المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تعلم ان تسخر من نفسك  
  
1805   04:47 مساءً   التاريخ: 11-10-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص13-16
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2020 2034
التاريخ: 23-4-2018 2173
التاريخ: 19-10-2017 3276
التاريخ: 18-8-2022 1460

لن تجد شيئا يقيك الاحباط اليومي للحياة اكثر من أن تتمتع بروح الدعابة وخاصة القدرة على ان تسخر من نفسك ، وعندما تمتد علاقتك بشريكك على مدى فترة طويلة من الزمن فان شريكك يصل الى مرحلة يصبح فيها على معرفة بك تماما كما تعرف انت نفسك ، فتجده يعرف كل صفاتك ويتوقع اي سلوك غير سليم قد يصدر منك ، ويعرف أساليبك في التعامل مع الامور وهذا يعني انه لن يكون بإمكانك ان تخفي شخصيتك الحقيقية عن شريكك مهما حاولت .

واذا لم يكن بمقدورك ان تسخر من نفسك فهذا يعني ان علاقتك ستسير طويلا في طريق وعر وسوف تعاني في علاقتك وذلك لأنك سوف تشعر بل وربما تتصرف مع شريكك على انك في موقف دفاعي تدرأ عن نفسك كل ما يوجه اليك ؛ وذلك كلما ضايقك شريكك بالملاحظات او لاحظ عيوبك او صرح لك بهذه العيوب من آن لآخر. وهذا بدوره سوف يزيد من ضعفك ويلقي عليه الضوء جاعلا اياه يبدو بصورة اكبر بكثير. والاكثر من ذلك ان رد فعلك لتعليقات شريكك سوف يزيد من نقاط الخلاف بينكما والتي سيكون عليكما التعامل معها وبهذا تبدأ صغائر الامور في التحول الى كبائر.

واذا نظرت حولك الى العلاقات التي يسودها الحب والسعادة فستجد دائما ان كلا الشريكين في هذه العلاقة لديه القدرة على أن يسخر من نفسه ، وكل منهما لديه من الحكمة ما يجعله يجلس دون اكتراث عندما يبرز احد عيوبه . وهذا يخلق بيئة ، حيث لا يكون فيها للمضايقات والمزح العارضة اي اثر سلبي ، وحيث يشعر المرء بالأمان عندما يبدي ملاحظاته او اقتراحاته ، وبهذا تنمو العلاقة وتتعمق لان كلا الشريكين يشعر بالأمان والاحتفاظ بروح الدعابة يكون اثره اوضح ما يكون في تلك المناقشات بين الازواج التي يكون فيها ما من شانه ان يبعث على الغضب ؛ حيث تجد الموقف وقد خفت حدته وانطفأت جذوته. وعلى سبيل المثال حدث ذات مرة ونحن نقضي بعض الوقت مع زوجين اخرين عندما صدر من الزوجة تعليق حاد بعض الشيء تجاه زوجها وبالتحديد قالت هذه الزوجة لزوجها (انك تتكلم كثيرا) ، وما كان للزوج الا ان اتبع جوهر هذه الاستراتيجية حيث صدرت منه نهنهة بسيطة وقال بكل لطف (انك على صواب فلا شك انني استطيع السيطرة على حوار) وهكذا استطاع هذا الزوج احتواء الموقف قبل ان يتفاقم ليس فقط بسبب كلماته وانما ايضا بسبب قدرته على ان يرى بذرة من الحقيقة في كلام زوجته وقدرته على الاحتفاظ بتواضعه واستعداده لان يسخر من نفسه. وفي الغالب عندما تحتفظ بروح الدعابة وتستمر على تواضعك فسوف يشعر شريكك عندما يقسو عليك في كلامه وبالتالي يسرع الى الاعتذار لك عما بدر من تعليقات ، وحتى اذا لم يحدث هذا فهذا ليس مهما لان الامر لم يكلفك كثيرا .

وكم راينا خلال سنين عمرنا المئات من المحادثات التي تزيد حدتها بشكل سلبي لا لشيء الا لان الشريك المستمع الى هذا التعليق غير المواتي قد اتخذ موقف الدفاع واخذ الامور بجدية بدلا من ان يلتزم روح الدعابة . وهكذا يجره عجزه عن الاحتفاظ بروح الدعابة الى الرد على هذه التعليقات او الجدال او حتى المشاجرة .

وعندما يأخذ شخص ما الامور بجدية فيمكنك ان تستشعر هذا حتى لو حاول هو ان يخفي هذا ؛ حيث تتغير حالته المزاجية واسلوبه في الكلام ونبرة صوته بل واشارته . وليس هناك الا طريقة واحدة لهذا : فبدون روح الدعابة سينتهي الامر بك بالمعاناة .

تذكر دائما انه كلما كنت رائعا رغب شريكك في قضاء وقت طويل معك ، واذا ما صدر منه اي تعليق غير موات لك فقد يكون فيما يقول بذرة من الحقيقة : وحتى ان جانبه الصواب تماما فيما يقول فمن مصلحتك ألا تشغل بالك بالأمر وان تقابله بالضح . وعندما تسخر من نفسك ولا تأخذ الامور بجدية فسيصبح من السهل جدا ان تتعامل مع شريكك ، ولن يشعر شريكك كما لو كان يسير على (قشر بيض) وهو يحرص على ارضائك وعدم مضايقتك . وفي نهاية الامر سيغلب على علاقتكما الحب وتغمره المتعة لا لشيء الا لأنك قد استطعت ان تخلق بيئة امنة وممتعة .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.