المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24
سبب نزول الآية 122 من سورة ال عمران
2024-11-24
أقسام الغزاة
2024-11-24
سبب نزول الآية 86-89 ال عمران
2024-11-24
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24



حق الطلاق  
  
2407   03:39 مساءً   التاريخ: 3-1-2021
المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
الكتاب أو المصدر : شمس المرأة لا تغيب
الجزء والصفحة : ص90-93
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2019 2807
التاريخ: 27-5-2022 1818
التاريخ: 29-1-2019 1784
التاريخ: 12-10-2018 1717

الطلاق كما هو مروي ابغض الحلال عند الله ، وانه غير محبذ في الاسلام ، وهو من جهة اخرى « اخر العلاج الكي » ، فعندما لا يتمكن الزوجان من التفاهم في ادنى مراتب العيش في الحياة الزوجية المشتركة فانهما يعيشان في جحيم مستمر عندها يأتي الاسلام ليشرع لهما الطلاق الذي طالما حرمته بعض الفرق المسيحية الى ان اضطرت الى اباحته ، ومن المعلوم ان للطلاق شروطا صعبة بالأخص حسب منظار مذهب اهل البيت (عليهم السلام) وذلك محاولة منهم لدرء الفصل بين الزوجين مهما امكن ، ومن تلك الشروط شهادة العدلين ، مضافا الى عدم التسرع بالطلاق من قبل الحاكم بل وعليه محاولة التوفيق بين الزوجين ، ومما فرضه الاسلام ان الطلاق لا يقع في حالة الحيض (1) ، ومن تلك العوائق :

اخذ العدة لإعطاء المجال امام التعقل والرجوع الى الحياة الزوجية ، ومنها تكليف الزوج بالنفقة ايام العدة ، وعليه رعاية الاطفال بعد الطلاق لان ذلك من واجباته ، كل ذلك عوائق امام وقوع الطلاق ، بالإضافة الى مسالة الحكم (2) ، وأخيراً مسالة المحلل بعد الطلاق الثالث ، والحرمة المؤبدة بعد التاسعة .

ان مسالة الطلاق محسومة حيث انه حل سلمي لقضية عالقة وهي عدم التفاهم ، ولابد ان يقع في اجواء هادئة لا يسودها الغضب ، والا بطل الطلاق ، ولم يقع ، ومن هنا فقد امر الشرع بان يكون الطلاق بالحسنى حيث يقول جل وعلا : {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] وقوله تعالى : {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} [الطلاق: 2].

وعلى اي حال ليس هذا هو المقصود هنا ، بل المقصود لماذا الطلاق بيد الرجل دون المرأة ، وقد بينا بعض جوانب المسالة لدى البحث عن قيمومة الرجل دون المرأة ،ونضيف هنا ان الحالات اربع : اما ان يكون الطلاق بيد الزوج ، او يكون بيد الزوجة ، او يكون بيديهما ، او ان يكون بيد غيرهما ، اما الاخير فهو بالنتيجة اجنبي عنهما ، واما ان يكون بيديهما فلا يحل الخلاف بل يزيده تعقيدا ، ويبقى الامر اما ان يكون بيد الزوجة او بيد الزوج ، ولا مجال الى حل اخر ، فلو دار الامر بينهما لابد من دراسة الموردين واختيار ما هو الانسب واقل مفسدة ، ولا شك بان تسليم زمام امر الطلاق بيده اقل فسادا مما اذا كان الطلاق بيدها لأمور عديدة اهمها : انه اكثر عقلانية منها ، وان الامر يتعلق بأمور اخرى ، فاذا انيط الطلاق اليها لابد من التغيير الجذري في عدد من المسائل النفسية والجسدية والاجتماعية والقانونية والتي منها مسالة المهر والنفقة (3) . وبقية المسؤوليات الملقاة على عاتق الرجل لتتحول كل هذه المسؤوليات الى المرأة ، وهذا يعني تحويل المرأة الى الرجل والعكس بالعكس ، والامر يعود الى البدء ، والمرأة بهذا تكون مكرمة اكثر حين خففت عنها اعباء الحياة المليئة بالمشاكل والمسؤوليات .

ومن جهة اخرى انها تتمكن من ضمانة حقها بأمور عدة ، منها الضغط على الرجل بالتزامه القوانين التي وضعها الاسلام ، ومنها وضع الطلاق بيدها ضمن عقد الزواج  او عقد اخر ملزم ، ومنها انها تتمكن من المطالبة بالطلاق الخلعي ، ومنها انها اذا ضاقت من زوجها ذرعا فلها مراجعة الحاكم وبعد اثبات مدعاها فانه يطلقها طلاقا ولائيا اذا لم يستجب الزوج للطلاق ، واما مسالة فسخ الزواج بالعيوب التي لا يمكن ان تتحملها المرأة فهو باب اخر مفتوح لها مما فسح لها المجال في اخذ القرار ، والامر حينئذ بيدها ، ومن المفروض ان لانحمل الاسلام سوء تصرف المسلمين وعدم التزامهم بالقوانين الاسلامية ، واختراقاتهم المتكررة .

____________________________

(1) رغم ان الطلاق انفصال ولا حاجة بالرجل الى المرأة او بالعكس فان الشرع اشترط ان لا يقع الطلاق في ايام الحيض خلافا للزواج حيث لا يشترط فيه ذلك وان كان الغرض منه الاستمتاع بالمرأة ، وكذلك الحال في الشهود .

(2) يقول جل وعلا : « وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا » (النساء : 35 ) ، والذي يفهم منه الوجوب على المختار ، اذ على الحاكم ان يقوم بذلك قبل الطلاق .

(3) جاء في كتاب حقوق المرأة في النظام الاسلامي : 316 حول هذا النوع من الطلاق جاء نص المادة المترجمة من القانون الاسلامي كالتالي : « يمكن لطرفي عقد الزواج ان يشترطا كل شرط لا يتناقض مع طبيعة العقد المذكور ضمن عقد الزواج او ضمن عقد اخر ، مثلا ان يشترط حينما يتزوج الزوج امرأة اخرى او يغيب مدة معينة او يترك الاتفاق او يتعدى على الحياة الزوجية او يسيء معاملتها بالشكل الذي تصبح الحياة بينهما امر لا يطاق ، فالزوجة تكون وكيلة عن الزوج في الطلاق ، او لها الحق في التوكيل بالطلاق ، وبعد اثبات تحقق الشرط في المحكمة وصدور حكمها النهائي بذلك تستطيع المرأة طلاق نفسها » .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.