أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2019
1361
التاريخ: 15-11-2016
1410
التاريخ: 15-11-2016
1222
التاريخ: 24-7-2020
5431
|
وتتعجب من عمر فقد كان رأيه سلبياً في سعد، ومع ذلك ولاه ودافع عنه! فقد رووا عن عمر بسند معتبر عندهم أنه طعن في سعد عندما سأله ابن عباس عمن يرشحه للخلافة بعده، ففي شرح النهج:12/259، والشافي للمرتضى:4/202: «عن ابن عباس قال: قال عمر: لا أدري ما أصنع بأمة محمد ‘، وذلك قبل أن يطعن، فقلت: ولم تهتم وأنت تجد من تستخلفه عليهم؟ قال: أصاحبكم يعني علياً؟ قلت: نعم والله هو لها أهل، في قرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصهره وسابقته وبلائه. فقال عمر: إن فيه بطالة وفكاهة. قلت: فأين أنت عن طلحة؟ قال: فأين الزهو والنخوة! قلت: عبد الرحمن؟ قال: هو رجل صالح على ضعف فيه (أمره في يد امرأته) قلت: فسعد! قال: ذاك صاحب مقنب(البَرِّ) وقِتال، لا يقوم بقرية لو حمل أمرها . قلت: فالزبير؟ قال: وَعْقَةٌ لقس(متضجر سئ الخلق) مؤمن الرضى كافر الغضب».
وفي تذكرة ابن حمدون:3/110، و نثر الدر:1/116، وشرح النهج:1/186، أن عمر خاطب الذين رشحهم للخلافة وشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) توفي وهو عنهم راض فأعطى حق النقض لعبد الرحمن بن عوف، وأمر أن يقتل من خالف منهم، ثم وبخهم: «ثم أقبل على سعد فقال: إنما أنت صاحب قنص وقوس وأسهم، ومقنب من المقانب، وما زهرة والخلافة وأمور الناس! ثم أقبل على علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: لله أنت لولا دعابة فيك، أما والله لو وليتهم لحملتهم على المحجة البيضاء والحق الواضح ، ولن يفعلوا ».
ومع ذلك رشح سعداً للخلافة، وأوصى كما في فتح الباري(13/157، و:7/45): « لم أعزله لضعف ولا لخيانة.. وأوصى عمر من يلي الخلافة بعده، أن يولي سعداً».
أقول: السبب الحقيقي لتمسك عمر بسعد هو السبب لتمسكه بسالم مولى حذيفة وبأبي عبيدة ، وإعلانه قبل موته بأنه لو كان أحدهما حياً لعهد اليه بالخلافة ، مع أن سالماً عبد فارسي ! فقد كان سعد عضواً قديماً في قادة الحزب القرشي الذين اتفقوا من بعد فتح مكة، وعملوا لأخذ خلافة النبي (صلى الله عليه وآله) وإبعاد أهل بيته عنها.
وقد ورد إسم سعد في البضعة عشر أصحاب ليلة العقبة ، الذين هموا بما لم ينالوا في رجوع النبي (صلى الله عليه وآله) من تبوك . ورواه ابن حزم بسند موثق ولا يتسع له مجالنا .
كما صادر عمر من ولاته نصف ثرواتهم، وبعث اليهم برسالة موحدة: «أما بعد فإنكم معشر العمال تقدمتم على عيون الأموال، فجبيتم الحرام، وأكلتم الحرام، وأورثتم الحرام! وقد بعثت إليك محمد بن مسلمة الأنصاري فيقاسمك مالك، فأحضره مالك والسلام». (كنز العمال: 5/853).
وفي تاريخ اليعقوبي:2/157: «قيل إن منهم سعد بن أبي وقاص عامله على الكوفة وعمرو بن العاص عامله على مصر ، وأبا هريرة عامله على البحرين ».
كانت مشكلة سعد أنه رأى نفسه كبيراً، لأن عمر جعله أحد أعضاء الشورى الستة الذين يصلحون للخلافة! مع أنه كان يرى أن علياً (عليه السلام) أحقهم بها، لكنه قرر أن لا يبايعه وينتظر لعل الفرصة تأتيه ، وكذلك لم يبايع معاوية ولم يعترف به خليفة ، ودخل عليه وقال: السلام عليك أيها الملك..الخ.
