أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015
2925
التاريخ: 17-04-2015
4008
التاريخ: 17-04-2015
3187
التاريخ: 17-04-2015
3862
|
كان زيد بن علي (عليه السَّلام) أخاً للإمام الباقر (عليه السَّلام) ، ومن سادات أهل البيت الفضلاء، وعالماً زاهداً ورعاً شجاعاً ومقداماً، وكان يعيش في عهد الحكم الأموي، وقد تأثر زيد كثيراً من مشاهدة مشاهد الظلم والجور واعمال الحكم الأموي التعسفية وكان يعتقد بضرورة القيام المسلح لتقويض هذا الحكم المنحرف.
فقال : ما لخالد عندي شيء.
قال : فلابدّ أن تشخص إلى يوسف بن عمر حتى يجمع بينك وبين خالد.
قال : لا توجه بي إلى عبد ثقيف يتلاعب بي.
قال : لابدّ من أشخاصك .
ثمّ قال هشام : لقد بلغني أنّك تؤهّل نفسك للخلافة وأنت ابن أمة!!
قال : ويلك ! مكان أُمّي يضعني ؟ واللّه لقد كان إسحاق ابن حرة وإسماعيل ابن أمة، فاختص اللّه عزّوجلّ ولد إسماعيل فجعل منهم العرب، فمازال ذلك ينمي حتى كان منهم رسول اللّه، ثمّ نصح هشاماً فقال : اتق اللّه يا هشام.
فقال : أو مثلك يأمرني بتقوى اللّه؟!
فقال : نعم انّه ليس أحد دون أن يأمر بها، ولا أحد فوق أن يسمعها.
أخرج هشام زيداً بعد ذلك الحوار الحاد إلى العراق وكتب إلى يوسف بن عمر : إذا قدم عليك زيد بن علي فاجمع بينه وبين خالد، ولا يقيمن قبلك ساعة واحدة، فإنّي رأيته رجلاً حلو اللسان ،شديد البيان، خليقاً بتمويه الكلام، وأهل العراق أسرع إلى مثله.
فلمّا قدم زيد الكوفة دخل إلى يوسف فقال : لم أشخصتني من عند أمير المؤمنين؟
قال : ذكر خالد بن عبد اللّه انّ له عندك ستمائة ألف درهم.
قال : فاحضر خالداً؟ فأحضره وعليه حديد ثقيل، فقال له يوسف : هذا زيد بن علي فاذكر مالك عنده !
فقال : واللّه الذي لا إله إلاّ هو مالي عنده قليل ولا كثير ولا أردتم بإحضاره إلاّ ظلمه.
فأقبل يوسف على زيد وقال له : إنّ أمير المؤمنين أمرني ان أخرجك من الكوفة الساعة .
قال : فاستريح ثلاثاً ثم أخرج.
قال : ما إلى ذلك سبيل.
قال : فيومي هذا .
قال : ولا ساعة واحدة.
وبعد هذا ترك زيد الكوفة برفقة بعض أزلام يوسف، فلمّا ابتعدوا قليلاً عن الكوفة انصرفوا عنه.
أثار قدوم زيد إلى الكوفة ضجة فيها، وشاع ما دار بينه و بين هشام في كلّ، مكان و كان أهل الكوفة يراقبون الأوضاع عن كثب، وما ان علموا انّ زيداً وصل إلى المدينة لحقوا به وأعلنوا ولاءهم له ومناصرتهم، وقالوا له : أين تذهب يرحمك اللّه ومعك مائة ألف سيف نضرب بها دونك. وليس عندنا من بني أُمية إلاّ نفر قليل، لو انّ قبيلة واحدة منّا صمدت لهم لكفتهم بإذن اللّه.
غير انّ زيداً الذي لم ينس غدر أهل العراق وخذلانهم لأمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين لم يعلّق آمالاً على ولائهم ووعودهم، ولكن ونتيجة لإلحاحهم الكبير عليه عدل عن الذهاب إلى المدينة ورجع إلى الكوفة، وأقبلت الشيعة تختلف إليه يبايعونه، و قد بلغ عدد المبايعين من الكوفة فقط خمسة وعشرين ألفاً كلّهم على أهبة الاستعداد للقتال.
وكتب يوسف بن عمرو إلى هشام عن اجتماع قوات المعارضة للحكم الأموي حول زيد، وأمر هشام ـ الذي ارتعب من ذلك ـ يوسف بالهجوم على قوات زيد دون تأخير، وأن يطفئ نار الثورة بأسرع وقت ممكن.
والتقى الفريقان وجرى بينهما قتال شديد، فأبلى زيد بلاء حسناً وقاتل قتالاً شديداً داعياً أصحابه إلى الصمود، واستمر القتال إلى الليل، وفي هذه الأثناء جاء سهم فأصاب جبين زيد، فأمر بالانسحاب وقد أصبح عاجزاً عن القتال أثر إصابته وقتل بعض أصحابه وتفرق البعض الآخر عنه.
وفي الليل أحضروا طبيباً لينزع السهم من جبينه غير انّه لم يكن من السهل نزعه لعمق دخوله، وفي النهاية نزع الطبيب السهم من جبينه، فاستشهد زيد للجرح الكبير الذي أحدثه فيه ذلك السهم، وقرّر أصحابه أن يدفنوه في ساقية كانت هناك ويجروا عليه الماء حتى لا يجده أزلام هشام، ثمّ غيروا مجراها فدفنوه فيها فأجروا الماء عليها مرة أُخرى.
ولكن وللأسف كان أحد أزلام هشام موجوداً هناك وشاهد عملية الدفن وأخبر يوسف بن عمرو بذلك، فأمر بنبش قبره وإخراج جسده ففصلوا رأسه عن بدنه وصلبوه في كناسة الكوفة لمدة أربع سنوات، ثمّ أنزلوه فأحرقوه وذري رماده في الهواء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|