تفسير الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ..} عند الامام الخميني |
2988
04:23 مساءاً
التاريخ: 5-05-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-14
1250
التاريخ: 2024-02-01
1501
التاريخ: 5-05-2015
7654
التاريخ: 2024-02-19
987
|
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]
يبدأ الإمام كدأبه في المناسبات السابقة التي يمرّ بها على السورة، بحثّ ولده على التدبّر بها خاصّة أواخر آياتها، وهو يقول : «بني، اقرأ سورة الحشر المباركة، فإنّ فيها كنوزا من المعارف وضروب التربية، ممّا يستحق أن يمضي فيه الإنسان عمرا بأكمله، يتفكّر بها ويتزوّد منها بألوان الزاد مستعينا بالعون الإلهي، بخاصّة آياتها الأواخر، بدءا من قوله : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ واتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ} إلى آخر السورة.
ففي هذه الآية الصغيرة في لفظها، البالغة العمق في معناها، ثمّ احتمالات بنّاءة، نشير إلى بعضها». (1)
خمسة احتمالات في الخطاب
بعد المقدمة تلك في الحضّ على تلاوة السورة والتدبّر بآياتها خاصّة الأخيرة، يركّز الإمام على آية واحدة هي الثامنة عشرة، ليثير عددا من الاحتمالات في المخاطب بقوله سبحانه : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} وما يحوم حيال ذلك من معان، يعرض لها كما يلي :
[المعنى الأوّل] : يمكن أن تكون الآية خطابا لمن أحرز أوّل مراتب الإيمان، مثل إيمان العامة. على ضوء هذا الاحتمال يكون الأمر بالتقوى هو أمر بأوّل مراتبها، وهي التقوى العامّة المتمثّلة باجتناب مخالفة الأحكام الظاهرية الإلهية، وهي بذلك ناظرة إلى الأعمال الظاهرية.
وفاقا لهذا الاحتمال تكون عبارة : {ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} تحذيرا من تبعات أعمالنا. والشاهد على ذلك أنّ ما نقوم به من أعمال ستردّ علينا بنفسها بصورة تناسبها في النشأة الاخرى، وقد وردت في هذا المعنى آيات وأخبار كثيرة (2).
إنّ التفكّر في هذا الأمر يكفي القلوب اليقظة، بل يوقظ القلوب المؤهّلة، كما يمكن أن يكون فاتحة الطريق لمراتب اخرى ومقامات أسمى. والظاهر أنّ تكرار الأمر بالتقوى للتأكيد، وإن كان هناك احتمال آخر أيضا.
أمّا قوله : {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ}، فهو تحذير جديد إلى أنّ أعمالكم لن تخفى عن محضر الحقّ تعالى، لأنّ العالم برمته هو في حضور الحقّ.
[المعنى الثاني] : يمكن أن تكون الآية خطابا لأولئك الذين أوصلوا الإيمان إلى قلوبهم. فما أكثر ما يكون الإنسان مؤمنا بحسب الظاهر معتقدا بالشهادتين، لكن قلبه غافل عنهما؛ له علم بالأصول الخمسة ومعتقدا بها، بيد أنّ هذا العلم والإيمان لم يصلا قلبه. وربما كان هذا هو حال الجميع، ما خلا خواصّ المؤمنين.
وهنا يكمن منشأ المعاصي التي تصدر عن بعض المؤمنين، فلو آمن القلب بيوم الجزاء والعقاب وتيقّن به كما ينبغي، لأصبح صدور المعصية والذنب بعيدا جدّا. ولو آمن قلب الإنسان بعدم وجود إله غير اللّه لما مال لغير الحقّ تعالى، ولما أثنى على سواه وحمده، ولما خاف وخشي إلّا إياه.
تحليل نزعات الذات الإنسانية
بني، أراك تبدي أحيانا القلق وعدم الارتياح لما تتلقّاه من افتراءات وإشاعات كاذبة، فأقول أولا : ستبقى لا محال تلقى الانتقادات والتهم والإشاعات ما دمت حيا تتحرّك، ويرون فيك مصدر تأثير، فالعقد كثيرة والتوقّعات متزايدة وضروب الحسد جمّة. الإنسان الفاعل حتّى لو كانت نواياه خالصة للّه تماما، فلن يكون بعيدا عن تجريح أهل السوء.
