أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2020
25223
التاريخ: 2-2-2019
4286
التاريخ: 25-03-2015
3990
التاريخ: 26-03-2015
13897
|
التشبيه المقلوب
الأمثلة :
(2) قال محمد بن وهيب الحميري (1) :
وبدا الصباح كأن غرته |
|
وجه الخليفة حين يمتدح |
(2) وقال البحتري :
كأن سناها بالعشى لصبحها |
|
تبسم عيسى حين يلفظ بالوعد |
(3) وقال آخر :
أحن لهم ودونهم فلاة |
|
كأن فسيحها صدر الحليم |
البحث :
يقول الحميري : إن تباشير الصباح تشبه في التلألؤ وجه الخليفة عند سماعه المديح، فأنت ترى هنا أن هذا التشبيه خرج عما كان
مستقرا في نفسك من أن الشىء يشبه دائما بما هو أقوى منه في وجه الشبه، إذ المألوف أن يقال إن وجه الخليفة يشبه الصباح، ولكنه عكس وقلب للمبالغة والإغراق بادعاء أن وجه الشبه أقوى في المشبه ؛ وهذا التشبيه مظهر من مظاهر الافتنان والإبداع.
ويشبه البحتري برق السحابة الذى استمر لماعا طوال الليل بتبسم ممدوحه حينما يعد بالعطاء، ولا شك أن لمعان البرق أقوى من بريق الابتسام، فكان المعهود أن يشبه الابتسام بالبرق كما هي عادة الشعراء، ولكن البحتري قلب التشبيه.
وفى المثال الثالث شبهت الفلاة بصدر الحليم في الاتساع، وهذا أيضا تشبيه مقلوب.
القاعدة :
(12) التشبيه المقلوب هو جعل المشبه مشبها به بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر(2).
نموذج
(1) كأن النسيم في الرقة أخلاقه.
(2) وكأن الماء في الصفاء طباعه.
(3) وكأن ضوء النهار جبينه.
(4) وكأن نشر الروض حسن سيرته.
الإجابة
المشبه |
المشبه به |
وجه الشبه |
نوع الشبيه |
(1) التسميم |
أخلاقه |
الرقة |
مقلوب |
(2) الماء |
طباعه |
الصفاء |
مقلوب |
(3) ضوء النهار |
جبينه |
الإشراق |
مقلوب |
(4) نشر الروض |
حسن سيرته |
جميل الأشر |
مقلوب |
تمرينات
(1)
لم كان التشبيه مقلوبا فيما يأتي؟
(1) قال ابن المعتز :
والصبح في طرة ليل مسفر |
|
كأنه غرة مهر أشقر (3) |
(2) وقال البحتري :
في حمرة الورد شيء من تلهبها |
|
وللقضيب نصيب من تثنيها |
(3) وقال أيضا في وصف بركة المتوكل :
كأنها حين لجت في تدفقها |
|
يد الخليفة لما سال واديها (4) |
(4) سارت بنا السفينة في بحر كأنه جدواك، وقد سطع نور البدر كأنه جمال محياك.
(2)
ميز التشبيه المقلوب من غير المقلوب فيما يأتي وبين الغرض من كل تشبيه :
(1) كأن سواد الليل شعر فاحم.
(2) قال أبو الطيب :
يزور الأعادي في سماء عجاجة |
|
أسنته في جانبيها الكواكب (5) |
(3) كأن النبل كلامه وكأن الوبل (6) نواله.
(4) قال الأبيوردي (7) :
كلماتي قلائد الأعناق |
|
سوف تفنى الدهور وهى بواق |
(5) أرسل أحد كتاب المأمون (8) إليه فرسا وقال :
قد بعثنا بجواد |
|
مثله ليس يرام |
فرس يزهى به لا |
|
حسن سرج ولجام (9) |
وجهه صبح ولكن |
|
سائر الجسم ظلام |
والذى يصلح للمو |
|
لى على العبد حرام |
(3)
حول التشبيهات الآتية إلى تشبيهات مقلوبة وبين أيها أبلغ :
(1) قال البحتري يصف قصرا فوق هضبة :
في رأس مشرفة حصاها لؤلؤ |
|
وترابها مسك يشاب بعنبر |
(2) وقال :
وكانت يد الفتح بن خاقان عندكم |
|
يد الغيث عند الأرض حرقها المحل (10) |
(3) وقال في الغزل :
لست أنساه باديا من بعيد |
|
يتثنى تثنى الغصن غضا |
(4) وقال في المديح :
وأشرق عن بشر هو النور في الضحا |
|
وصافى بأخلاق هي الطل في الصبح (11) |
(4)
حول التشبيهات المقلوبة الآتية إلى تشبيهات غير مقلوبة :
(1) ركبنا قطارا كأنه الجواد السباق.