وقد كتب له معاوية في زمن علي ليكون الى صفه ، فأجابه: «أما بعد فإن عمر لم يدخل في الشورى إلا من تحل له الخلافة من قريش ، فلم يكن أحد منا أحق بها من صاحبه إلا بإجماعنا عليه ، ألا إن عليا كان فيه ما فينا ، ولم يكن فينا ما فيه، وهذا أمر قد كرهت أوله ، وكرهت آخره ، فأما طلحة والزبير فلو لزما بيوتهما لكان خيرا لهما ، والله يغفر لام المؤمنين ما أتت والسلام». (شرح النهج:3/114، وتاريخ اليعقوبي:2/187، وصفين لابن مزاحم/74 ، وأورد شعراً في رسالة معاوية وجواب سعد له. والإمامة والسياسة:1/90 ، وفيه: غير أن علياً كان من السابقة ولم يكن فينا ما فيه، فشاركنا في محاسننا ولم نشاركه في محاسنه ، وكان أحقنا كلنا بالخلافة ولكن مقادير الله تعالى التي صرفتها عنه . وجواهر المطالب لابن الدمشقي:2/36، وفيه: غير أن علياً كان فيه ما فينا ولم يكن فينا ما فيه، ولو لم يطلبها ولزم بيته لطلبته العرب ولو بأقصى اليمن).
ولا يغرك ما يرويه سعد في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) وما يشهد على نفسه في حقه كقوله: «قال أما بعد فإن علياً لم يسبقه أحد من هذه الأمة من أولها بعد نبيها ولن يلحق به أحد من الآخرين منهم ». (تاريخ دمشق:13/275) .
فقد كان مع ذلك يبغض علياً (عليه السلام) حسداً ويريد الخلافة لنفسه! فاعتزله ولم يبايعه ولم ينصره ، ولم ينتفع بتحذير أمير المؤمنين (عليه السلام) له ولابنه عمر بن سعد قاتل الحسين عليه السلام ! فقد «كان عليه السلام يخطب الناس وقال: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله ما تسألوني عن شئ مضى ولا شئ يكون إلا نبأتكم به، قال فقام إليه سعد بن أبي وقاص وقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة؟ فقال له: والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنك ستسألني عنها، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس، وإن في بيتك لسخلاً يقتل الحسين ابني! وعمر يومئذ يدرج بين يدي أبيه»! (كامل الزيارات/155، وأمالي الصدوق/196، وخصائص الأئمة/62، والإحتجاج:1/389).
ولم ينتفع سعد بن وقاص لدنياه أيضاً باعتزاله عن علي عليه السلام ومعاوية، فقد قتله معاوية بالسُّم، في سنة قتله للإمام الحسن عليه السلام! ولله في خلقه شؤون .
........
زعم سعد أنه أحق بالخلافة، ولذلك قرر عدم بيعة علي عليه السلام ولا معاوية، وأن ينتظر في قصره بالعقيق. قال البلاذري في أنساب الأشراف/344: «قال سعد بن أبي وقاص: أنا أحق الناس بهذا الأمر لم أشرك في دم عثمان، ولم أحضر شيئاً من هذه الأمور الفتنة». لكن لم ينفعه انتظاره حتى تجاوز الثمانين ولا اعتزاله. فقد قتله معاوية بالسم ليزيحه من طريق يزيد.(عمدة القاري:6/5).
قال علي بن الحسين البيهقي الشافعي المتوفى483في كتابه لباب الأنساب/40: «وأمر والي المدينة سعيد بن العاص حتى سقاه السم، مع سعد بن أبي وقاص وجماعة من المهاجرين، فمات الحسن مسموماً بعد يومين وسعد بن أبي وقاص في يومه».
وفي الإستيعاب:2/609: «وكان سعد ممن قعد ولزم بيته في الفتنة وأمر أهله ألا يخبروه من أخبار الناس بشئ حتى تجتمع الأمة على إمام، فطمع فيه معاوية وفي عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة ، وكتب إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان ويقول لهم إنهم لا يُكَفِّرُون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا بذلك ، ويقول إن قاتله وخاذله سواء ، في نثر ونظم كتب به إليهم تركت ذكره .
فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذلك، وينكر مقالته ويعرفه بأنه ليس بأهل لما يطلب. وكان في جواب سعد بن أبي وقاص له:
معاوي داؤك الداءُ العياءُ *** وليس لما تجئ به دواءُ
أيدعوني أبو حسن عليٌّ *** فلم أردد عليه ما يشاء
وقلت له اعطني سيفاً بصيراً *** تميز به العداوة والولاء
فإن الشر أصغره كبيرٌ *** وإن الظهر تثقله الدماء
أتطمع في الذي أعيا علياً *** على ما قد طمعت به العفاء
ليوم منه خير منك حياً *** وميتاً أنت للمرء الفداء
فأما أمر عثمان فدعه *** فإن الرأي أذهبه البلاء
قال أبو عمر: سئل علي رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن بيعته ونصرته والقيام معه؟ فقال: أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل ).
وكان معاوية يرى أن الذنب ليس ذنب سعد، في طموحه غير المشروع للخلافة، بل ذنب عمر بن الخطاب الذي جرأ قبائل قريش على بني عبد مناف !
قال في تاريخ دمشق:19/197: «أرسل معاوية إلى حضين بن المنذر الذهلي، فدعاه وأدناه حتى كان قريباً منه، ثم أجلسه وألقيت تحته وسادة ، ثم قال له معاوية: بلغني أن لك عقلاً ورأياً وعلماً بالأمور ، فأخبرني ما فرَّقَ بين هذه الأمة ومن سفك دمائها وشق عصاها وفرق ملأها؟ قال: قتل أمير المؤمنين عثمان . قال: ما صنعت شيئاً . قال: مسير علي إلى عائشة وطلحة والزبير ، ومسير علي إليك وقتالكم بصفين ، والذي كان بينكم من سفك الدماء والاختلاف ! قال: ما صنعت شيئاً ! قال: فأخبرني يا أمير المؤمنين ! فحمد الله معاوية ثم قال: إن الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ، فدعا الناس إلى الإسلام فعمل رسول الله بكتاب الله عز وجل حتى قبضه الله وعصمه بالوحي، ثم استخلف المسلمون أبا بكر فكان أفضل من تَعْلَمُ وتعلمون ، فعمل أبو بكر بكتاب الله وسنة رسوله حتى قبضه الله إليه ، ثم استخلف أبو بكر على المسلمين عمر ، فعمل بكتاب الله وسنة رسوله وسنة أبي بكر حتى أصاب عمر من قضاء الله ما أصابه ، فخيَّر بين ستة فجعلها شورى ولم يَجب إلا بجعلها بينهم ، وكانوا خير من تعلم على الأرض ، فلما جلسوا لها وتنازعوها دعا كل رجل منهم إلى نفسه ، فقال عبد الرحمن: أيكم يخرج منها ويَسْتَخْلِف؟ فأبى القوم وكان أزهدهم فيها فقلدوها إياه فاستخلف عثمان! فما زال كل رجل من أهل الشورى يطمع فيها ويطمع له فيها أحباؤهم، حتى وثبوا على عثمان فقتلوه، واختلفوا بينهم حتى قتل بعضهم بعضاً! فهذا الذي سفك دماء هذه الأمة وشق عصاها وفرق ملأها» ! انتهى.
فاعجب لمعاوية كيف لا يقول لعمر شكراً لك لترتيبك الأمر لبني أمية ، بإعطائي حكم الشام ، ثم بترتيب الشورى وحق النقض لمصلحة عثمان!
فبدل أن يشكره يرى أن عمر أسس الخراب لأنه أشرك غيرهم معهم ولو في شورى شكلية، فسبَّب ذلك طمع أعضاء الشورى من غير بني أمية !
واعجب لضعف عمر العدوي أمام أبي سفيان ومعاوية ، فقد نصب معاوية نفسه بعد موت أخيه فوافق عمر عليه ! ولم يسمع لاعتراض الصحابة على حداثة سنه ! (تاريخ دمشق:59/86 ، وسير الذهبي:3/126).
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|