أعرف شخصيا عالما جليلا تقيا، لم يكن يذكر- قبل اعتلائه مقاما بسيطا- إلّا بالخير، وكان موضع إجماع أهل العلم والآخرين تقريبا. لكن بمحض أن توجّهت إليه النفوس وحصل على شأن دنيوي وإن كان تافها، أصبح موضعا للتهمة والأذى، وتفجّرت أشكال العقد والحسد، وظلّت تتحرّك ضدّه ما كان حيا.
كما ينبغي أن تعلم ثانيا، أنّ الإيمان بوحدة الإله ووحدة المعبود ووحدة المؤثّر لم يلج قلبك كما ينبغي. فلتسع لإيصال كلمة التوحيد التي تعدّ أسمى كلمة و أعظمها، من عقلك إلى قلبك، إذ لا يعدو حظّ العقل ذلك الاعتقاد البرهاني الجازم، الذي إن لم تصل معطياته إلى القلب بالمجاهدة والتلقين، فلا يكاد يكون له أثر وفائدة تذكر. وربّما كان بعض أصحاب البرهان العقلي والاستدلال الفلسفي، أكثر عرضة من غيرهم للوقوع في شراك إبليس والنفس الخبيثة ... وهذه القدم البرهانية العقلية لا تصبح روحانية وإيمانية إلّا عند ما تنتقل من أفق العقل إلى مقام القلب، فيصدّق القلب ما أثبته الاستدلال عقليا.
بني، جاهد أن تودع قلبك وتسلمه للّه، بحيث لا ترى مؤثّرا سواه. وإلّا أ فلا يصلّي عامة المسلمين المتعبّدين عدّة مرّات في اليوم والليلة؛ هذه الصلاة المفعمة بالتوحيد والمعارف، وهم يردّدون في اليوم والليلة عدّة مرات { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة: 5] , ويحصرون العبادة والإعانة- بألسنتهم- باللّه، ولكن تراهم يتذلّلون لكلّ عالم وقوي وثري بحيث يكون هذا التذلّل والخضوع أحيانا أكثر ممّا يفعلونه مع المعبود؟ كما يستعينون بأيّ كان ويستمدّونه ويتشبّثون بكلّ تافه في سبيل بلوغ الآمال الشيطانية غافلين عن قدرة الحقّ، لا يستثنى من ذلك سوى ثلّة من المؤمنين حقا وخواص اللّه!
وبناء على احتمال أنّ الخطاب موجّه إلى الذين بلغ الإيمان قلوبهم، فإنّ الأمر بالتقوى يختلف كثيرا عنه في الاحتمال الأوّل. فهذه ليست تقوى اتقاء الأعمال غير اللائقة، بل هي تقوى عن التوجّه إلى الغير، وتقوى عن استمداد غير الحقّ وعن العبودية لغيره، هي تقوى عن فسح المجال لغيره جلّ وعلا لكي يأخذ موقعه في القلب، هي تقوى عن الاتكال والاعتماد على غير اللّه.
وما تراه أنت ممّا نحن وأمثالنا مبتلون به، وكذلك ما يبعث الخوف في نفسي ونفسك من الشائعات والأكاذيب، والخشية من الموت والتحرّر من رقّ الطبيعة ونزع الخرقة (3), إنّما هو من قبيل تلك الامور التي ينبغي الاتقاء منها. وعندئذ يكون المراد من قوله : {ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} الأفعال القلبية التي لها في الملكوت صورة، وفوقها صورة أيضا، واللّه خبير بخطرات قلوب الجميع (4).