(2) فاح الزهر كأنه ذكرك الجميل.
(3) ظهر الصبح كأنه حجتك الساطعة.
(4) تقلد الفارس سيفا كأنه عزيمته يوم النزال.
(5)
كون تشبيها مقلوبا من كل طرفين من الأطراف الآتية مع وضع كل طرف مع ما يناسبه :
قصف الرعد. |
غضبة. |
لمع البرق. |
أخلاقه |
نور جبينه. |
الصاعقة. |
شعره. |
ابتسامه |
شعاع الشمس. |
صوته. |
سواد الليل. |
أزهار الربيع |
(6)
أتمم التشبيهات المقلوبة الآتية :
(1) كأن ... قدومك لزيارتي |
(4) كأن ... حرارة حقده. |
(2) كان ... جرأتك. |
(5) كأن ... حد عزيمتك. |
(3) كأن ... صوته المنكر. |
(6) كأن ... احتياله. |
(7)
أتمم التشبيهات المقلوبة :
(1) كأن عصف الريح ... |
(4) كأن الدرر ... |
(2) كأن ذل اليتيم ... |
(5) كأن صفاء الماء ... |
(3) كأن نضرة الورد ... |
(6) كأن السحر ... |
(8)
جاء في كتب الأدب أن أبا تمام حينما قال في مدح أحمد بن المعتصم (12) :
إقدام عمرو (13) في سماحة حاتم (14) |
|
في حلم أحنف (15) في ذكاء إياس (16) |
قال بعض حساده أمام ممدوحه : «ما زدت على أن شبهت الأمير بمن هم دونه».
فقال أبو تمام :
لا تنكروا ضربي له من دونه |
|
مثلا شرودا في الندى والباس (17) |
فالله قد ضرب الأقل لنوره |
|
مثلا من المشكاة والنبراس (18) |
فما معنى الرد الذي ساقه أبو تمام في البيتين السابقين؟ وهل في استطاعتك أن تدافع عن أبي تمام بحجة أخرى بعد أن تنظر في البيت جميعه؟ وما نوع التشبيه الذى يرضى هؤلاء النقاد؟
(9)
هات تشبيهات مقلوبة في وصف جريء مقدام، ثم في وصف سفينة، ثم في وصف كلام بليغ.
(10)
ولو لا احتقار الأسد شبهتهم بها |
|
ولكنها معدودة في البهائم |
تكلم على ما في البيت السابق من ضروب الحسن البياني، وهل ترى أن المدح يكون أبلغ لو قال «شبهتها بهم» وما ذا يكون التشبيه إذا؟
(7) بلاغة التشبيه وبعض ما أثر منه عن العرب والمحدثين (19)
تنشأ بلاغة التشبيه من أنه ينتقل بك من الشيء نفسه إلى شيء، طريف يشبهه، أو صورة بارعة تمثله. وكلما كان هذا الانتقال بعيدا قليل الخطورة بالبال، أو ممتزجا بقليل أو كثير من الخيال، كان التشبيه أروع للنفس وأدعى إلى إعجابها واهتزازها.
فإذا قلت : فلان يشبه فلانا في الطول، أو إن الأرض تشبه الكرة في الشكل، أو إن الجزر البريطانية تشبه بلاد اليابان، لم يكن لهذه التشبيهات أثر للبلاغة ؛ لظهور المشابهة وعدم احتياج العثور عليها إلى براعة وجهد أدبي، ولخلوها من الخيال.
وهذا الضرب من التشبيه يقصد به البيان والإيضاح وتقريب الشيء إلى الأفهام، وأكثر ما يستعمل في العلوم والفنون.
ولكنك تأخذك روعة التشبيه حينما تسمع قول المعرى يصف نجما :
يسرع اللمح في احمرار كما تس |
|
رع في اللمح مقلة الغضبان (20) |
فإن تشبيه لمحات النجم وتألقه مع احمرار ضوئه بسرعة لمحة الغضبان من التشبيهات النادرة التي لا تنقاد إلا لأديب. ومن ذلك قول الشاعر :
وكأن النجوم بين دجاها |
|
سنن لاح بينهن ابتداع |
فإن جمال هذا التشبيه جاء من شعورك ببراعة الشاعر وحذقه في عقد المشابهة بين حالتين ما كان يخطر بالبال تشابههما، وهما حالة النجوم في رقعة الليل بحال السنن الدينية الصحيحة متفرقة بين البدع الباطلة. ولهذا التشبيه روعة أخرى جاءت من أن الشاعر تخيل أن السنن مضيئة لماعة، وأن البدع مظلمة قاتمة.
