المفيدة.

إنني آمل ان تكون تلك الكلمات قد شجعتك – فهذا هو الهدف من الثناء عموما؛ والاباء المتبعون لقواعد التربية السليمة يعلمون انهم اذا ما انجزوا مهمتهم على وجه سليم، فسوف يكون الثناء هو واحد من الادوات القوية المحفزة لأبنائهم. انك لن تدع عيد ميلاد احد اطفالك يمر دون اعطائه هدية، لذا لا تدع أي انجازات يحققها اطفالك تمر مرور الكرام دون اعطائه القدر المناسب من المرح والثناء.

لكن الامر ليس بهذه البساطة، اليس كذلك؟ كم عدد الاباء الذين تعرفهم والذين لا يستخدمون الثناء بحكمة وفي موضعه المناسب؟ لابد لك من تقديم الثناء بالقدر المناسب، وبالصورة المناسبة، وعلى الاشياء المناسبة.

إن القول الشائع "لا يشبع المرء ابدا من الاشياء الطيبة" لا ينطبق بكل تأكيد على الثناء، وهذا لا يعني أن تكون بخيلا في ثنائك، لكن ينبغي ان تعطي منه القدر السليم مقابل انجازات اطفالك؛ فاذا ما بالغت في ثنائك فسرعان ما سيغدو بلا قيمة. اذا قلت لطفلك لدى قيامه بشيء عادي انه قام بإنجاز رائع، فماذا ستقول له اذن عندما يفعل شيئاً رائعا بحق؟ كما انه اذا ما امتدحتهم على كل صغيرة وكبيرة بصورة مبالغ فيها، فسوف يشعرون بالخوف من ان يخذلوك مستقبلا، وهم ليسوا بحاجة لهذا النوع من الضغط.

هل توقفت يوما لتفكر في الاشياء التي تقدم لأطفالك المدح والثناء حيالها؟ فاذا ما كنت تثنى على ادائهم الدراسي الحسن على الدوام دون امتداح سلوكهم العذب، فما هي الرسالة التي ترسلها اليهم بخصوص قيمك؟ هل تميل لامتداحهم اكثر على الفوز او على المحاولة ذاتها؟ كلا، بالطبع انت لا تفعل ذلك؛ فانت تتبع قواعد التربية السليمة، لكن العديد من الاباء الاخرين يفعلون ذلك.

كما ان معظم الاباء ينسون ان يقفوا على سلوكيات اطفالهم المهذبة؛ وذلك لانهم يتعاملون معها كشيء مسلّم به، لكن الطفل يحتاج دوما لمعرفة انك لاحظت سلوكه الطيب: "كان جميلا منك انك لم تعبث في انفك امام العمة ميرتيل" ، او "لابد انك مرهق، لكنك تتحمل هذا بصبر ولا تتأوه. وهذا شيء طيب". مثل تلك العبارات هي ما يقنعهم بجدوى استمرارهم في تبني السلوكيات الطيبة في المرات القادمة.

والان، اليك نقطة اخيرة نذكرها بخصوص الثناء قبل اختتام تلك القاعدة : أي العبارتين التاليتين تظن ان طفلك سيود سماعها اكثر : "يا له من رسم جميل !" أم "يا له من رسم جميل – كم تعجبني الطريقة التي تمكنت بها من جعل الحصان يبدو كانه يتحرك. كيف تمكنت من فعل ذلك؟" أجل – كن محددا قدر الامكان اثناء منحك الثناء، ووجه لهم الاسئلة كذلك؛ فهذا كفيل يجعلهم يطيرون فرحاً.

هل تميل لامتداحهم اكثر على الفوز او على المحاولة ذاتها؟ كلا، بالطبع انت لا تفعل هذا؛ فانت تتبع قواعد التربية السليمة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.