يمتاز المجتمع الدولي بالتنافس والتجزئة وذلك بسبب خضوع العلاقات الدولية للمصالح الوطنية ولهذا فان القوة لها دور أساس في هذه العلاقات وترسم الدور الذي تسلكه الدولة في النظام الدولي(1). وقد اختلفت التعريفات في وصف القوة فعرفت بأنها" قدرة الدولة على فرض أرادتها على الدول الأخرى باستخدام القوة أو التهديد بها"(2). إلا أن جونز عرفها بأنها" المساهمة في صنع القرارات"(3). كما عرفها" ستاسنكر" ((Stoessinger  بأنها قابلية الأمة باستخدام مواردها المادية وغير المادية بطريقة تؤثر على سلوك الأمم الأخرى(4).

أما " دبليه " فانه يستعمل مصطلح" تنظيم" بمعنى القوة ويقصد بالتنظيم " الطريقة التي تتبعها الدولة لتحقيق غاية منشودة"(5). كما عرف" هارتمان" ((Hartman القوة بإنها القدرة أو الطاقة التي تملكها الدولة وتستطيع أن تستخدمها للحصول على مصالحها القومية(6). ولهذا ارتبط مفهوم القوة في العصر الحديث بمفاهيم أ خرى كالردع والتهديد والإجبار والحرب والإقناع يضاف إلى ذلك ان التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حصل في تطوير الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل والصواريخ عابرة القارات كان له الدور الكبير في العلاقات الدولية بأشكالها المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية(7).

________

(1) هشام القروي، القوة والعلاقات الدولية، مجلة دراسات دولية، ع13، جمعية الدراسات الدولية، تونس، 1984م، ص40.

(2) كاظم هاشم نعمة، العلاقات الدولية، مطبعة جامعة بغداد، بغداد، 1987م، ص55.

(3) محمد أزهر السماك ، الجغرافية السياسية اسس وتطبيقات، المصدر السابق، ص67.

(4) عبد الرزاق عباس حسين، الجغرافية السياسية مع التركيز على المفاهيم الجيوبولتيكية ، المصدر السابق، ص237.

     (5)Harm.J.deBlij, systematic political Geography (New York),John Wiley and sons, 1967,  p.75    

(6) أعياد عبد الرضا عبدال، المتغير التكنولوجي وأثره قوه الدولة دراسة تطبيقية في الجغرافية السياسية للعراق، رسالة  ماجستير، قسم الجغرافية، كلية التربية (ابن رشد)، جامعة بغداد، 1999م، ص41.( غير منشورة).

(7)هشام القروي، القوة والعلاقات الدولية، المصدر السابق، ص42.