ومن أبدع التشبيهات قول المتنبي :
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها |
|
وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه |
يدعو على نفسه بالبلى والفناء إذا هو لم يقف بالأطلال ليذكر عهد من كانوا بها، ثم أراد أن يصور لك هيئة وقوفه فقال : كما يقف شحيح فقد خاتمه في التراب ؛ من كان يوفق إلى تصوير حال الذاهل المتحير المحزون المطرق برأسه المنتقل من مكان إلى مكان في اضطراب ودهشة بحال شحيح فقد في التراب خاتما ثمينا؟ ولو أردنا أن نورد لك أمثلة من هذا النوع لطال الكلام.
* * *
هذه هي بلاغة التشبيه من حيث مبلغ طرافته وبعد مرماه ومقدار ما فيه من خيال، أما بلاغته من حيث الصورة الكلامية التي يوضع فبها أيضا. فأقل التشبيهات مرتبة في البلاغة ما ذكرت أركانه جميعها. لأن بلاغة التشبيه مبنية على ادعاء أن المشبه عين المشبه به، ووجود الأداة ووجه الشبه معا يحولان دون هذا الادعاء، فإذا حذفت الأداة وحدها، أو وجه الشبه وحده، ارتفعت درجة التشبيه في البلاغة قليلا، لأن حذف أحد هذين يقوى ادعاء اتحاد المشبه والمشبه به بعض التقوية. أما أبلغ أنواع التشبيه فالتشبيه البليغ ؛ لأنه مبنى على ادعاء أن المشبه والمشبه به شيء واحد.
* * *
هذا ـ وقد جرى العرب والمحدثون على تشبيه الجواد بالبحر والمطر، والشجاع بالأسد، والوجه الحسن بالشمس والقمر، والشهم الماضي في الأمور بالسيف، والعالي المنزلة بالنجم، والحليم الرزين بالجبل، والأماني الكاذبة بالأحلام، والوجه الصبيح بالدينار، والشعر الفاحم بالليل، والماء الصافي باللجين، والليل بموج البحر، والجيش بالبحر الزاخر، والخيل بالريح والبرق، والنجوم بالدرر والأزهار، والأسنان بالبرد واللؤلؤ، والسفن بالجبال، والجداول بالحيات الملتوية، والشيب بالنهار ولمع السيوف، وغرة الفرس بالهلال. ويشبهون الجبان بالنعامة والذبابة، واللئيم بالثعلب، والطائش بالفراش، والذليل بالوتد، والقاسي بالحديد والصخر، والبليد بالحمار، والبخيل بالأرض المجدية.
* * *
وقد اشتهر رجال من العرب بخلال محمودة فصاروا فيها أعلاما فجرى التشبيه بهم. فيشبه الوفي بالسموءل (21)، والكريم بحاتم، والعادل بعمر (22)، والحليم بالأحنف، والفصيح بسحبان، والخطيب بقس (23) والشجاع بعمرو بن معديكرب، والحكيم بلقمان (24)، والذكي بإياس.
واشتهر آخرون بصفات ذميمة فجرى التشبيه بهم أيضا، فيشبه العيي بباقل (25)، والأحمق بهبنقة (26)، والنادم بالكسعي (27)، والبخيل بمارد (28)، والهجاء بالحطيئة (29)، والقاسي بالحجاج (30).
__________________
(1) هو متشيع من شعراء الدولة العباسية بصري الأصل بغدادي النشأة، اتصل بالمأمون ومدحه ثم لم يزل منقطعا إليه حتى مات.
(2) يقرب من هذا النوع ما ذكره الحلبى في كتاب حسن التوسل وسماه تشبيه التفضيل، وهو أن يشبه شيء بشيء لفظا أو تقديرا ثم يعدل عن التشبيه لادعاء أن المشبه أفضل من المشبه به، ومثل له بقول الشاعر :
حسبت جماله بدرا مضيئا |
|
وأين البدر من ذاك الجمال |
ومنه قول المتنبي في سيف الدولة :
ولما تلقاك السحاب بصوبه |
|
تلقاه أعلى منه كعبا وأكرم |
وقول الشاعر :
من قاس جدواك يوما |
|
بالسحب أخطأ مدحك |
السحب تعطى وتبكى |
|
وأنت تعطى وتضحك |
(3) طرة الشىء : طرفه، وليل مستفر : أي دخل في الإسفار وهو ظهور الفجر، والغرة : بياض في جبهة الفرس، والمهر الأشقر : الأحمر الشعر.