بيد أنّ هذا لا يعني أن تتخلّى عن الحركة والفعّالية وتصير إلى الإهمال، وتختار العزلة عن كلّ شخص وكلّ شيء، فهذا خلاف السنّة الإلهية والسيرة العملية للأنبياء العظام والأولياء الكرام، فقد بذلوا- صلوات اللّه وسلامه عليهم- كلّ ما في وسعهم في سبيل تحقيق المقاصد الإلهية والإنسانية، لكن ليس كمثلنا نحن عمي القلوب الذين نتعامل مع الأسباب باستقلال، بل كانوا يعتبرون كلّ شيء في هذا المجال منه جل وعلا، ويرون الاستعانة بأيّ شيء استعانة بمبدأ الخلق، وهذا من مقاماتهم العادية. وهنا يكمن أحد الفوارق بينهم وبين الآخرين.
أنا وأنت وأمثالنا حين ننظر إلى الخلق ونستعين به نغفل عن الحقّ تعالى، والحال أنّهم يرون هذه الاستعانة بالآخرين أنّما هي استعانة به [تعالى] بحسب الحقيقة والواقع، وإن بدت في الظاهر استعانة بالأسباب والأدوات. كما يرون ما يقع [من حوادث ووقائع] منه سبحانه وإن بدا ظاهره بنظرنا غير ذلك، وبذلك يرونه حلوا رائقا في أرواحهم، مهما بدا مرّا ومنغّصا بالنسبة لنا.
بني، ثمّ نقطة ظريفة بالنسبة لنا نحن المتخلّفين عن قافلة «الأبرار»، ربّما كانت ذات أثر- بنظري- في بناء الإنسان، لمن له مسعى في ذلك. ينبغي أن ننتبه أنّ منشأ ارتياحنا للمدح والثناء واستيائنا من الانتقادات وبثّ الشائعات، هو حبّ النفس الذي يعدّ أضخم شراك إبليس اللعين.
فنحن نرغب أن يكيل لنا الآخرون المدح، حتّى لو كان ذلك بافتعال الحسنات لنا واختلاق الخصال الوهمية ومضاعفتها مئات المرّات! كما نرغب أن تبقى أبواب النقد مؤصدة دوننا، وإن كان هذا النقد بحق، أو أن يتحوّل النقد إلى إطراء وثناء!
نتألّم لتقصّي عيوبنا لكن ليس لكون ذلك خلاف الحقّ، ونفرح للمديح والثناء ولكن ليس لأنّ ذلك حق، بل لأنّ هذا العيب عيبي «أنا»، والمدح ليس «لي».
وهذا أمر سائد في أوساطنا هنا وهناك وفي كلّ مكان، وإذا أردت أن تتأكّد من صحّة هذا الأمر، فلاحظ لو أنّك أنجزت عملا ما، وأنجز مثله أو أحسن منه آخر خاصّة إذا كان من أقرانك وزملائك، ثمّ بادر الآخرون لمدحه، فسيزعجك ذلك ولا يروق لك، لا سيّما إذا صيّر المدّاحون عيوب ذلك الشخص مناقب. في هذه الحالة كن على يقين بأنّ يد الشيطان، والنفس الأسوأ من الشيطان، لهي دخيلة في هذا الأمر.
بني، ما أحسن أن تلقّن نفسك وتقنعها بحقيقة أنّ مدح المدّاحين وإطراء المطرين يجرّان الإنسان في الأغلب إلى الهلاك، ويبعدانه أكثر وأكثر عن التزكية. إنّ التأثير السيّئ الذي يتركه الثناء الجميل في نفوسنا الملوّثة، سيكون بالنسبة لنا نحن ضعاف النفوس منشأ لضروب الشقاء وألوان البعد عن محضر الحقّ جلّ وعلا.
وربما كان رصد معايبنا وبثّ الشائعات ضدّنا نافعا لعلاج عيوبنا النفسية، تماما كالعملية الجراحية المؤلمة التي تؤدّي إلى شفاء المريض.
على هذا، إنّ اولئك الذين يبعدوننا عن جوار الحقّ بمدائحهم، هم أصدقاء يعادوننا بحبّهم. وإنّ اولئك الذين يظنّون أنّهم يناصبوننا العداء بتقصّي عيوبنا وتخرّصاتهم وبثّهم الشائعات ضدّنا، هم أعداء يصلحون حالنا- إذا كنّا أهلا للصلاح- ويحسنون إلينا من حيث يعادوننا.
