أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016
3331
التاريخ: 31-3-2016
3155
التاريخ: 31-3-2016
3054
التاريخ: 20/10/2022
968
|
كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول عند النظر إلى الهلال : أيها الخلق المنير الدائب السريع المتقلب في منازل التقدير المتصرف في فلك التدبير آمنت بالذي نور بك الظلم و أوضح بك البهم و جعلك آية من آيات ملكه و علامة مع علامات سلطانه فامتهنك بالزيادة و النقصان و الطلوع و الأفول و الإنارة و الخسوف سبحانه ما ألطف ما دبر في أمرك وأحسن ما صنع في شأنك جعلك الله هلال شهر حادث لأمر الحادث جعلك الله هلال بركة لا تمحقها الأيام و طهارة لا تدنسها الآثام هلال أمن من الآفات و سلامة من السيئات اللهم اجعلنا من أرضى من طلع عليه و أزكى من نظر إليه و وفقنا فيه للتوبة و أعصمنا فيه بالمنة إنك أنت المنان بالجزيل آمين رب العالمين .
قال: ثم تدعو بما شئت.
وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا تلا هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] يقول : اللهم ادفعني في أعلى درجات هذه الندبة و أعني بعزم الإرادة و هبني حسن المستعقب من نفسي و خذني منها حتى تتجرد خواطر الدنيا عن قلبي من برد خشيتي منك و ارزقني قلبا و لسانا يتجاريان في ذم الدنيا و حسن التجافي منها حتى لا أقول إلا صدقت و أرني مصاديق إجابتك بحسن توفيقك حتى أكون في كل حال حيث أردت .
فقد قرعت بي باب فضلك فاقة بحد سنان نال قلبي فتوقها
وحتى متى أصف محن الدنيا و مقام الصديقين و انتحل عزما من إرادة مقيم بمدرجة الخطايا أشتكي ذل ملكة الدنيا و سوء أحكامها علي فقد رأيت و سمعت لو كنت أسمع في أداة فهم أو أنظر بنور يقظة.
وكلا ألاقي نكبة و فجيعة وكأس مرادات ذعافا أذوقها
وحتى متى أتعلل بالأماني و أسكن إلى الغرور و أعبد نفسي للدنيا على غضاضة سوء الاعتداد من ملكاتها و أنا أعرض لنكبات الدهر علي أتربص اشتمال البقاء و قوارع الموت تختلف حكمي في نفسي و يعتدل حكم الدنيا.
وهن المنايا أي واد سلكته عليها طريقي أو علي طريقها
وحتى متى تعدني الدنيا فتخلف و أئتمنها فتخون لا تحدث جدة إلا بخلوق جدة و لا تجمع شملا إلا بتفريق شمل حتى كأنها غيرى محجبة ضنا تغار علي الألفة و تحسد أهل النعم.
فقد آذنتني بانقطاع و فرقة وأومض لي من كل أفق بروقها
ومن أقطع عذرا من مغذ سير أ يسكن إلى معرس غفلة بأدواء نبوة الدنيا و مرارة العيش و طيب نسيم الغرور قد أمرت تلك الحلاوة على القرون الخالية و حال دون ذلك النسيم هبوات و حسرات و كانت حركات فسكنت و ذهب كل عالم بما فيه .
فما عيشة إلا تزيد مرارة ولا ضيقة إلا و يزداد ضيقها
فكيف يرقأ دمع لبيب أو يهدأ طرف متوسم على سوء أحكام الدنيا و ما تفجأ به أهلها من تصرف الحالات و سكون الحركات و كيف يسكن إليها من يعرفها و هي تفجع الآباء بالأبناء و تلهى الأبناء عن الآباء تعدمهم أشجان قلوبهم و تسلبهم قرة عيونهم.
و ترمي قساوات القلوب بأسهم وجمر فراق لا يبوخ حريقها
وما عسيت أن أصف من محن الدنيا و أبلغ من كشف الغطاء عما وكل به دور الفلك من علوم الغيوب و لست أذكر منها إلا قليلا أ فتنة أو مغيب ضريح تجافت عنه فاعتبر أيها السامع بهلكات الأمم و زوال النعم و فظاعة ما تسمع و ترى من سوء آثارها في الديار الخالية و الرسوم الفانية و الربوع الصموت.