(4) لج في الأمر من (بابي ضرب وفتح) : تمادى واستمر.
(5) العجاجة، الغبار، والأسنة جمع سنان : وهو طرف الرمح.
(6) الوبل : المطر الشديد المستمر، والنوال : العطاء.
(7) شاعر فصيح راوية نسابة له مصنفات فى اللغة لم يسبق إلى مثلها، وقد مات بأصبهان سنة 558 ه والأبيوردي نسبة إلى أبيورد بليدة بخراسان.
(8) هو ابن الخليفة هرون الرشيد، كان عالما فاضلا، وقد برع في العربية ومهر في الفلسفة، واشتهر بجوده وفصاحته، وكان من أكبر رجال بنى العباس حزما وعزما ودهاء وشجاعة، توفى سنة 218 ه.
(9) يزهى بكذا : يتيه ويتكبر، وسرج نائب فاعل.
(10) الفتح بن خاقان : شاعر فصيح، كان في نهاية الفطنة والذكاء، وهو فارسي الأصل من أبناء الملوك، اتخذه المتوكل العباسي أخا له واستوزره، وقدمه على أهله وولده، واجتمعت له خزانة كتب حافلة، وقتل مع المتوكل سنة 217 ه، واليد : النعمة والعطاء، والمحل : الجدب وانقطاع المطر.
(11) البشر : الفرح والبشاشة، ويكون الزهر وقت الضحا متفتحا، والطل في وقت الصبح في أكمل أحوال نقائه وصفائه.
(12) هو ابن الخليفة العباسي الثامن (أمير المؤمنين المعتصم).
(13) هو عمرو بن معدى كرب الزبيدي فارس اليمن وصاحب الغارات المشهورة، وأخبار شجاعته كثيرة توفى سنة 21 ه.
(14) هو أحد أجواد العرب المشهورين.
(15) هو الأحنف بن قيس من سادات التابعين، كان شهما حليما عزيزا فى قومه، إذا غضب غضب له مائة ألف سيف لا يسألون لماذا غضب، توفى سنة 67 ه.
(16) هو قاضى البصرة وأحد أعاجيب الدهر في الفطنة والذكاء يضرب المثل بذكائه وصدق حدسه توفى سنة 122 ه.
(17) شرودا : سائرا، والندى : الكرم، والبأس : الشجاعة والقوة.
(18) المشكاة : فتحة في الحائط غير نافذة، والنبراس : المصباح.
(19) المحدث في اللغة : المتأخر، والمراد به هنا من جاء بعد عهد العرب الذين يحتج بكلامهم في اللغة.
(20) لمح البرق والنجم : لمعانهما، ولمح البصر : اختلاس النظر.
(21) هو السموءل بن حيان اليهودي، يضرب به المثل في الوفاء، وهو من شعراء الجاهلية توفى سنة 62 ق ه.
(22) هو أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وأحد السابقين إلى الإسلام والأولين، اشتهر بعدله وتواضعه وزهده، وقد نصر الله به الإسلام وأعزه.
(23) هو ابن ساعدة الإيادي خطيب العرب قاطبة، ويضرب به المثل في البلاغة والحكمة.
(24) حكيم مشهور آتاه الله الحكمة أي الإصابة في القول والعمل.
(25) رجل اشتهر بالعي، اشترى غزالا مرة بأحد عشر درهما فسئل عن ثمنه فمد أصابع كفيه يريد عشرة وأخرج لسانه ليكملها أحد عشر ففر الغزال، فضرب به المثل في العى.
(26) هو لقب أبى الودعاء يزيد بن ثروان القيسي، ويضرب به المثل في الحمق.
(27) هو غامد بن الحرث، خرج مرة للصيد فأصاب خمسة حمر بخمسة أسهم، وكان يظن كل مرة أنه مخطى، فغضب وكسر قوسه، ولما أصبح رأى الحمر مصروعة والأسهم مخضبة بالدم، فندم على كسر قوسه، وعض على إبهامه فقطعها.
(28) لقب رجل من بني هلال اسمه مخارق، وكان مشهورا بالبخل واللؤم.
(29) شاعر مخضرم كان هجاء مرا، ولم يكد يسلم من لسانه أحد، هجا أمه وأباه ونفسه، وله ديوان شعر، وتوفى سنة 30 ه.
(30) هو الحجاج بن يوسف الثقفي، كان عاملا على العراق وخراسان لعبد الملك بن مروان تم للوليد من بعده، وهو أحد جبابرة العرب وله في القتل والعقوبات غرائب لم يسمع بمثلها. توفى بمدينة واسط سنة 97 ه.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|