المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الفضل بن أبي قرّة
5-9-2016
الامامة والاقامة أفضل من الاذان
1-12-2015
شعر لعبدالله بن أحمد المالقي
2024-01-16
أثـر تخلف ركن الرضـا في عقد الزواج
21-4-2019
البحث حول كتاب (كامل الزيارات).
2023-12-04
الذرة الصفراء Corn
2024-03-18


مبراته في شهر رمضان  
  
3615   11:06 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص210-212.
القسم :

كان (عليه السلام) كثير البر في شهر رمضان و هذه بعض مبراته:

أ- إطعام الطعام: حث الإسلام على بذل الطعام للصائمين و ندب إليه و كان الإمام زين العابدين في كل يوم من أيام شهر رمضان يأمر بذبح شاة و طبخها فإذا كان المساء أكب على القدور يشمها فإذا نضجت يقول: هاتوا القصاع و يأمر بأن يغرف إلى الفقراء و الأرامل و الأيتام حتى يأتي على آخر القدور و لا يبقي شيئا لإفطاره و كان يفطر على خبز و تمر .

ب- تحريره للعبيد: من مبرات الإمام (عليه السلام)  في شهر رمضان المبارك كثرة عتقه و تحرير ارقائه من رق العبودية على أنهم كانوا يعيشون في ظلاله محترمين و كان يعاملهم كأبنائه و كان يغضي عمن أساء إليه منهم و لا يعاقبه و كان يعتق جميع ما ملكت يمينه منهم في رمضان و نقل الرواة أنه كان لا يعاقب أمة و لا عبدا إذا اقترف أحدهما ذنبا و إنما كان يسجل اليوم الذي أذنبوا فيه فإذا كان آخر شهر رمضان جمعهم و أظهر الكتاب الذي سجل فيه ذنوبهم و يقول لهم: ارفعوا أصواتكم و قولوا: يا علي بن الحسين إن ربك قد أحصى عليك كل ما عملت كما أحصيت علينا ما عملناه ولديه كتاب ينطق بالحق لا يغادر صغيرة و لا كبيرة مما أتيت إلا أحصاها و تجد كل ما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كل ما عملنا لديك حاضرا فاعف و اصفح كما ترجو من المليك العفو و كما تحب أن يعفو المليك عنك فاعف عنا تجده عفوّا و بك رحيما و لك غفورا و لا يظلم ربك أحدا , كما لديك كتاب ينطق بالحق علينا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة مما أتيناها إلا أحصاها فاذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي ربك الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل و يأتي بها يوم القيامة و كفى بالله حسيبا و شهيدا فاعف و اصفح يعف عنك المليك و يصفح فإنه يقول: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] و كان يلقنهم بتلك الكلمات التي تمثل مدى انقطاعه إلى اللّه و اعتصامه به و هو واقف يبكي من خشيته تعالى و هو يقول: ربنا إنك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا و قد عفونا عمن ظلمنا فاعف عنا فإنك أولى بذلك منا و من المأمورين و أمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا و قد أتيناك سؤّالا و مساكين و قد انخنا بفنائك و ببابك نطلب نائلك و معروفك و عطاءك فامنن بذلك علينا و لا تخيبنا فإنك أولى بذلك منا و من المأمورين.

إلهي: كرمت فاكرمني إذا كنت من سؤّالك وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك يا كريم , ثم أقبل عليهم بوجهه الشريف و قد تبلل من دموع عينيه قائلا لهم بعطف و حنان: قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني؟ و مما كان مني من سوء ملكة فإني مليك سوء لئيم ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل .

أي نفس ملائكية هذه النفس العظيمة التي تمثلت روحانية الأنبياء و محاسن صفاتهم و أخلاقهم!!

و ينبري العبيد قائلين له: قد عفونا عنك يا سيدنا .

فيقول لهم: قولوا: اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفا عنا فاعتقه من النار كما اعتق رقابنا من الرق .

فيقولون ذلك: و يقول بعدهم: اللهم آمين رب العالمين اذهبوا فقد عفوت عنكم و اعتقت رقابكم رجاء للعفو عني و عتق رقبتي فإذا كان يوم عيد الفطر أجازهم جائزة سنية تصونهم و تغنيهم عما في ايدي الناس‏ .

و ليس في دنيا المتقين و الصالحين مثل الإمام زين العابدين (عليه السلام) في تقواه و عظيم اخلاصه و طاعته للّه فقد ملئ قلبه الشريف إيمانا و معرفة باللّه.

و على أي حال فإن الإمام (عليه السلام)  قد عمل في شهر رمضان جميع الوان الخير من البر بالضعفاء و إكرام البؤساء و إنعاش المحرومين و تحرير العبيد و غير ذلك مما يقربه إلى اللّه زلفى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.