إذا أيقنا أنا وأنت بهذه الحقيقة، وتركتنا المكائد الشيطانية والأحابيل النفسية رؤية الواقعيات كما هي، سنضطرب حينها من مدح المدّاحين ونتأذّى من ثناء الثّناءين، تماما كاضطرابنا اليوم من ذمّ الأعداء وكأذيّتنا من مفتعلي الشائعات المغرضين، وعندئذ سنرحّب بتقصّي عيوبنا كفرحتنا اليوم بمدائح المادحين وإطرائهم.
لو نفذ إلى قلبك ما تقدّم ذكره، فلن تزعجك بعد ذلك المنغّصات ولن يؤلمك اختلاق المختلقين، وستعيش استقرار القلب وطمأنينته، فأكثر ضروب الآلام والقلق ناشئة من الأنانية وحبّ النفس، أنجانا اللّه جميعا منها.
[المعنى الثالث] : الاحتمال الآخر هو كون الخطاب موجّها إلى أصحاب الإيمان من خواصّ أهل المعرفة، الولهين بمقام الربوبية وعاشقي جمال الجميل سبحانه الذين يرون بنور القلب والمعرفة الباطنية، أنّ الموجودات كلّها هي مظهر الحقّ وجلوة له، ويعاينون نور اللّه في جميع المرئيات، وقد أدركوا الآية { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] بالمشاهدة المعنوية والسير القلبي، رزقنا اللّه وإياكم.
وفاقا لهذا الاحتمال يختلف الأمر بالتقوى لهذه الطائفة من العشّاق والخواص، عن الآخرين بفروق. فلعلّ التقوى المقصودة هنا، هي تقوى عن رؤية الكثرات وشهود المرئيات والرائي، هي تقوى عن التوجّه إلى الغير، ولو كان على نحو التوجّه إلى الحقّ من الخلق، هي تقوى حتّى عن «ما رأيت شيئا إلّا ورأيت اللّه قبله ومعه وبعده» (5) ، الذي لا يعدو كونه مقاما عاديا لخلّص الأولياء حيث ل «الشيئية» دخل في الأمر، تقوى عن مشاهدة {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ} ، تقوى عن مشاهدة {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: 4] {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأنعام: 79] ، هي تقوى عن مظهر جمال الحقّ في الشجرة، إلى سائر ما يقع برؤية الحقّ في الخلق.
على هذا المنوال يكون المراد من الأمر بالنظر فيما قدّمناه لغد [قوله تعالى :َ {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18]] هو هذه الحالات من مشاهدة الحقّ في الخلق، والوحدة في الكثرة التي تجيء على الصورة التي تناسبها في العوالم الاخرى.
[المعنى الرابع] : احتمال أن يكون الخطاب موجّها لأولئك النخبة من خلّص الأولياء الذين طووا مرحلة رؤية الحقّ في الخلق، ورؤية جمال حضرة الوحدة في الكثرة الفعلية فلا أثر لغبار الخلق على مرآة مشاهداتهم، وتخلّصوا من الشرك الخفي في هذه المرحلة، إلّا أنّهم أسلموا قلوبهم لتجليات أسماء الحقّ، فصاروا عشّاق ولهين بحضرة الأسماء، أفنتهم التجليات الأسمائية عن الغير، لا يشاهدون سوى مظاهر الأسماء.
مع هذا الاحتمال يكون الأمر بالتقوى أمرا بالتقوى عن رؤية التكثّرات الأسمائية والمظاهر الرحمانية والرحيمية وسائر أسماء اللّه، حتّى لكأنّ صوتا يرنّ في أسماعهم من الأزل إلى الأبد، أن ليس هناك إلّا مظهر واحد لا غير.
ثمّ تفسّر بقية الفقرات بما يناسب هذا المعنى. وإذا طووا هذه المرحلة واجتازوها، فعندئذ لا شاهد ولا مشاهدة ولا شهود، بل هو الفناء في «هو» المطلق و «لا هو إلّا هو».
