أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015
3590
التاريخ: 17-04-2015
3712
التاريخ: 17-04-2015
3460
التاريخ: 16-10-2015
6680
|
كان عصر الإمام الصادق من بين الأئمّة عصراً فريداً والظروف الاجتماعية والثقافية التي عاشها الإمام لم يعشها أي واحد منهم، ذلك انّ تلك الفترة كانت من الناحية السياسية فترة تزلزل الحكم الأموي واشتداد شوكة العباسيين، وكان الطرفان في صراع مستمر إذ بدأ الصراع الإعلامي والنضال السياسي للعباسيين منذ عهد هشام بن عبد الملك، ودخل عام 129 نطاق الكفاح المسلح، وفي النهاية انتصر العباسيون عام 132 هجرية .
ولأنّ الأمويين كانوا في هذه الفترة منشغلين بالمشاكل السياسية الكثيرة لم تسنح لهم الفرصة لمضايقة الإمام الصادق وشيعته كما حدث في حياة الإمام السجاد كما أنّ العباسيين ولأنّهم كانوا يرفعون شعار الدفاع عن أهل البيت والثأر لهم قبل استلامهم مقاليد الحكم لم تكن هناك مضايقة من جانبهم أيضاً، ومن هنا كانت هذه الفترة فترة هدوء وحرية نسبية للإمام الصادق وشيعته، فكانت فرصة مناسبة جداً لتفعيل نشاطهم العلمي والثقافي.
ومن الناحية الفكرية والثقافية كان عصر الإمام الصادق عصر النشاط الفكري والثقافي، وقد حدثت في ذلك العصر حركة علمية منقطعة النظير في المجتمع الإسلامي، ونشأت العلوم المتعددة; سواء العلوم الإسلامية، مثل علوم قراءة القرآن والتفسير والحديث والفقه والكلام أو العلوم الإنسانية العامة، مثل علوم الطب والفلسفة والنجوم والرياضيات لدرجة انّه كلّ من كان له بضاعة فكرية وعلمية كان يعرضها على سوق العلم والمعرفة، وعليه حدث تعطّش علمي غريب كان على الإمام أن يجيب عليه ويستجيب له .
ويمكن حصر الأسباب التي أوجبت حدوث هذه الحركة العلمية في الأُمور التالية :
أ. حرية الفكر والعقيدة في الإسلام، ولم يكن العباسيون بلا تأثير في هذه الحرية الفكرية قطعاً، غير انّ لهذه الحرية جذور في تعاليم الإسلام بحيث لو كان العباسيون يريدون الوقوف أمامها لما كان بمقدورهم ذلك.
ب. كانت البيئة الإسلامية آنذاك بيئة دينية تماماً، وكانت الدوافع الدينية هي التي تحرك الناس.
كما أنّ لتشجيع نبي الإسلام على طلب العلم، وحثّ القرآن على التعليم والتعلّم وتأكيده على ذلك وعلى التفكير والتعقّل، الدور الأساسي في تنشيط وتفعيل هذه الحركة العلمية.
ج. كان للقوميات والأُمم التي دخلت الإسلام خلفية فكرية وعلمية، وكان لبعضها مثل العنصر الفارسي الذي كان له خلفية حضارية أكثر ازدهاراً والمصري والسوري حضارات عريقة في تلك الفترة، فراحت هذه الأُمم وبدافع فهم تعاليم الإسلام بشكل معمّق تبحث وتتفحص وتتبادل الآراء فيما بينها.
د. التساهل الديني أو التعايش السلمي مع غير المسلمين خاصة التعايش مع أهل الكتاب فقد تحمّل وقبل المسلمون أهل الكتاب ولم يروا في ذلك مخالفة لعقيدتهم الدينية، وكان لأهل الكتاب في تلك الفترة علماء وخبراء وكان المسلمون يواجهونهم مواجهة علمية، وكان هذا بدوره يؤدي إلى الجدل والبحث والمناظرة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|