أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
5160
التاريخ: 13-02-2015
1577
التاريخ: 5-10-2014
1605
التاريخ: 15-02-2015
1641
|
القرآن رسالة إلى الإنسان ولعله بعدها الأول ، حيث يمكن التعامل معه على أساس وجوده وحضوره وارتباطه مع بعضه البعض، فليس هو شفاف لا وجود مادي له كالجن بل له كيان مادي في هذه الحياة.
والقرآن الكريم جاء لهذا الإنسان وعلى هذا الأساس لتنظيم أمور حياته الشخصية والاجتماعية. فهو يشعره بهذا الوجود حينما يبرمج له حياته كي يعيش بتلك البرامج والمناهج والأساليب والوسائل التي وضعها له الاستقرار والأمن والطمأنينة في الحياة. فجاءت تعاليم هذا الكتاب لهذا الكائن البشري في الجانب الاجتماعي كالعلاقات الزوجية وما يستتبعها من حمل وولادة وطلاق أو أحوال شخصية ومدنية، كذلك جاءت تعاليمه في العبادة وفي الاقتصاد والسياسية وكل جوانب الحياة ومناحيها.
كما أن القرآن جعل هذه الأمور بمثابة محور ترتكز عليه علاقته مع بني جنسه من خلالها، فكانت العلاقات الاجتماعية والعلاقات الاقتصادية والسياسية فلم يتركها دون أن يضع لها برنامجا يرتب هذه العلاقات وجعل الإنسان يعيش وفقها حتى لا يكون منزويا عن المجتمع وبعيدا عنه.
فلم يترك القرآن هذا البعد وهو شخصية الإنسان، فقد وردت الآيات الكثيرة التي تحدثت عنه بلفظة الإنسان وبغيرها. بل إن القرآن كله جاء لهذا المخلوق البشري، ولتحديد ملامح شخصيته حتى تكون متوافقة مع برامجه فتكون شخصية قرآنية. لذا فكانت خلقته وتكوينه غير مشوبة بشيء وفطرته سليمة، فلم يكن عليه إلا أن يلتزم بما أمره اللّه وبما نهاه، فليس أمامه إلا طريق الإيمان والعمل الصالح. فقال سبحانه : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين : 4 - 6]
فالكتاب الكريم جاء لتحريك الإنسان بناء على تلك الفطرة السليمة {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم : 30] لبناء نفسه، والانطلاق من خلالها لبناء أمته { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } [التحريم : 6] وأراد القرآن بذلك أن يشيد صرح حضارة كبيرة قوية يعتمد عليها، يكون ركيزتها الإنسان المؤمن صاحب الإرادة الفولاذية الصلبة التي بها يتحدى الأعاصير، ويقف بصرح حضارته أمام الحضارات الأخرى. يقول ربنا {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد : 11] .
ويذكرنا الكتاب الكريم بالماضي العريق لهذه الأمة، كي يحفزنا في أن نكون كما كنا أمة قوية ذات رسالة خالدة، وحضارة لها قيمها الثابتة حينما كانت ملتزمة بها تقود الأمم إلى الطريق السليم، وتعلم الحضارات الأخرى بما لا تملك من مبادئ وشرائع. فيقول سبحانه وتعالى كُنْتُمْ {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (حينما التزمتم) تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } [آل عمران : 110] .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|