أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015
7821
التاريخ: 15-8-2016
3210
التاريخ: 17/11/2022
2076
التاريخ: 11-8-2016
3052
|
إنّ إحدى مفاخر الإمام الخامس وأحداث حياته الهامة هو سفره إلى الشام، وكان هشام أحد الخلفاء المعاصرين للإمام يخشى دائماً منزلة الإمام الباقر الكبيرة وحب الناس له، ولأنّه كان يعرف انّ شيعته تعتبره إماماً لهم، لذلك دأب ساعياً أن يمنع بجد من اتساع تأثيره الروحي وازدياد شيعته ؛ وفي سنة من السنين حج الإمام الباقر (عليه السَّلام) ومعه ابنه الكريم جعفر بن محمد (عليمها السَّلام) وكان قد حجّ هشام في تلك السنة أيضاً، وخلال أيّام الحج قال الإمام الصادق (عليه السَّلام) كلاماً في فضل أهل البيت وإمامتهم، فبلغ هشاماً ذلك فضاق ذرعاً من ذلك وهو الذي كان يرى في وجود الإمام خطراً على حكمه، ولكنّه لم يتعرّض لا للإمام ولا لابنه حتى انصرف إلى عاصمته دمشق، فأمر عامل المدينة بإشخاص وإحضار الإمام الباقر وابنه جعفر إلى الشام، فترك الإمام المدينة مضطراً وذهب إلى دمشق، ولكنّ هشاماً لم يسمح بلقائه فترة ثلاثة أيّام كي يتبجّح بعظمته الظاهرية، ظنّاً منه انّ ذلك يقلّل من منزلة الإمام، ولعلّه كان يفكّر خلال هذه الأيام الثلاثة في كيفية مواجهته؟ وكيف يضع خطة تؤدي إلى تشويه سمعة الإمام والتقليل من منزلته بين الناس ؛ ومن المؤكد انّه لو كان بلاط هشام مركزاً لتربية العلماء ومنتدىً للخطباء لكان من الممكن أن يستدعي العلماء البارزين ويقيم مجلساً للبحث والمناظرة، غير انّ هشاماً لم يفكّر بإقامة مثل هذا المجلس من حيث إنّ بلاط أكثر الملوك الأمويين كان يخلو من مثل هؤلاء العلماء دائماً وقد أخذ الشعراء والقصّاصون مكانهم، ولأنّه كان يعلم جيداً انّه لو أراد أن يواجه الإمام من خلال المطارحة والمناظرة العلمية لما كان يستطيع أحد من رجال بلاطه أن يتغلّب عليه، ولهذا السبب قرر أن يواجه الإمام في صعيد آخر يعتقد بحتمية انتصاره فيه.
نعم قرّر هشام و بكل غرابة أن يقيم سباقاً في الرماية، ويدخل الإمام في ذلك السباق على أمل أن يهزم ويفشل فيه، وبالتالي يستصغر في أعين الناس ؛ ولأجل تحقيق هذا الهدف أخذ يحثّ بعض أشياخ قومه بنصب غرض و رميه، وذلك قبل دخول الإمام القصر، ثمّ دخل الإمام القصر وجلس قليلاً، فنظر هشام وقال: ألا تريد أن ترمي مع أشياخ قومك.
قال الإمام: إنّي قد كبرت عن الرمي، فهل رأيت أن تعفيني ؟
فقال هشام وهو يظن انّ الفرصة المناسبة قد سنحت وانّه قرب الإمام الباقر من الهزيمة : وحق من أعزّنا بدينه ونبيه محمد (صلَّى الله عليه وآله) لا أعفيك.
وفي الوقت ذاته أومأ إلى شيخ من بني أُميّة أن أعطه قوسك، فتناوله الإمام والسهم معه، فوضع سهماً في كبد القوس، ثمّ انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه، ثمّ رمى فيه الثانية فشق فواق سهمه إلى نصله، ثمّ تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، فأثار ذلك العمل العجيب إعجاب الحاضرين واستحسانهم.
وراح هشام الذي أخطأ في تقديره وذهبت خططه أدراج الرياح يضطرب في مجلسه، فلم يتمالك نفسه إلاّ أن قال : أجدت يا أبا جعفر وأنت أرمى العرب والعجم، هلا زعمت أنّك كبرت عن الرمي!!
ثمّ أطرق يفكّر للحظة ثم أقعد الإمام الباقر وابنه الكريم عن يمينه وكرّمهما فقال له : يا محمد لا تزال العرب والعجم تسودها قريش مادام فيهم مثلك، للّه درّك مَن علّمك هذا الرمي، وفي كم تعلّمته ؟
فقال الإمام : قد علمت أنّ أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيّام حداثتي ثمّ تركته، فلمّا أردت أنت منّي ذلك عدت فيه .
وقال: أيرمي جعفر الصادق (عليه السَّلام) مثل رميك ؟ فقال الإمام : نحن نتوارث الكمال والتمام اللّذين أنزلهما اللّه على نبيه (صلَّى الله عليه وآله) في قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3] والأرض لا تخلو ممن يكمل هذه الأُمور التي يقصر غيرنا عنها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|