أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-19
1274
التاريخ: 25-8-2018
1675
التاريخ: 3-12-2019
2053
التاريخ: 18-9-2018
1912
|
إن أحد أهداف الزواج هو تحقيق حالة الاستقرار النفسي، والطمأنينة الروحية، وفي ظلال هذه الحياة المشتركة ينبغي على الزوجين العمل على تثبيت هذه الحالة التي تمكِّنهم من التقدُّم والتكامل.
لقد أثبتت التجارب أنه عندما تزداد أمواج الحياة عنفاً، وحين يهدِّد خطر ما أحد الزوجين فإنَّهما يلجآن إلى بعضهما البعض لتوفير حالة من الأمن تمكِّنهما من مواجهة الحياة والمضي قدماً. وعليه فإن الزواج ينبغي أن يحقِّق حالة الاستقرار وإلا فإن الحياة ستكون جحيماً لا يطاق يقول السيد الخامنئي (دام ظله):
وعندما تُشكَّل الأسرة فإن الإسلام يعتبر أن المرأة والرجل شريكان في الحياة، وعلى كلّ منهما أن يعامل الآخر بالمحبَّة. فلا يحق للرجل أن يعامل زوجته بالقوَّة، ولا المرأة أن تعامل زوجها بالقوَّة.
... الأسرة هي المكان الذي يجب أن تنمو فيها العواطف والأحاسيس، وتجد فيها رونقها، أن يجد الأطفال فيه المحبة والحنان، وحتى الزوج الرجل، إن طبيعة الرجل أبسط من المرأة، وأكثر حدَّة وحزماً في مجالات خاصة، وليس يداوي جرحه إلا حنان زوجته، لا بد أن تحنّ عليه، حيث لا ينفعه حنان أمِّه. فإنّ الزوجة تستطيع أن تفعل بالرجل الكبير ما تفعله الأم بابنها الصغير، وإن النساء على معرفة دقيقة وظريفة بهذا الأمر، وإذا افتقرت هذه العواطف والأحاسيس لمحورها الأساسي في البيت أي إلى المرأة وسيِّدة البيت، فستصبح الأسرة شكلاً لا معنى له.. وهناك قول رائج بين النساء العاقلات ذوات التجربة، سمعته من كبيرات السِّن، وهو صحيح، إنِّهنّ يقلن: الرجل كالطفل، إنَّهن محقَّات في ذلك، فهذا هو الواقع. وهو يعني أن الرجل العالم والفاضل وصاحب الشعور والذي لا يعاني من أي نقص ذهني، هو كالطفل في مواجهته ومعاملته للمرأة، والمرأة كأم الطفل! فكما أن الطفل يبدو سيء الخلق عندما يجوع، ولا بد من إقناعه وسدِّ حاجته؛ فإن المرأة إذا استطاعت أن تؤدي مهمتها بدراية فسيصبح الرجل بين يديها هادئاً أليفاً.
... انظرن إلى هذه الآية الشريفة التي تشير إلى المرأة والرجل داخل الأسرة، يقول تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:21].
... لتسكنوا إليها... أي لتجدوا إلى جانب الجنس الآخر داخل الأسرة الطمأنينة والسكينة. الرجل إلى جانب المرأة، والمرأة إلى جانب الرجل. فالرجل يحسّ بالطمأنينة والسكينة عندما يعود إلى بيته وإلى محيط أسرته الآمن وإلى جانب زوجته الأمينة والعطوفة والمُحبَّة. وكذلك المرأة فإنَّها تشعر بالسعادة وبحسن الحظ والسكينة عندما تكون إلى جانب زوجها الذي يحبُّها ويشكِّل الحصن المنيع لها حيث إنه الأقوى جسدياً عادة، الأسرة تؤمن ذلك لكلا الطرفين، فالرجل يحتاج للمرأة في جو الأسرة ليحصل على السكينة، والمرأة تحتاج إلى الرجل في جوِّ الأسرة لتجد السكينة، لذلك قال: لتسكنوا إليها؛ لأن الإثنين بحاجة للسكون والسكينة، إن أهمّ شيء يحتاج البشر إليه هي السكينة، فسعادة الإنسان تكون في أمانه من التلاطم والاضطراب الروحي، وحصوله على الطمأنينة والسكينة الروحية. وهذا الأمر تحققه الأسرة للإنسان، تحققه للرجل والمرأة معاً.
ثم تأتي الجملة التالية وهي جميلة جدّاً وجذّابة حين يقول تعالى:
«وجعل بينكم مودة ورحمة» (إذاً فالعلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة هي علاقة المودَّة والرحمة، علاقة المحبة والعطف، أن يحب كل واحد منهما الآخر، أن يعشق كل واحد منهما الآخر، أن يحنّ كل منهما إلى الآخر. ولا تجتمع المحبة والاحترام مع العنف، ولا يقبل وجود حنان دون محبَّة.
إن الطبيعة الإلهية للرجل والمرأة في جو الأسرة هي طبيعة علاقة الحب والحنان بين الرجل والمرأة: مودّة ورحمة فإذا تغيّرت هذه العلاقة، وإذا أحسّ الرجل في البيت أنه المالك، وإذا نظر إلى زوجته نظرة المستخدمة ونظرة استغلال، فذلك ظلم، ومع الأسف فإن الكثيرين يرتكبون ذلك الظلم.
... البعض يظن أن مشكلة المرأة في عدم تصدّيها للأعمال الكبيرة والخوض في الضجيج، ليست تلك هي مشكلة المرأة، فحتى المرأة التي تتولَّى عملاً كبيراً فهي تحتاج إلى جو آمن داخل أسرتها، وتحتاج لزوج حنون ومحب، وتحتاج إلى زوج يمثل لها الركن الذي تطمئن إليه عاطفياً وروحياً، فتلك هي طبيعة المرأة، وتلك هي حاجاتها العاطفية والروحية، ولا بد من تأمينها).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|