[المعنى الخامس] : أمّا أشمل الاحتمالات وأجمعها، فهو أن يحمل كلّ لفظ في الآية مثل «آمنوا» و «اتّقوا» و«لتنظر» و «ما قدّمت» وهكذا، على معانيها المطلقة، إذ هي جميعا مراتب لتلك الحقائق، حيث تكون الألفاظ عناوين موضوعة لمعان لا قيد لها، مطلقة من الحدّ والحدود.
و إذا كان ثمّ احتمالات اخر فهي تندرج أيضا في هذا الاحتمال، وتعدّ مرتبة من مراتبه. ومن ثمّ فهو يشمل أيّ فئة أو طائفة من المؤمنين بالمعنى الحقيقي، بوصفها مصاديق للعنوان المطلق.
عندئذ تتحوّل هذه المسألة (6) إلى مفتاح لفهم كثير من الأخبار التي طبّقت الآيات على فئة بعينها أو شخص بذاته ممّا يوهم اختصاصها بهذا المورد، مع أنّ الأمر ليس كذلك، بل هو من باب ذكر مصداق أو مصاديق متعدّدة وحسب» (7).
___________________________
(1)- وعده ديدار : 107، المظاهر الرحمانية : 65.
(2)- من الآيات الدالّة، قوله سبحانه : { ووَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً}،( الكهف : 49)، وقوله : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً}،( آل عمران : 30)، وقوله : { وأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى* وأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى} ،( النجم : 39- 40)، وقوله : { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ* فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ،( الزلزلة : 6- 8).
أمّا الأحاديث المؤيدة، فتشمل أحاديث تجسّم الأعمال، وهي كثيرة يمكن مراجعتها في المجاميع الروائية.
(3)- من المصطلحات العرفانية التي تعني تحرر روح الإنسان من أسر البدن.
(4)- أي سيكون المراد من تتمة الآية : { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ} ، هو أنّ اللّه خبير بخطرات قلوب الجميع.
(5)- علم اليقين في اصول الدين 1 : 49 باختلاف يسير مع المتن.
(6)- يقصد بهذه المسألة أنّ اللفظ موضوع للشيء في غايته وحقيقته وروحه لا في شكله وصورته، ومن ثمّ فإنّ المدار في صدق اللفظ على مصداقه هو اشتمال المصداق على الغاية والغرض، لا جمود اللفظ على صورة واحدة. فمثلا يطلق لفظ« السراج» على كلّ ما يحقّق الاستضاءة سواء أ كان مصداقه الأشكال البدائية أو وسائل الإنارة المتطوّرة في عصرنا، فلفظ« السراج» يصدق على الفتيلة البدائية والفانوس النفطي والمصباح الذي يشتغل بالطاقة الكهربائية، كما يصدق على أي مصداق تفرزه التجربة الإنسانية على خط تطوّرها القادم، حيث من المنتظر أن يشيع بيننا مصباح يشتغل بالطاقة الذرية. فهذه كلها- وغيرها- مصاديق للفظ ما دامت تحقّق الاستضاءة، بل لا مانع من تمديد دائرة المصاديق لتشمل ما هو عقلي وغيبي علاوة على ما هو حسي ومادي.- لقد تحوّلت هذه المسألة إلى قاعدة منهجية أتاحت لحركة التفسير ولوج عوالم رحيبة خاصّة مع توسعة المصاديق من الدائرة المادّية إلى الدائرة العقلية والغيبية، وبحدود تتبّعى رأيت أنّ أوّل من أشار إليها هو الغزالي في« جواهر القرآن : 51»، ثمّ تابعه عليه الشيرازي في« مفاتيح الغيب» وغير موضع من تفسيره، ثمّ اقتفى خطاه الكاشاني في مقدّمات تفسيره( المقدمة الرابعة من تفسير الصافي)، كما نقّحها من المعاصرين الطباطبائي في تفسيره( الميزان في تفسير القرآن 1 : 9- 10).
(7)- وعده ديدار : 107- 113، المظاهر الرحمانية : 65- 72.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|