المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

التباين المكاني spatial Variation
24-9-2020
حرمة صوم يومي العيدين فرضاً أو نفلاً
13-12-2015
Summary of the repair systems
21-4-2021
حجر بن زائدة الحضرمي.
24-12-2016
دراسة الفيزياء
27-8-2019
علم التصنيف والتسمية العلمية Classification and Nomenclature
19-6-2021


حول حرية المرأة في الاسلام  
  
2482   09:39 صباحاً   التاريخ: 17-9-2020
المؤلف : السّيدة مريم نور الدّين فضل الله
الكتاب أو المصدر : المرأة في ظلّ الإسلام
الجزء والصفحة : ص٣٦-٣٨
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-11-2020 2504
التاريخ: 19-1-2016 2672
التاريخ: 2023-03-11 1634
التاريخ: 19-1-2016 1993

جمعتنا الصدف في بيت إحدى الصديقات ، وكان عندها جمع غفير ، ضم عدداً غير قليل من ذوات الفهم والعلم والأدب والثقافة العالية.

دار النقاش ، حول تاريخ نهضة المرأة المسلمة وما لاقت في حياتها من عقبات ومتاعب.

علا الضجيج وزادت الجلبة والضوضاء كل يبدي رأيه في حال المرأة ، وتطوراتها في ظل التشريع الإسلامي. وتفرقوا شيعاً بين مادح لوضعها ... وناع عليها.

وانبرت إحدى الحاضرات ، وهي من المسلمات ، المثقفات ثقافة عالية لكنها ويا للأسف ... من جملة النساء المخدوعات بتزويق كلام يرقشه جماعة من الملحدين والمستهترين.

راحت تلك الاخت المثقفة تهاجم الشريعة الإسلامية بحماس زائد ، مدعية أن الإسلام بتشريعاته القاسية ، وقوانينه الصارمة ، قد ظلم المرأة ، وأن علماء المسلمين قد أجحفوا بحقها.

حبسوها ... قيدوها ... ضيقوا عليها ... حرموها الحرية والنور ... جعلوها منبوذة في المجتمع ... خاملة الذكر ... متحجبة ... حبيسة الجدران ... مخدرة ... مستبعدة. إلى آخر ما هنالك ، من نعوت وأوصاف.

أجبتها بكل هدوء : خففي من غلوائك اختاه ، ولا تجعلي للشيطان عليك سبيلا.

لا داعي للتحدي أو المهاجمة ، فإنني على استعداد تام ، لكي أشرح مبينة لك ، ولغيرك وضع المرأة المسلمة ، نصف الهيئة الاجتماعية.

ولا أستسلم للعواطف التي طالما حملت الكثير من الناس على ذكر الحسنات دون السيئات متى تحدثوا عن أقوامهم.

(وليس في التشريع الإسلامي سيئات).

وإني أبذل جهدي ، لشرح وتوضيح كل فقرة أو كلمة مما تقولين وتنكرين ليتضح ما خفي عليك وعلى أمثالك من المخدوعات والمخدوعين لا تأخذني في الله لومة لائم (قل الحق ولو على نفسك).

كما وأرجو من أخواتي الحاضرات أن ينظرن بمنظار الحق واعتبارهن امة وسطاً تحكم بالعدل.

وإن الغاية من موقفي هذا هو كشف النقاب ، عن وجه تطور المرأة المسلمة من النواحي الأخلاقية والثقافية والاجتماعية ... وغيرها.

وذلك في غضون تعاقب العرب ... والفرس ... والترك ... وغيرهم ، على الحكم في الامبراطورية الاسلامية.

وكذلك في ظروف تداول السلطة بين العرب ... والبربر ... في المغرب والأندلس حتى نصل إلى تبيان التطور الذي أصاب الأمة الإسلامية في تلك المراحل.

وللانسجام مع الواقع ، والمحافظة على الوجه الاسلامي الصحيح من أن تشوهه الأضاليل ، أبذل الجهد في تحليل ما يقتضيه الواقع ، من بحث وتدقيق وتنقيب وتمحيص ، للوصول إلى الغاية المرجوة بكتابي هذا.

وإنني الآن أتناول ، أولاً موضوع حرية المرأة ، شارحة لأي مجال أعطاها الاسلام من الحرية والانطلاق.

وإني إذ أكتب أرى أنه ليس من الضروري ، أن تكون عباراتي مسجعة ، منمقة في غاية البلاغة وتنعدم معها إمكانيات العطاء الذاتي كما يفعل البعض.

وإنما حرصت على أن تكون هذه العبارات سهلة سلسلة يستسيغها القراء ، مع حسن التنسيق وسلامة التعبير.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.