أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014
1813
التاريخ: 31-1-2023
1372
التاريخ: 2023-02-09
1161
التاريخ: 2024-05-16
683
|
القصص الرائجة بين الأمم (من غير فرق بين شعب وآخر) لها خصائص وميزات يتفرد كل بها ، فبعضها يغلب عليه إثارة القوى الحيوانية الشهوية والغضبية وتهدف إلى المجون والخلاعة ، وأخرى تدعو إلى العنصرية والتعالي وتفضيل شعب على آخر ، وثالثة إلى غرس فضيلة من الفضائل في النفوس ، إلى غير ذلك من الميزات .
إنما المهم أن نقف على ميزات القصص القرآنية وخصائصها ونذكر منها ما يلي :
أ . الموضوعية والواقعية
تمتاز القصص القرآنية بالموضوعية والواقعية ، خلافاً لأكثر ما يكتب باسم القصة ، فإنها وليدة خيال الكاتب الذي يحلق في سماء الوهم فيأتي بحوادث يصورها من عنده بما ينسجم والجو الذي يريد أن يخلقه في قصته .
وعندما يحس القارئ أن لا واقعية للقصة يقل تأثره بها في مجال العبرة والاتعاظ ، وهذا بخلاف ما لو كانت القصة حاكية لظاهرة واقعية برزت على سطح الحياة وظهرت آثارها الإيجابية والسلبية ، فعندئذ يتخذ القارئ منها دروساً وعظات وافرة ويتأثر بمعطياتها .
إن الذكر الحكيم يشير إلى هذه الميزة في غير واحدة من آياته ويقول : {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} [آل عمران : 62] .
فهذه الآية - كما نرى - تشير إلى أنما في هذه القصص ، هو أمور واقعية وليست خيالية .
ب . تصحيح التحريف
ما يقصه القرآن الكريم من أنباء الرسل والأنبياء مع أمهم ، ما لم ينفرد به القرآن الكريم ، بل سجلته أيضاً الكتب السماوية السالفة ، ولكن المائز بينهما أن القرآن الكريم حينما يذكر هذه القصص يسردها على ما هي عليه منزهة عن الترهات والأباطيل والخرافات ، في حين ترى الكتب السماوية الأخرى المتداولة مشحونة بها .
ومن هنا أصبح القرآن الكريم مهيمنا على الكتب السماوية ، أي ميزاناً لتمييز الحق عن الباطل الواد في الكتب المعروفة بالسماوية . قال تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة : 48]
فالكتاب العزيز بما أنه مصدق لما ورد فيما سبقه من الكتب ومسيطر عليها ، فهو يقص ما ورد فيها على نهج صحيح ، ويبين ما هو الحق من القصة عما ألصق بها من زيادات أو وقع فيها من تحريف .
فلو رغب كتابي في الوقوف على التوراة أو الإنجيل الصحيحين فعليه أن يرجع إلى القرآن الكريم وبخاصة في المواضع المشتركة ، فإنه سوف يجد الحق الذي لا مرية فيه .
ج . الإيجاز في سرد القصة
يحلم أغلب القصاص في كتاباتهم وكلما تهم بالتسلية والفكاهة والإثارة وإبراز قدراتهم في الوصف والبيان ، وهذا ما يدعوهم إلى الإطناب ، والإشارة إلى كل جوانب القصة سواء أكان مهماً أو لا ، مؤثراً كان أو غير مؤثر ، لأن الهدف عنده هو التفكّه والإلهاء والإثارة ، ولكن القرآن الكريم لا يستهدف سوى الإشارة إلى الآثار الإيجابية في قصصه ، ولذا يورد شيئاً ويعرض عن شيء ، وما هذا إلا لأنه يذكر المؤثر في كلامه وبيت القصيد في بيانه .
وقلما يتفق أن يذكر القصة من أولها إلى آخرها وفي عامة خصوصياتها ، إلا في مورد واحد وهي قصة يوسف ، لأن الإيفاء بالغرض فيها رهن ذكرها جميعاً في موضع واحد ، بخلاف سائر القصص فرتما يذكر شيئاً ويترك الباقي .
ولهذا نجد أن قصة أبينا آدم وغيره قد توزعت على أكثر من سورة واحدة ، لأن الغرض الذي يرمي إليه القرآن ، هو تجلية الأبعاد التربوية والخلقية من القصة ، وإبراز مواضع العبرة منها ، فيذكر منها ما يكون مؤثراً في الغاية التي سبق لأجلها الكلام .
وكأن القرآن الكريم واعظ متحرق ، ومرب شفيق يريد تربية المجتمع الإسلامي على الخلق العالي ، والقيم السامية ، ولذلك يستشهد بما جرى في حياة الأنبياء من حوادث ، ويعطف نظر القارئ إلى هذا الجانب ولا يهدف إلى الإلهاء والتطويل .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|