المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



انتفاضة زيد بن علي بن الحسين  
  
3861   03:08 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص353-357.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

كان زيد بن علي (عليه السَّلام) أخاً للإمام الباقر (عليه السَّلام) ، ومن سادات أهل البيت الفضلاء، وعالماً زاهداً ورعاً شجاعاً ومقداماً، وكان يعيش في عهد الحكم الأموي، وقد تأثر زيد كثيراً من مشاهدة مشاهد الظلم والجور واعمال الحكم الأموي التعسفية وكان يعتقد بضرورة القيام المسلح لتقويض هذا الحكم المنحرف.

كان هشام بن عبد الملك مطّلعاً على طبيعة زيد الثورية، لذلك حاول أن يقضى عليه بالحيلة، وينقذ نفسه من خطره، أعدّ هشام خطة قذرة ليصل من خلالها إلى هدفه الوضيع، واحضر أثرها زيداً من المدينة إلى دمشق، فلمّا دخلها وذهب إلى قصر هشام ليحاوره ومثل بين يديه، لم يرحب به الترحيب الحار ظنّاً منه انّ ذلك يقلّل من شأنه في الرأي العام ولم يعين له مكان جلوسه.
ثمّ قال : إنّ يوسف بن عمر الثقفي كتب يذكر ان خالد بن عبد اللّه القسري ذكر له انّ عندك ستمائة ألف درهم وديعة.

فقال : ما لخالد عندي شيء.

قال : فلابدّ أن تشخص إلى يوسف بن عمر حتى يجمع بينك وبين خالد.

قال : لا توجه بي إلى عبد ثقيف يتلاعب بي.

قال : لابدّ من أشخاصك .

ثمّ قال هشام : لقد بلغني أنّك تؤهّل نفسك للخلافة وأنت ابن أمة!!

قال : ويلك ! مكان أُمّي يضعني ؟ واللّه لقد كان إسحاق ابن حرة وإسماعيل ابن أمة، فاختص اللّه عزّوجلّ ولد إسماعيل فجعل منهم العرب، فمازال ذلك ينمي حتى كان منهم رسول اللّه، ثمّ نصح هشاماً فقال : اتق اللّه يا هشام.

فقال : أو مثلك يأمرني بتقوى اللّه؟!

فقال : نعم انّه ليس أحد دون أن يأمر بها، ولا أحد فوق أن يسمعها.

أخرج هشام زيداً بعد ذلك الحوار الحاد إلى العراق وكتب إلى يوسف بن عمر : إذا قدم عليك زيد بن علي فاجمع بينه وبين خالد، ولا يقيمن قبلك ساعة واحدة، فإنّي رأيته رجلاً حلو اللسان ،شديد البيان، خليقاً بتمويه الكلام، وأهل العراق أسرع إلى مثله.

فلمّا قدم زيد الكوفة دخل إلى يوسف فقال : لم أشخصتني من عند أمير المؤمنين؟

قال : ذكر خالد بن عبد اللّه انّ له عندك ستمائة ألف درهم.

قال : فاحضر خالداً؟ فأحضره وعليه حديد ثقيل، فقال له يوسف : هذا زيد بن علي فاذكر مالك عنده !

فقال : واللّه الذي لا إله إلاّ هو مالي عنده قليل ولا كثير ولا أردتم بإحضاره إلاّ ظلمه.

فأقبل يوسف على زيد وقال له : إنّ أمير المؤمنين أمرني ان أخرجك من الكوفة الساعة .

قال : فاستريح ثلاثاً ثم أخرج.

قال : ما إلى ذلك سبيل.

قال : فيومي هذا .

قال : ولا ساعة واحدة.

وبعد هذا ترك زيد الكوفة برفقة بعض أزلام يوسف، فلمّا ابتعدوا قليلاً عن الكوفة انصرفوا عنه.

أثار قدوم زيد إلى الكوفة ضجة فيها، وشاع ما دار بينه و بين هشام في كلّ، مكان و كان أهل الكوفة يراقبون الأوضاع عن كثب، وما ان علموا انّ زيداً وصل إلى المدينة لحقوا به وأعلنوا ولاءهم له ومناصرتهم، وقالوا له : أين تذهب يرحمك اللّه ومعك مائة ألف سيف نضرب بها دونك. وليس عندنا من بني أُمية إلاّ نفر قليل، لو انّ قبيلة واحدة منّا صمدت لهم لكفتهم بإذن اللّه.

غير انّ زيداً الذي لم ينس غدر أهل العراق وخذلانهم لأمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين لم يعلّق آمالاً على ولائهم ووعودهم، ولكن ونتيجة لإلحاحهم الكبير عليه عدل عن الذهاب إلى المدينة ورجع إلى الكوفة، وأقبلت الشيعة تختلف إليه يبايعونه، و قد بلغ عدد المبايعين من الكوفة فقط خمسة وعشرين ألفاً كلّهم على أهبة الاستعداد للقتال.

وكتب يوسف بن عمرو إلى هشام عن اجتماع قوات المعارضة للحكم الأموي حول زيد، وأمر هشام ـ الذي ارتعب من ذلك ـ يوسف بالهجوم على قوات زيد دون تأخير، وأن يطفئ نار الثورة بأسرع وقت ممكن.

والتقى الفريقان وجرى بينهما قتال شديد، فأبلى زيد بلاء حسناً وقاتل قتالاً شديداً داعياً أصحابه إلى الصمود، واستمر القتال إلى الليل، وفي هذه الأثناء جاء سهم فأصاب جبين زيد، فأمر بالانسحاب وقد أصبح عاجزاً عن القتال أثر إصابته وقتل بعض أصحابه وتفرق البعض الآخر عنه.

وفي الليل أحضروا طبيباً لينزع السهم من جبينه غير انّه لم يكن من السهل نزعه لعمق دخوله، وفي النهاية نزع الطبيب السهم من جبينه، فاستشهد زيد للجرح الكبير الذي أحدثه فيه ذلك السهم، وقرّر أصحابه أن يدفنوه في ساقية كانت هناك ويجروا عليه الماء حتى لا يجده أزلام هشام، ثمّ غيروا مجراها فدفنوه فيها فأجروا الماء عليها مرة أُخرى.

ولكن وللأسف كان أحد أزلام هشام موجوداً هناك وشاهد عملية الدفن وأخبر يوسف بن عمرو بذلك، فأمر بنبش قبره وإخراج جسده ففصلوا رأسه عن بدنه وصلبوه في كناسة الكوفة لمدة أربع سنوات، ثمّ أنزلوه فأحرقوه وذري رماده في الهواء.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.