و كم عالم أفنت فلم تبك شجوه ولا بد أن تفنى سريعا لحوقها
فانظر بعين قلبك إلى مصارع أهل البذخ و تأمل معاقل الملوك و مصانع الجبارين و كيف عركتهم الدنيا بكلاكل الفناء و جاهرتهم بالمنكرات و سحبت عليهم أذيال البوار و طحنتهم طحن الرحى للحب و استودعتهم هوج الرياح تسحب عليهم أذيالها فوق مصارعهم في فلوات الأرض.
فتلك مغانيهم و هذي قبورهم توارثها أعصارها و حريقها
أيها المجتهد في آثار من مضى من قبلك من الأمم السالفة توقف و تفهم و انظر أي عز ملك أو نعيم أنس أو بشاشة ألف إلا نغصت أهله قرة أعينهم و فرقتهم أيدي المنون و ألحقتهم بتجافيف التراب فأضحوا في فجوات قبورهم يتقلبون و في بطون الهلكات عظاما و رفاتا و صلصالا في الأرض هامدون.
و آليت لا تبقى الليالي بشاشة ولا جدة إلا سريعا خلوقها
و في مطالع أهل البرزخ و خمود تلك الرقدة و طول تلك الإقامة طفيت مصابيح النظر و اضمحلت غوامض الفكر و ذم الغفول أهل العقول و كم بقيت متلذذا في طوامس هوامد تلك الغرفات فنوهت بأسماء الملوك و هتفت بالجبارين و دعوت الأطباء و الحكماء و ناديت معادن الرسالة و الأنبياء أتململ تململ السليم و أبكي بكاء الحزين و أنادي و لات حين مناص.
سوى أنهم كانوا فبانوا و أنني على جدد قصد سريعا لحوقها
وتذكرت مراتب الفهم و غضاضة فطن العقول بتذكر قلب جريح فصدعت الدنيا عما التذ بنواظر فكرها من سوء الغفلة و من عجب كيف يسكن إليها من يعرفها و قد استذهلت عقله بسكونها و تزين المعاذير و خسأت أبصارهم عن عيب التدبير و كلما تراءت الآيات و نشرها من طي الدهر عن القرون الخالية الماضية و حالهم و ما بهم و كيف كانوا و ما الدنيا و غرور الأيام
و هل هي إلا لوعة من ورائها جوى قاتل أو حتف نفس يسوقها
و قد أغرق في ذم الدنيا الأدلاء على طرق النجاة من كل عالم فبكت العيون شجن القلوب فيها دما ثم درست تلك المعالم فتنكرت الآثار و جعلت في برهة من محن الدنيا و تفرقت ورثة الحكمة و بقيت فردا كقرن الأعضب وحيدا أقول فلا أجد سميعا و أتوجع فلا أجد مشتكى
و إن أبكهم أحرض و كيف تجلدي وفي القلب مني لوعة لا أطيقها
وحتى متى أتذكر حلاوة مذاق الدنيا و عذوبة مشارب أيامها و أقتفي آثار المريدين و أتنسم أرواح الماضين مع سبقهم إلى الغل و الفساد و تخلفي عنهم في فضالة طرق الدنيا منقطعا من الأخلاء فزادني جليل الخطب لفقدهم جوى و خانني الصبر حتى كأني أول ممتحن أتذكر معارف الدنيا و فراق الأحبة.
فلو رجعت تلك الليالي كعهدها رأت أهلها في صورة لا تروقها
فمن أخص بمعاتبتي و من أرشد بندبتي و من أبكى و من أدع أشجوا بهلكة الأموات أم بسوء خلف الأحياء و كل يبعث حزني و يستأثر بعبراتي و من يسعدني فأبكى و قد سلبت القلوب لبها ورقا الدمع و حق للداء أن يذوب على طول مجانبة الأطباء و كيف بهم و قد خالفوا الأمرين و سبقهم زمان الهادين و وكلوا إلى أنفسهم يتنكسون في الضلالات في دياجير الظلمات.
حيارى و ليل القوم داج نجومه طوامس لا تجري بطي ء خفوقها
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|